بين ١٩٨٩ و ٢٠٢٠ المشهد يتكرّر..
ميشال عون في بعبدا ، دولة الرئيس القوي الذي أراد بناء لبنان القوي ، والمافيا في الشارع قاومت ودافعت عن نفسها… عام ١٩٨٩ كانت الشرعية لعون ، فاجتمع ضده كل امراء الحرب مدعومين من الخارج ، كل الخارج ، من أقصى الشرق حتى أقصى الغرب ، حتى تمكّنوا منه، ظنّاً منهم أنهم أزالوا كابوساً ، لكن العناية الإلهية تدخلت في اللحظة الأخيرة ، فحمته فرنسا وحمت معه حلماً علّه يتحقق في يوم من الأيام .
واليوم ايضاً بعد ثلاثين عاما ، ميشال عون في بعبدا ، الرئيس القوي الذي يريد بناء لبنان القوي ، والمافيا وذات مكوناتها في الشارع تريد الدفاع عن نفسها .
اليوم كما الامس هم مستعدون للمواجهة بكل ما لديهم من قوة وأدوات ، يجتمعون رغم كل تناقضاتهم .
اليوم كما الامس يسمونها حرب إلغاء ، وهم مستعدون لإراقة الدماء و تعميم الفوضى والنزول الى الشارع .
بالامس طالب عون بحلّ المليشيات ، كل المليشيات ، واستعادة بسط سيادة الدولة على كل المرافق العامة التي كانت منهوبة من هؤلاء ، فاندلعت الحرب ، وحوصر عون من كل الجهات ، وتحالف ضده الخارج وكل امراء الحرب في الداخل ، وأُخرج من بعبدا على دماء الشهداء …
لكن القدر، وارادة الله أعادوه مرة أُخرى الى نفس الموقع ليواجه نفس الأشخاص ، الذين ما زالوا يحتلّون المرافق العامة وينهبون مقدّرات الدولة ، وهم ايضا مستعدون لشنّ حرب أهلية جديدة ، لتقسيم المناطق ورفع الحواجز وإحياء خطوط التماس ، حفاظاً على مراكزهم ومواقعهم وأموالهم ، وقد بدأوا يدفعون بالناس الى إقفال الطرقات وإحداث الفوضى خلف ستار الثورة وتحت غطاء الجوع ..
لكن موازين القوى هذه المرّة مختلفة جداً ، داخلياً وخارجياً ، و لعلها تصب في صالح الشرعية..
فهل يفعلها ميشال عون….