الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا، ومطالبه المحقة اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، وعلى مستوى الإصلاح ومكافحة الفساد مطالبنا.
هكذا كان موقفنا منذ اليوم الأول، وهذا هو الموقف اليوم.
ما سبق ليس رأي فريق سياسي محدد، أو منبر إعلامي معين، بل هو لسان حال رأي عام لبناني، في الوطن وبلدان الانتشار، يؤمن بلبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً، ودولة تليق بتضحيات الناس، ودماء الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، والذين شكلوا سداً منيعاً أمام موجات التكفير، ومعهم أولئك الذين استُشهدوا ليخرج لبنان من عهد الوصاية، ولا يتحول طريقاً مؤدّاها التوطين.
الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا، في وجه قوى وشخصيات سياسية أمعنت في الفساد، أو في تغطية الفساد، ليس منذ ثلاث سنوات فقط، بل منذ ثلاثين سنة، يوم قُدم لبنان جائزة ترضية إقليمية، برعاية إقليمية ودولية، فتسلم أمراء الحرب وممولوها السلطة، وشكلوا منظومة فساد بالغة التنظيم، فروعها سياسية واقتصادية ومالية ونقدية وإعلامية وحتى أمنية، فأدخلوا البلاد في نفق، الضوء الموعود في نهايته كان مجرد أوهام وأكاذيب وأحلام، تبين أنها اسوأ من كوابيس.
الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا، في وجه سياسات خاطئة، بل خطايا ارتكبت في حق المال العام، المسؤولون عنها معروفون بالإسم والدور والخلفية والغاية، وكل المطلوب اليوم شجاعة قضائية في تطبيق القوانين الموجودة، وإقدام تشريعي على إقرار ما يلزم منها، والأبرز في هذا الإطار قانون إنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية المقدم من الرئيس العماد ميشال عون عام 2013، أي قبل أن ينتخب رئيساً بثلاث سنوات، وقانون كشف الحسابات والأملاك الذي اقترحه أخيراً تكتل لبنان القوي، ليشكل التحدي الأكبر أمام معظم أركان الطبقة السياسية.
وإلى جانب الشجاعة القضائية والإقدام التشريعي، يبقى انتظار فاعلية حكومية، تتجاوز البطء وتقفز فوق المماطلة، حتى ينتقل إنقاذ لبنان من خطة، إلى واقع.
في كل الأحوال، العناوين كثيرة، لكن التوقف عندها ليس وقتُه اليوم.
فالمهم اليوم أن الشعب شعبُنا، والصرخة صرختُنا. أما الشغب، فطبعاً ليس شغبَنا، والاعتداء على الجيش والقوى الأمنية والأملاك العامة والخاصة ليس اعتداءَنا، تماماً كما ان الشتائم العشوائية ليست من شيمنا، وكذلك منطق تعميم الاتهام الذي يساوي بين الجلاد والضحية، فيما المطلوب محاكمة الجلاد، وانصاف الضحية.
يبقى أننا اليوم، وكما في كل يوم، شعب من هذا الشعب، ومطالبنا من مطالبه، في شقِّها المحق. أما صرخة ال OTV، فلا تزال هي إياها منذ اليوم الأول، وفق شعارها المعروف، الذي تحول برنامجاً تلفزيونياً يومياً: “رح نبقى سوا. نحنا وشعب لبنان العظيم، دايماً رح نبقى سوا”.