أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


صراع “آل حريري”.. الأرض ليست من حرير (أمين أبو راشد)


خرج الصراع عن طبيعته، واستقرَّ في حضن العائلة

مهَّد النائب السابق وليد جنبلاط طريق وطريقة زيارته الى بيت الوسط، بالتغريد قبل أيام من حصولها، أن بهاء الدين الحريري قد يكون ضمن مشروع يهدف الى تقويض سايكس- بيكو وإنشاء كيانات مُستحدثة!

وليس غريباً على جنبلاط وببضعة أسطر، أن يقوم بجولة بانورامية من الشوف الى فلسطين وصولاً الى موسكو مروراً بالمناضلين من سورية الى فنزويلا، طالما أن “الحكي ليس عليه جمرك” وطالما أن جماهير وليد بك هي معه سواء ذهب الى الشرق أو تغرَّب، ومهما بلغت سرعة دورانه في الساعة أو التكة لا فرق.

ذهب جنبلاط الى بيت الوسط للدعم، بعد أن بدَت الأرض وكأنها تهتزّ تحت قدمي الشيخ سعد، من  طرابلس ذات التوجهات /السعودية / التركية، الى طريق الجديدة التي ترفع صور محمد بن سلمان حيناً ورجب طيب أردوغان أحياناً، وعلى وقع خبطة قدم بهاء القادم على حصانٍ أغبر بلون الصحراء، لكن الأرض ليست من حرير، لا له ولا لشقيقه سعد، لأن كليهما يبحث عن الدعم السنِّي لتوجهاته ليكون قابلاً للتعويم على المستوى الوطني، وليس جنبلاط بطبيعة الحال، ذلك القادر على التعويم.

خرج الصراع عن طبيعته، من سنِّي – سنِّي بين تيار المستقبل ومعارضيه، واستقرَّ في حضن العائلة التي تعتبر الزعامة إرثاً لها بغياب الزعامات التقليدية، لكن الجديد، أن بهاء الذي لم يحضر مرَّة إحياء ذكرى والده – كما جاء في ردّ منسِّق طرابلس في تيار المستقبل مصطفى علُّوش على بيان المكتب الإعلامي لبهاء –  ويبقى أشرف ريفي الأقرب الى اللون الأغبر لحصان بهاء في منطقة طرابلس، مع خليَّة ناشطة تُدين بالولاء لبهاء في الطريق الجديدة، وهي تضمّ أصوليين حريريين عابوا على شقيقه سعد دخوله في تسوية رئاسية مع التيار الوطني الحر، وما زالوا يُظهرون عداء لرمزية رئاسة الجمهورية وفخامة الرئيس عون.

وإذا كانت زيارة جنبلاط لافتة الى بيت الوسط بعد زيارة السفير السعودي، فلا شيء جديد في رادار البيك الذي يلتقط المعلومات حتى عن نهاية إتفاقية سايكس – بيكو كما يزعم، بل أيضاً التعليمات التي تُحدِّد له دوره عند كل مفصل، لكن أين له أن يكون “بيضة قبان” سعد الحريري والرجل يواجه تغييراً في وزنه وحجمه على الساحة السنِّية، بحيث أن فقدان الثقة على مستوى الطائفة لا يعوِّضه دعم من زعيم طائفة أخرى.

بهاء قادم على حصانه الأغبر، ليقتسم الإرث السياسي، كما اقتسم مع أخوته الإرث المادي الذي بذَّره شقيقه سعد في السياسة، وهذه طبيعة بعض جماهير آل الحريري، منذ أيام “بون البنزين” و “منقوشة الزعتر” و”الدولار الإنتخابي” المؤجل الدفع، ومن هنا يجد بهاء نفسه مُلزماً بأن يفرش الأرض لحصانه كي يسير على حرير، خصوصاً أن الناس تعيش حقيقة المجاعة في كل لبنان، والأمعاء الخاوية خطفت صدحات الحناجر، التي باتت عاجزة عن إطلاق صرخات “ابو بهاء” أو “بهاء” أو “سعد.. سعد.. سعد”..

المصدر: الثبات