🌷♰🌷
1 أيار يوم تكريس إيطاليا
أعلن مجلس أساقفة إيطاليا إيكال إيطاليا وجميع الأشخاص المتألمين بسبب الوباء الحالي إلى قلب مريم الطاهر. وجاء هذا الإعلان في رسالة فيديو لرئيس المجلس الكاردينال غوالتييرو باسيتي تحدث فيه عن تلقيه أكثر من 300 رسالة من المؤمنين مفعمة بالمحبة للعذراء يتساءلون فيها لماذا لا نكرس البلاد والمتألمين في هذه المرحلة إلى قلب مريم، وذلك أيضا إلى جانب العاملين في المستشفيات ومَن يعتنون بالقريب. وتابع أن هذا دفع المجلس إلى قرار إيكال الأمة بكاملها إلى أم الله كي تحميها وتنقذها من وباء فيروس كورونا.
وجاء في بيان لمجلس أساقفة إيطاليا أن فعل إيكال البلاد للعذراء سيكون في التاسعة من مساء الجمعة الأول من أيار مايو وذلك بالصلاة في بازيليك القديسة مريم في أبرشية كريمونا في محافظة بيرغامو الشمالية. وتابع البيان مشيرا إلى أن اختيار المكان والموعد هو رمزي بشكل كبير، فشهر أيار مايو هو مكرس تقليديا للعذراء، ويكتسب إيكال البلاد والجميع إلى قلب مريم في أول أيام الشهر معنى كبيرا في حالة الطوارئ الحالية وذلك بالنسبة لإيطاليا بكاملها، وفي المقام الأول للمرضى والعاملين الصحيين، الأطباء والعائلات والضحايا. وعن اختيار المكان جاء في البيان أنه يعكس المعاناة والألم في منطقة متضررة بشكل كبير من حالة الطوارئ الصحية. هذا أيضا إلى جانب كون الأول من أيار مايو عيد القديس يوسف العامل، وإليه يوكل مجلس أساقفة إيطاليا العاملين مع الوعي بمخاوف كثيرين حول مستقبلهم.
هذا وخصص مجلس أساقفة إيطاليا مليونين و400 ألف يورو للمنشآت الصحية التي تواجه حالة الطوارئ الناتجة عن انتشار فيروس كورونا. وهي منشآت قدمت بالفعل الكثير من الخدمات خلال هذه المرحلة في مقاطعات إيطاليا المختلفة بمساعدة الأبرشيات وذلك لا فقط لمرضى كوفيد 19.
الكاردينال باسيتي
وعقب إعلان مجلس أساقفة إيطاليا إيكال البلاد والجميع إلى حماية مريم العذراء أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس المجلس الكاردينال غوالتييرو باسيتي. وتحدث في البداية عن تحديد الأول من أيار مايو موعدا لهذا الحدث مشيرا إلى أن هذا هو أيضا عيد القديس يوسف العامل. وتابع أن جزءً كبيرا من عالم العمل متوقف في الوقت الحالي بسبب وباء فيروس كورونا ومن الضروري إطلاقه مجددا بالشكل المسموح به. وتحدث رئيس المجلس في هذا السياق عن العمل لا فقط باعتباره موضوعا اقتصاديا بل هو مرتبط بشكل وثيق بدعوة الإنسان الذي يحاكي الله الذي خلق العالم. فالعمل يخلق العلاقات ويشكل الجماعات والحوار واللقاء، أي أنه ضروري بانسبة لحياة الإنسان حسب ما واصل الكاردينال باسيتي مؤكدا الرغبة في التشديد على هذه القيم التي تؤمن بها الكنيسة بعمق.
انتقل الحديث بعد ذلك إلى لفتات التضامن والقرب التي تميز مرحلة الوباء هذه، وأعطى رئيس مجلس أساقفة إيطاليا مثلا من أبرشيته بيروجا حيث قام السجناء بحملة تبرعات للمستشفيات رغم ما يعانون منه في هذه الفترة حيث لا يتلقون زيارات ولا يمكن الإصغاء إليهم. وأراد التذكير في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس عن ضرورة تفادي السير على درب الأنانية حيث يحاول الجميع تخزين ما يمكن لأنفسهم، مشددا على اختيار درب المقاسمة التي يعلمنا إياها الإنجيل.
هذا وتحدث الكاردينال غوالتييرو باسيتي بعد ذلك عما قدمه ويقدمه الكهنة والرهبان والراهبات خلال حالة الطوارئ الحالية والذين فقد الكثير منهم حياته. وذكّر رئيس المجلس بوصف البابا فرنسيس الأطباء والممرضين والكهنة والرهبان والراهبات بالملائكة والقديسين، إلا أن الكاردينال باسيتي قد أعرب عن أسفه لرحيل هؤلاء الأشخاص بدون الجنازات والتي لها أهمية لا للضحايا فقط، والذين يمكن دائما اصلاة من أجلهم، بل للجماعة المسيحية. وواصل حديثه مؤكدا حاجة الجماعة إلى التأمل في هذه الأمثلة، في الموتى، وخاصة مَن تميزوا باالسخاء وأعطوا المزيد.