أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لون واضح… وهواء يتسع للجميع! (مقدمة اخبار OTV/ الثلاثاء 2 حزيران 2020)

*** فاصل قصير، نتابع بعده النشرة


غير أن الفاصل هذه المرة ليس إعلانياً، بل توضيحي، موجه إلى كل المصرين على التطاول على ال OTV، سواء بالمزايدة عليها في خطها الوطني، أو عبر إلباس التيار الوطني الحر، وحتى رئاسة الجمهورية في السياسة، تبعات العمل الصحافي لفريقها الإخباري، الذي يحرص على المهنية والموضوعية إلى أقصى الحدود… والأمران بالمناسبة لا يتناقضان مع اللون السياسي الواضح والمعلن والمعروف، بل يتكاملان معه.
في هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وبغض النظر عن الموقف من مضمونها، إن تحميل اطلالة السفيرة الاميركية عبر الOTV أمس الأول أبعاداً سياسية على صلة بالتيار، وربطها تالياً بمتغيرات سياسية من صنع الخيال، أمر مستغرب حتى لا نقول ساذج… فالمقابلة، حالها كحال أي مقابلة أخرى عبر المحطة، تعبِّر عن موقف من أدلى بها، ومعروف عن ال OTV أنها منبر حر، وأن شاشتها مفتوحة لكل الآراء والمواقف، لتبقى الحقيقة وحدها السقف المقبول للحرية.
أما في موضوع التأويلات المتعلقة بمقابلة السفيرة الأميركية، فنسأل: اذا كانت المقابلة المذكورة ذات مدلولات سياسية على صلة بالتيار، وبمتغيرات مرتقبة في هذا الإطار، فماذا عن مقابلة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر الOTV ايضاً قبل اسبوعين؟ وماذا أيضاً عن تفرد ال OTV، الى جانب قناة المنار طبعاً، في نقل مقابلة السيد حسن نصرالله الخاصة بإذاعة النور مباشرة على الهواء الثلاثاء الفائت؟
وفي كل الأحوال، لماذا البعض يندهشون باستمرار من مساحة الحرية غير المسبوقة التي يعمل تحت سقفها فريق الأخبار في ال OTV؟ فهل المطلوب أن يكون الإعلام موجهاً في الحد الأقصى، أو أن يرفض الرأي الآخر في الحد الأدنى؟
طبعاً، يحق للإعلام أن يعبر عن وجهة نظر، فالحياد لا طعم له ولا رائحة ولا لون، وال OTV بهذا المعنى، ليست حيادية. أما الموضوعية، فشيء آخر، وإلزامي، واساسها احترام حق الاختلاف مهما بلغت درجته، والإصغاء إلى وجهة النظر الأخرى، مهما بلغت حدتها، من دون اجتزاء أو تحوير أو تشويه أو تغييب.
وإذا كانت هناك وسيلة إعلامية، قادرة في ظل الظروف السياسية المعروفة، محلياً وإقليمياً ودولياً، على توفير مساحة من الحرية، ومنبراً ينقل وجهة نظر حزب كحزب الله، ورأي ممثلة دولة كالولايات المتحدة عبر شاشتها، من دون عقد، وبكل مهنية وراحة ضمير، فهذه طبعا مفخرة، وليست مذمة.
فالشاشة التي عودت اللبنانيين على استضافة حتى غلاة معارضي التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، مبادئها واضحة، وصدقها أكيد، ولا أحد إطلاقاً يزايد عليها، فهي، وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً تقريباً، كانت دائما في الصفوف الامامية، في كل الاستحقاقات، وآخرها 17 تشرين وما تلاه… وما المواجهات الاعلامية التي خاضتها المحطة عبر مراسلاتها ومراسليها في الاشهر الاخير الا احد الادلة الى ذلك.
وفي الخلاصة، اذا كانت المحطة تقوم بدورها المهني، فهذه مفخرة لا مذمة، واذا كان التيار الوطني الحر لا يتدخل في العمل الصحافي لفريقها الاخباري توجيها وارشاداً، فهذه ميزة تحسب له وليست عليه، فال OTV كانت، وهي اليوم، وستبقى، منبراً اعلامياً حراً، لا مملوكاً ولا ممسوكاً، تماما كما ارادها منذ اليوم الاول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
فالواثق من نفسه لا يخاف من الآخر، بل يخاف عليه، ويصغي إليه، وهو قادر على مقارعة الحجة بالحجة… ولذلك الأمر محسوم: الOTV لونها واضح وهواؤها يتسع للجميع، الا لمن يختار طوعا الا يطل عبرها، وعلى الجميع ان يتعاطوا معها على هذا الاساس، فقط لا غير…
وبعد هذا الفاصل التوضيحي، عودة الى نشرة الاخبار.