نوار المولوي: يعمل كثيرا، يوصل الليل بالنهار وعندما يشرف على تحقيق هدفه يضع هدفا آخر
أكدت عقيلة رئيس الحكومة الدكتورة نوار المولوي دياب، في حديث لإذاعة لبنان ان مهمة زوجها “واجب وطني، وهو من الاشخاص المسؤولين ويمكن الاتكال عليه”، مشيرة الى ان “الأوضاع تقلقه لكنه لا يصرح عن ذلك، لا لأهل البيت ولا للمقربين، وأكثر ما يقلقه عندما يكون على يقين بأن موضوعا ما صحيح من وجهة نظره لكنه يلقى معارضة ووضع العصي في الدواليب”. وأوضحت انها تعمل على موضوعين هما “تمكين المرأة والإهتمام بالعجزة”.
واستهلت المولوي اللقاء بالقول: “الإعلام الرسمي في لبنان كان قبل ان يكون اي اعلام آخر، وان شاء الله يستعيد وهجه وتاريخه المضيء والمشع. عندما دخلت الى المبنى شعرت بحنين لان والدي رضوان المولوي كان مديراً عاماً للوزارة وهو من أسس “الوكالة الوطنية للإعلام”، وقد تم تكريمه من قبل الوكالة”.
اضافت: “والدي هو مثلي الأعلى وتأثرت به بشكل ايجابي، وكما يقول المثل “كل فتاة بأبيها معجبة”، وأنا طبقت هذا المثل. كنت أول مولود في العائلة اضافة الى أخين، وطريقة تعامل الوالد كانت حضارية، وفي تربيتنا لم يكن من تمييز بين الشاب والفتاة. شجعني كثيرا على الدراسة التي أحبها جداً، وعندما أردت ان أتابع دراستي في الخارج شجعني على السفر الى إنكلترا، وقد كان له الفضل في أن أختار أطروحتي عن أمين الريحاني الذي تأثرت بفكره، وخصوصا الفكر الديني، فنحن من عائلة مشايخ. درست كتاباته وترجمت كتاب “الريحانيات” مقتطفات من الجزء الأول والثاني، ووالدي كانت له بصمة في كل خطوة من حياتي”. كما اكدت ان والدتها لعبت دوراً مهما في حياتها وهي مثال يحتذى كزوجة وأم.
وتابعت: “زوجي الدكتور حسان دياب يشبه والدي، لأنه عصامي مثله. توفي والد زوجي عندما كان عمره عشر سنوات وهو اصغر إخوته، يمتلك نفس المبادىء الخلقية، بمعنى “اننا على الزيح ولا نكوع يمينا او شمالا”، وكذلك بالنسبة الى الطموح وأهمية العلم وقيمة الأسرة التي نعتبرها مقدسة”.
وقالت ردا على سؤال: “زوجي ليس بحاجة الى أحد كي يدفعه إلى الأمام، فقط من يشده قليلا. انه طموح جدا ويعمل كثيرا، يوصل الليل بالنهار اذا كان لديه هدف، وعندما يشرف على تحقيقه يضع نصب عينيه هدفا آخر، وكل حياته على هذا المنوال”.
اضافت: “عندما يكون الانسان غير منتم لأي حزب وليس محسوبا على احد، فهو يتعب اضعافا. عندما عرض عليه تسلم الوزارة (التربية)، حينها لم أكن أريد ان يتسلمها. وكنت اشاهده عبر التلفزيون يقول لو كانت لي الفرصة لانجز هذا وذاك وأحدث فرقا في الحقل التعليمي، وعندما سنحت له الفرصة عمل الكثير لوطنه. وعندما أتى موضوع رئاسة الحكومة لم يكن الامر أبدا في البال. طبعا مثل أي شخص سني، خصوصاً عندما يكون مثل الدكتور حسان دياب وبهذا المستوى الأكاديمي فان اسمه كان مطروحا، ولكن ما هي فرصته امام الاشخاص الذين لديهم الخبرة في السياسة والقادمة من الأحزاب. هذه المرة لم أفكر ابدا بأن اقول له لا تستلم هذه المهمة، لانني اعتبرتها واجبا وطنيا، وانا اعرف كفاءاته وكم هو قادر على العطاء، فقد رأينا الثورة التي غيرت الكثير من مفاهيمنا وانه حان الوقت. نحن نعيش بين التلاميذ ونرى كيف تسوء أوضاعهم سنة بعد سنة، واكثرهم غير قادر على دفع الأقساط”.
واوضحت ان الرئيس دياب هادىء جدا ولا يتكلم كثيرا، يؤمن بالأفعال ويمكن الاتكال عليه وهو ومن الاشخاص المسؤولين، ويعمل دائما على تطوير نفسه ويتعلم باستمرار”.
وقالت: “نحن قريبان جدا من بعضنا ونعمل في الحقل الأكاديمي نفسه، وعندما يكون لدي رأي اضافي أستطيع تقديمه فلا أتردد. يستمع ولكن ليس بالضرورة أن يأخذ بهذا الرأي، وعندما يقتنع بموضوع ينفذه”.
وعن اولادها، قالت: “ابنتي رزان موجودة حاليا في لبنان، وهي عملت فترة في دبي بعد حصولها على شهادة الماجستير، ثم عادت إلى لبنان لافتقادها إلى الأجواء العائلية، لقد سافرت بإرادتها وعادت بإرادتها وتعمل حاليا في لبنان. أما شقيقاها رامي ورضوان، فقد درسا في الجامعة الأميركية في بيروت وهما حاليا يكملان دراستهما في الولايات المتحدة”.
وعن الاقامة في السرايا الحكومية، قالت: “انه صرح تاريخي عريق ومفخرة رائعة، كنت أرغب بدعوة عدد من الجمعيات والقيام بنشاطات لكن جائحة الكورونا عطلت كل شيء”.
وأكدت “أن الأوضاع تقلق الرئيس دياب لكنه لا يصرح عن ذلك، لا لأهل البيت ولا للمقربين، وانا أقرأ هذا القلق على وجهه. أكثر ما يقلقه عندما يكون على يقين بأن موضوعا ما هو صحيح من وجهة نظره لكنه يلقى معارضة ووضع العصي في الدواليب بدل التسهيل والتفهم والتفاهم، علما أنه يشرح الموضوع بكل تفاصيله بعيدا من التعنت ويعلل الاسباب، وما يضايقه هو إضاعة الوقت. إنه لا يحب العمل فقط، بل يحب العمل وبسرعة. طبعا هناك فرق، لا أحد يملك السرعة التي يعمل بها، والأشخاص المقربون أو الذين يعملون معه عليهم أن يعملوا مثله، أن يحبوا عملهم وان ينتجوا بسرعة”.
واشارت الى ان الرئيس دياب “يقدر السيدات وهو تعاطى مع الكثير منهن، وبحكم عمله السابق كأستاذ جامعي يعرف كم لديهن من الطاقات والقدرات، فقد كانت تلميذاته متفوقات اكثر من الشباب، والأناث حاليا هن من ينلن اعلى علامات في كل الإختصاصات، فالإناث اجمالا مثابرات اكثر من الشباب، وهذا ما جعله يؤمن بدور المرأة”.
وأعلنت انها بعيدة جدا عن السياسة ولا ترغب بمركز سياسي ابدا. وقالت: “انظر الى السياسة كعمل اجتماعي وخدمة للمجتمع، وللأسف السياسة في لبنان ليست كذلك”، مؤكدة انها تريد “خدمة كل شرائح النساء المتعلمات وغير المتعلمات لأشجعهن ان يتعلمن وان تكون لديهن مهنة، فالمرأة غير القادرة على الصمود ماديا ستتعرض لصعوبات حياتية كبيرة، فهي عماد العائلة”.
وقالت: “أحب ان أعمل على موضوعين، تمكين المرأة والإهتمام بالعجزة. وأرى ان العجزة مهمشين، فمع الضائقة المادية ومع توجه النساء الى سوق العمل، لم يعد هناك من يرعى الكبار ويقدم لهم الرعاية والعطف. للأسف ليس لدينا دور رعاية كافية، فبعض هذه الدور دون المستوى، واما التي على المستوى المطلوب فهي باهظة الثمن”، مشددة على ضرورة احترام الكبار والعمل من اجل الاهتمام بهم”.
وعن كونها في الهيئة الوطنية للمرأة اللبنانية، قالت: “لغاية الآن لم نتحدث عن العجزة ولكن الهيئة تقوم بعمل جبار، واحيي السيدة كلودين عون روكز على ما تقوم به مع الاعضاء، هناك مشاريع كثيرة تطرح، الجنسية للمرأة، والعنف ضد المرأة وتأمين ملاجىء لها وسن الحضانة للاولاد وقانون الاحوال الشخصية الذي يتم العمل به حاليا. انا مؤمنة ومتدينة ولكن الحياة العملية شيء والدين امر بينك وبين ربك، فلنحافظ على ديننا وليحترم كل انسان دينه، والأديان السماوية كلها واحد في النهاية ولكننا نريد قانونا مدنيا للزواج والطلاق والإرث”. واكدت انه “طالما هناك ارادة نستطيع ان ننجح”، مشيرة الى انها تدعم المرأة لتبوؤ اي مركز سياسي اذا كانت لديها الكفاءة”.
وعن فترة الحجر، قالت: “عندما كلف زوجي برئاسة الحكومة اخذت فرصة بحثية لفصل من الجامعة التي ادرس فيها لانه سيكون لدي واجبات ونشاطات كزوجة رئيس، لكني اتابع نشاطات الجامعة واقوم بمتابعة الابحاث. وانا اقدر جامعة “LAU” التي منحت لي فرصة الحصول على الدكتوراه.
واكدت “ان على الزوجة التوفيق بين عائلتها وعملها، فالزواج مسؤولية ويتطلب تضحية. وبالنسبة لي العائلة في المرتبة الاولى”، مشددة على تحقيق طموحها والوصول الى full professor.