عَ مدار الساعة


الموقف الرسمي للكنيسة والباباوات من المناولة في اليد؟

إذا كنّا نتحلّى بالإيمان الحقيقي، فكيف نخاف المناولة الصحيحة في الفم. على كل مسيحي مؤمن أن يسأل نفسه: هل من المعقول أن يحمل القربان المقدّس الذي هو حقًا جسد ودم ولاهوت المسيح – وباءً معدٍ يهدّد حياة الإنسان؟

الكثير من النبوءات عن الأزمنة الأخيرة تتحدّث عن إلغاء الذبيحة الإلهية قالت العذراء في ظهوراتها “باستخدامه لأشخاص في السلطة سيحاول الشيطان بجهد أن يدمِّر سرّ الإعتراف. والشيء نفسه سيحدُث بالمناولة المقدّسَة…”
هل نحن من سيسمح للشيطان بتنفيذ خطّته الجهنمية ونسهّل الطريق لإلغاء المناولة… أليس هذا ما يحصل حول العالم وفي الكنائس؟ قد تعطي بعض الكنائس حريّة الإختيار بين المناولة في الفم أو في اليد.، لكن في الكثير من الأبرشيات حول العالم يُجبر المؤمنون على المناولة في اليد وقد ألغيت القداديس اليومية وأبقوا فقط قدّاس الأحد.

ما أصل المناولة باليد

إنّ ممارسة المناولة في اليد لم يقرّرها المجمع الفاتيكاني الثاني (كما يعتقد البعض) ولم يقدّمها على انه استجابة لطلب العلمانيين. ان الممارسة التقوية المتّبعة هي تلقّي القربان الأقدس ركوعاً وفي الفم.
وقد رفض الباباوات عبر الأزمان توزيع القربان المقدّس على المؤمنين العلمانييّن باليد.

عادة ممارسة المناولة باليد ظهرت أول مرة في بلجيكا في بداية الستينات من القرن العشرين، على يد الكاردينال سونينس Cardinal Suenens وبذلك أعلن عصيانه على الكرسي الرسولي. ومنها انتقلت إلى هولندا ومن ثم إلى فرنسا وألمانيا.

فولادتها اللّاشرعيّة وكذلك انتشارها في العديد مِن الدول هو غير قانونيّ، مضلِّل ومغالط وأخيراً خاطىء.

وفي عام 1978 أعلن البابا الطوباوي بولس السادس رفضه هذه الممارسة فقال: بدأت المناولة باليد سنة 1965/66 عندما تساءل بعض العلمانييّن إذا كان يسوع حقيقة موجوداً في القربان المقدّس. وهذا يوازي بحدّ ذاته نكران ألوهيّة المسيح .

أراء وأقوال الباباوات حول الطريقة الصحيحة للمناولة

البابا يوحنا بولس الثاني:
– إن القربان المقدّس هو هبة من الله ويجب توزيعها على المؤمنين بواسطة الكهنة الكاثولكييّن الذين تكرّسوا خصيّصا لهذا العمل. أمّا العلمانيّون فليس مسموحٌ لهم بأن يناولوا القربان المقدّس ولا أن يلمسوا الكأس المقدّسة بأنفسهم.

– كم هو بليغ وصريح طقس مباركة أياديّ الكهنة في طقسنا اللاتينيّ إذ يدلي بأن الروح القدس يمنح نعمة قدرته الضروريّة على أيدي الكهنة. إن لمس وتوزيع القربان المقدّس بالأيدي هو امتياز المكرّسين فقط.

– “لكنّي أقول بأنّه لا يمكنني أن أحبّذ المناولة باليد ولا أستطيع أيضاً أن أشجّع على مُمارستها“

– لقد أصبحت المناولة باليد في بلدان عديدة قاعدة. وفي الوقت ذاته تعالت أصوات تُعبِّر عن قلّة إحترام للقربان المقدّس. وهذا خطأ يحمله ليس فقط المُخالِفون إنّما رعاة الكنيسة.

البابا القديّس بيوس العاشر:
عندما يتقدّم المؤمن مِن المناولة المقدّسة عليه أن يكون ساجداً.

البابا سيكستوس ألاول ذكّر المسيحييّن بالقوانين الرسوليّة وأعلن أن الكهنة فقط كخدّام الدين باستطاعتهم لَمس الأسرار المقدّسة.

البابا أوطيخا:
”لا يسمح لأيّ إمرأة بأن تقترب مِن المذبح ولا من كأس القربان” .

والكنيسة صرّحت في مجمع ترنت: لقد مُنحت السلطة للرسل ولخلفائهم في الكهنوت ليقدّسوا الجسد والدّم ويناولوه، وعلى العلمانييّن أن يبقوا خاضعين لهذا الأمر.

ومعلّم الكنيسة القديّس توما الأكويني شدّد على أنّ القدّوس لا يمكن لأحد أن يلمسه غير الأيادي المُكرّسة إلاّ في حالات طارئة “

وفي ظهورات الرب يسوع للقدّيسة بريجيت من السويد أخبرها: ”أنظري، يا ابنتي، لقد تركت بعدي خمس هدايا لكهنتي… والخامسة هي الإمتياز ليلمسوا بأيديهم جسدي الكُليّ القداسة “

إذًا تعاليم الكنيسة واضحة وصريحة: من يُناول ويُشجّع على المناولة في اليد يرتكب خطأ ومعصية.
لنسأل أنفسنا: بأي تأثير للقربان نؤمن: لا يوجد فيه قوّة شفائية وجسد المسيح ينقل عدوى المرض، أم أن كل أمراض العالم لا تقدر أن تمسّ غذاء أرواحنا، القربان المقدّس – الله بجسده ودمه وروحه ولاهوته؟

أنها مسألة إيمانية في الصميم: هل أومن أو أكفر بالوجود الحقيقي لربّنا المسيح يسوع في القربان الأقدس! وهل أعلن إيماني بعدم التنازل عن المناولة الصحيحة في الفم، أم أضعف أمام خوف غير مبرّر وأطعن قلب إلهي بعدم ثقتي بقدرته وحمايته؟