إذا نزل الثوار تحت شعار إسقاط العهد لن أكون معهم..
علاقتي بالرئيس عون عادية و”شخصيّة وعائليّة”، بالسياسة لي رأي مختلف
لفت النائب شامل روكز، تعليقًا على تسجيل صوتي مسرّب له يتّحدث فيه عن تظاهرة السبت المقبل، متوقّعًا أنّها لن تكون حاشدة، وكاشفًا عن تظاهرة حاشدة يتمّ التحضير لها في المناطق اللبنانية كافّة، واعدًا بأنّها ستُسقط البلد، وخاتمًا حديثه بالتروي قليلًا و”اتكلوا علينا”، أنّه “كان في سياق الإجابة على من دعاه للنزول إلى الشارع والمشاركة في تظاهرة السبت”. وأشار إلى “أنّه ليس في وارد المشاركة فيها، لأنّ الأمور بحاجة إلى تنظيم واضح، وخوفًا من الفوضى والاشتباكات”.
وركّز في حديث صحافي، على “أنّه لم يتكلّم عن إسقاط البلد بل عن إسقاط النظام في البلد، أي نظام المحاصصة والزبائنيّة ونظام “ما خلّونا”، و”ما خلّونا نشتغل”… هذا النظام هو الّذي أَوصل البلد إلى ما نحن عليه”، مبيّنًا “أنّه لم يقصد بكلامه أبدًا رئيس الجمهورية ميشال عون”. وأوضح “أنّه في سياق حديثه، لم يعلن مشاركته يوم السبت، بل قال “اتّكلوا علينا بتنظيم الأمور في حال لم تنجح التظاهرة السبت المقبل”، لأنّه بالنتيجة يجب مراعاة الناس وتفهّم معاناتها”. ونوّه إلى “أنّه في المقابل لم يدعُ شخصيًّا أحدًا للنزول السبت المقبل إلى الشارع”.
وشدّد روكز على “أنّنا إذا كنّا نتحدّث عن الثورة، أقول إنّها ستَتَكوّن وحدها، نتيجة المعاناة والغضب وظروف الناس وفقرها وجوعها، ونتيجة البطالة الّتي تعيش فيها، ونتيجة مؤسسات الدولة المعطّلة. أنا مع هذه الثورة وأؤيّدها، ولكنّي لن أشارك السبت لأسباب عدّة، ومن أهمّها أمور تنظيميّة نعمل عليها ولم تصل إلى حدّها”، لافتًا إلى أنّ “التظاهرة المقبلة تَطرح أولويّة الانتخابات النيابية المبكرة، فيما نريد نحن تعديل قانون الانتخابات قبل المطالبة بالانتخابات النيابية المبكرة، لأنّ القانون الحالي يوصل إلى سيطرة رجال الأعمال وأصحاب الأموال على المجلس النيابي، خصوصًا في ظلّ الوضع المالي الحالي والمشكلات الاجتماعيّة”.
ونصح المعنيّين “سماع أصوات الثوار الّذين سيعبّرون عن رأيهم يوم السبت”، داعيًا إيّاهم إلى “عدم استسهال الأمور أو الاستخفاف بعدد المتظاهرين أيًّا يكن، أو نعتهم بـ”الزعران” المشاغبين أو ما شابه، لأنّ هناك حالة غضب عارمة، ويجب أن تُحترم مطالب هؤلاء وعدم استسهال الموضوع؛ لأنّ الصرخة صرخة شعب مظلوم إلى أقصى الحدود”.
وأكّد “أنّه لم يتطرّق في أيّ من تصاريحه إلى موضوع الاستقالة، لأنّ ظروفها غير مناسبة في المرحلة الحاليّة”، مركّزًا على “ضرورة العمل على أمور عديدة مهمّة قبل التفكير بالاستقالة، بالإضافة إلى ضرورة التنسيق مع نواب آخرين في قرار الاستقالة، إذ لا يمكن أخذ الأمور ببساطة أو بشكل فردي، بخاصّة أنّه في حال تقرّرت الاستقالة يجب أن يكون لها أثر، وليس الاستقالة لمجرد الاستقالة”.
وأعلن “أنّه رسميًّا خارج تكتل “لبنان القوي”، ولكن إذا نزل الثوار تحت شعار إسقاط العهد، فهو بالتأكيد لن يكون معهم، لأنّ المسؤوليّة بالنسبة إليه تقع على الحكومة ومجلس النواب، ولأنّ صلاحيّات رئيس الجمهورية محدودة في الأساس، ولا يمكن بالتالي محاسبة الرئيس مقارنةً مع صلاحيّاته”. وتساءل: “على أيّ أساس تكون الدعوة إلى إسقاط العهد؟ إنّ المحاسبة يجب أن تكون للحكومة ولمجلس النواب والمؤسّسات المقصّرة في حقّ شعبها”.
كما أوضح روكز، ردًّا على البعض الّذي يفسّر كلامه على هواه ويترجمه وفق ما يحلو له، “أنّني أعرف خلفيّتكم وماشي الحال”. ووصف علاقته بالرئيس عون، بـ”الشخصيّة والعائليّة وبالعلاقة العاديّة”. أمّا بالنسبة إلى العلاقة السياسيّة، فذكر أنّ “له رأيًا مختلفًا عن الرئيس، ولكنّه لا يصل إلى حدّ القطيعة”.
ودعا المتظاهرين غدًا السبت، إلى “عدم اعتماد الشعارات المستفزّة وتجنّب الإشكالات بينهم وبين القوى الأمنية”، متمنّيًا منهم “عدم الإنجرار إلى اشتباكات مع الجهات اللبنانية الأُخرى المعارِضة من أبناء وطنهم”. وذكّر الجميع بأنّ “الجيش اللبناني والمواطنين في خندق واحد، بالنسبة للأزمات الّتي توحدّهم ومنها الاقتصاديّة، الاجتماعيّة، المعيشيّة، ورواتبهم وتعويضاتهم؛ وأنّ الجيش ليس هو الّذي أوصلهم إلى الشارع ولا القوى الأمنية”، مكرّرًا أنّ “الجميع في خندق واحد”. وتمنّى من عناصر الجيش والقوى الأمنية “التنبّه من أنّهم أيضًا من أبناء هذا الشعب وهو منهم، ولذلك يجب عليهم تفهّم معاناته، لأنّه يشاركهم المعاناة نفسها”، داعيًا إلى “التفهّم المتبادل بين الجانبين”.
إلى ذلك، أوضح أنّ “هذا ما قصده في قصّة التنظيم وعدم الفوضى في حديثه، لكي تكون الأمور مدروسة، فيعبّر المواطنون عن رأيهم وعن معاناتهم بكلّ حريّة، فتكون أهداف تظاهرتهم معروفة ومطالبها واضحة، متجنّبةً الفوضى والمحاذير الّتي يمكن أن توصلها إلى حيث لا تُرتجى. أمّا نحن فحين ندعو إلى التظاهر، نعلن ذلك وننظّم الأمور، لأنّ الخطوة ترتّب علينا مسؤوليّة كبيرة، الّتي تحتاج إلى ضبط وإلى مواطنين يعبّرون بطريقة صحيحة وحضاريّة عن مطالبهم، لتحاشي الصدامات مع الجيش والقوى الأمنية أو مع مجموعات مختلفة أو معارِضة”.
وكشف روكز عن “ملفات كثيرة بارزة يعمل عليها ومن بينها وأهمّها “الثورة”، إن مع العسكريّين المتقاعدين أو مع بقيّة الشباب ومجموعات في المناطق، بهدف خلق أرضيّة موحّدة لتنظيم المجموعات وإيصال صوتنا ووقعه وصداه، في المكان الّذي يجب أن يصل وبطريقة منظّمة مضبوطة ومسؤولة”.