أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


كسِّروا الفخَّار خلف العميل فاخوري

المطلوب من المُزايدين، أكانوا رجال دينٍ أو دنيا أن يصمتوا، وكفانا عنتريات كلامية
(أمين أبوراشد)

جاء عامر فاخوري الى لبنان وهو منذ مجيئه غير مُرحَّبٍ به، لأننا في ظروفٍ لسنا مستعدِّين “لتقليب المواجع”، سيما وأنه عند وصوله، كان النائب والوزير السابق جبران باسيل “جسمه لبِّيس” عند جماعة الذمم الواسعة، وتمّ تهريب فاخوري بعد إخلاء سبيله من المحكمة العسكرية، فانفتحت بعض الأشداق على حزب الله لأنه أيضاً “جسمه لبِّيس” عند فريق رمي الحرام.

الشعب اللبناني يُطالب بالإحتكام الى القضاء، والتيار الوطني الحرّ وحزب الله كانا من أوائل المُطالبين بذلك، ونطقت المحكمة العسكرية بالحُكم، واعتبرت أن جرائم العميل فاخوري قد سقطت بمرور الزمن (عشر سنوات)، ولِمَن يعتبر أن المحكمة قد أخطأت بإخلاء سبيله، عليه الرجوع الى تصريح نائبة رئيس مجلس الوزراء / وزيرة الدفاع زينة عكر، التي قررت السير في مسألة تعديل قانون العقوبات بحيث لا يشمل مرور الزمن، الجرائم التي تُعتبر عدواناً على الوطن.

وإذا كان جماعة الذمم الواسعة يعتبرون أن النائب باسيل له علاقة بمجيء فاخوري الى لبنان، فها هو القضاء اللبناني ألقى القبض عليه وحاكمه، وإذا كان حزب الله قد تمنَّع عن التدخُّل في القضاء، فلأن حزب الله احتار مع جماعة رمي الحرام كيف يبرم “دينة الجرَّة” ليس فقط في قضية فاخوري، بل في كل مفترق وطني، لأن الحكومة بنظر خصومه هي “حكومة حزب الله”.

مسألة عامر فاخوري ليست أبعد مما صرَّح به سماحة السيِّد حسن نصرالله مساء يوم الجمعة، ضغوط على القُضاء بأشخاص القُضاة، لكننا نرى أن لبنان لم تقتصر الضغوط الأميركية على جسمه القضائي، بل أيضاً على السلطة السياسية في الدولة اللبنانية، ولبنان غير قادرٍ على احتمال المزيد من الضغوطات الإقتصادية الجائرة، من مجنون بمستوى دونالد ترامب يحمل بطريقة غير مباشرة مفتاح صندوق النقد الدولي.

لنكون واقعيين ونعترف، لبنان ليس في موقعٍ سياسي أو إقتصادي يُمكِّنه من الذهاب بعيداً في محاكمة عميل بات يحمل الجنسية الأميركية، وإنزال حُكم الإعدام به، لأن إصبع الإتهام كانت سَتُوجَّه الى حزب الله، وحزب الله، رغم عدالة قضية الأسرى اللبنانيين في سجن الخيام وأهل الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب، ترك حق الإدعاء الشخصي لهؤلاء المظلومين أمام أية محكمة داخل لبنان أو خارجه، لأن إعدام وطن إقتصادياً بهدف إصدار حُكم إعدام حبر على ورق على عميل، خطوة لا يُمكِن أن يحمِل وزرها حزب الله.

المؤسف في قضية هذا العميل، سواء في حضوره الى لبنان أو تغييبه عنه، أن هناك مَن بات يُزايد على وطنية جبران باسيل في خلفية قُدومه، ويُزايد على أخلاقية وإلتزام حزب الله في ترحيله، وكل ما هو مطلوب من هؤلاء المُزايدين، سواء كانوا رجال دينٍ أو دنيا أن يصمتوا، وكفانا منهم عنتريات كلامية ورُغاء في العروبة حيث لم تعُد هناك عروبة، وكفانا تشاطراً منهم على السياديين اللبنانيين، وكفى تكاذب مذهبي، لأن المذهبية تسري في عروق بعضهم كما السموم، ولبنان أمام استحقاقات مصيرية جاء وباء الكورونا ليزيدها أعباءً على أعباء، و”فاخوري عميل بالناقص” وكسِّروا خلفه الفخَّار لأن رجله انكسرت عن الحضور الى لبنان…