لم يسم جبران باسيل احدا في مؤتمره الصحافي اليوم، غير ان جميع الردود جاءت فقط على اسم جبران باسيل
***
لم يناقش احد في تاريخ، ولم يجادل احد في رقم، ولم يبد احد وجهة نظر أخرى حول واقعة، بل أتت الردود كلها على الشخص، على عكس مضمون المؤتمر الذي افتتحه صاحبه قائلا: ”تهمّنا القضايا لا الأشخاص، فلسنا في صراع شخصي مع أحد”.
على مدى اكثر من ساعة، قدم رئيس التيار الوطني مطالعة شاملة، تطرق فيها الى مختلف العناوين، بالأرقام والوقائع، لا الشتائم والتجريح.
في موضوع كورونا، تحية الى جهود التيار، وفي موضوع التعافي المالي المطلوب والنهضة الاقتصادية المنشودة، تفنيد للورقة التي قدمها في لقاء بعبدا حول خطة الحكومة، ما لها وما عليها… وتشديد على مبدأ التوزيع العادل للخسائر ورفض الكذب على الناس ووجوب القيام بما يلزم من اجراءات لاعادة تكوين اموال المودعين واستثمار أملاك الدولة بذكاء تأمينا لمردود، مع رفض المس بالوجهة الاقتصادية الحرة للبنان.
في موضوع مكافحة الفساد، تذكير برزمة القوانين المقدمة من تكتل لبنان القوي، واهمها قانون كشف الحسابات والاملاك، مع دعوة اللبنانيين الى ابقاء عيونهم شاخصة لرصد من سيقف ضده… واستعادة للاخبارات التي اوصل التيار عبرها ملفات كثيرة الى القضاء، مع سؤال واضح الى البعض:
اين هم اليوم صامتين متفرّجين على المعركة القائمة بموضوع الأموال المهربّة، والفيول المغشوش، والمرفأ، والكازينو، والميكانيك، والقروض المدعومة المعطاة للميسورين لشراء الشقق الفخمة وغير ذلك؟
في موضوع الفيول المغشوش، “ما حدا يضيّع الموضوع” والجهاز الأمني الذي يحاول حرف التحقيق غاياته وارتباطاته معروفة، “وما حدا يحاول بقا انو يتوسّط معنا لِلَملمة الموضوع”… فبالعدالة لا يمشي منطق التوازنات، لأن المرتكب مرتكب والبريء بريء، “والذي يرى ان غادة عون هي قاضية القصر الجمهوري، وهي ليست كذلك، فليطلب تنحيها عن الملف، لأن أي قاض سيأتي لن يستطيع تغيير الوقائع والحقائق”.
في موضوع الكهرباء، عودة الى قصة العجز من جذورها، والخلاصة ان خسارة الكهرباء كبيرة لكن الأرقام التي يتمّ تداولها لتحميلنا المسؤولية عن الانهيار كاذبة، فمنذ عام 2010 كنت احسب الخسارة بالسنة والشهر واليوم والدقيقة والثانية لأقول لهم ” يا بلا قلب كيف بتقدرو تحملو على ضميركم توقيف الخطّة بهيك خسارة”؟
اما في مسألة التنقيب عن النفط والغاز،
فأهم الشركات العالمية لم تأت الى لبنان “كرمال سواد عيون التيّار الوطني الحر”، ولا هم دفعوا حتّى الآن ما يزيد عن المئة مليون دولار “كرمالنا” لو أنهم لا يملكون معلومات حول مردود واعد ممكن.
في ملف التعيينات، الاشكاليات المذهبية المطروحة ان وجدت ستحل، لكن التركيز على تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان وما يرتبط بتغيير السياسة النقدية هو الاهم.
في الخلاصة، جبران باسيل لم يسم احدا. لكن
“واحد بيقول بدّو يقتل الطايفة” فيحتمي فيها ويحرّضها، و”تاني بيقول بدّو يخنق الزعامة” و”تالت بيقول بدّو يحبسنا”! ولكن، من اقترب منهم؟ يبدو أنّهم يعرفون انفسهم ولذلك يردّون! فالمواجهة ليست مع مجهول، بل مع منظومة سياسية.
اما في السياسة، فباب التفاهم والتعاون على اساس الثوابت مفتوح. لكن رئيس الجمهورية في لبنان لا يسقط، الاّ اذا اراد هو ان يستقيل، وليس الجنرال عون من يفعل ذلك.
وفي كل الاحوال، الازمة يمكن ان تكون فرصة ليخرج لبنان اقوى، كما رئيسه، ولذلك هم يفضلون الانهيار…
هذا في الشأن السياسي. اما الكورونا ومصير التعبئة ضدها، ففي سياق النشرة.