خطاب القِيَم الجامعة ما نحتاجه، ليس فقط في زمن الوباء (أمين أبوراشد)
في كلماتٍ وجدانية تحمل كل الأبعاد الإنسانية في فكر سماحة السيد حسن نصرالله، عن ترقُّب عودة السيد المسيح الى هذا العالم نقرأ:
“الأمل بوعدِ الله، والأمل بالمستقبل القريب والمتوسط والبعيد… الأمل بعودة السيد المسيح الى هذا العالم ليطرد اللصوص من كل الهياكل وليقيم ملكوت الله”.
“المسيح الذي نقرأ عنه في الإنجيل والقرآن، وفي سيرته وفي أخلاقه وفي قِيَمهِ، نصيرُ مَن سيكون؟ هل سيكون نصير العُتاة والجبابرة والفراعنة؟ هل سيكون نصير وعون القتلة والمجرمين ؟ … أم أن المسيح الذي نعرفه، هو نصير الحُفاة والفقراء والجائعين؟”.
هذا هو خطاب القِيَم الجامعة الذي نحتاجه، ليس فقط في زمن الوباء القاتل الذي يفتك بالبشرية دون تمييز، بل هو كما الصلوات السامية التي تُساوي بين البشر، وتحترم الإنسان كائناً مَن كان، في مواجهةٍ دائمة مع أعداء الإنسانية الذين يتوالون على هذا العالم عبر العصور والأزمنة والأجيال، لا حيلة للضعفاء في مواجهتهم سوى بالإيمان والعزم على رفض ظلمهم ومقاومته، وإعلان الحرب عليه بحقّ السماء التي هي المرجعية العُظمى لثقافتنا الإيمانية جميعاً.
من طريق السيد المسيح نسير عابرين الطوائف والمذاهب ما دمنا نؤمن بالله الواحد، ونعيش الآلام ونُحيي من خلالها الآمال بالآتي، رغم العذابات والتضحيات والأثمان التي ندفعها في مواجهة جبروت المُكابرين في هذا العالم، الذين جاءت جرثومة غير مرئية وجعلتهم غير مرئيين في نظر الضعفاء والمقهورين.
لسنا نعتبر أن لهذا الوباء إيجابياته، لكن سلبياته يجب أن تُعِيد الضَّالين عن دروب الله، لأن لا كبير ولا صغير أمام جرثومة خبيثة، سوى من هو كبيرٌ بإيمانه وعلمِه وقُدراته في المواجهة، عسى أن نأخذ بعضاً من دروسٍ وعِبَر، ليس لأن الوباء قد يُوقظ الضمائر الغائبة، بل لأن ضمائرنا اليقِظة يجب أن تُعيد إلينا الثقة بالله وبأنفسنا أن لا كبير سوى من هو كبير بأخلاقه وإنسانيته.
ونحن المؤمنون في شرقٍ هو منبِت الأديان السماوية، وبمناسبة الجمعة العظيمة التي يُحييها المسيحيون، من حقنا كمسيحيين الإعتراف أمام السيد المسيح ونقول:
نتشارك رفض الظُلم مع أخوةٍ لنا في الله، وسنرفع راية المحبة والخير والسلام والعيش الواحد ضمن مجتمعاتنا الإنسانية بروح إيمانية، نواجه معاً الإلحاد والتكفير والعدوان، وبالتالي، لدينا إيمانٌ بأنفسنا، أننا قادرون على صونِ بيئتنا الواحدة، وسوف نكون على الدوام قي مواجهة العُتاة والجبابرة والفراعنة، دفاعاً عن القِيَم وتقديس إرادة الله فينا لإعانة الحُفاة والفقراء والجائعين، ولا ضعفاء بيننا سوى مَن هُم ضُعفاء بإيمانهم بالله وبأنفسهم…
المصدر: موقع المنار