أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الحياة الكريهة المخجلة لنحتقرها.. الحق قوي، وكل خداع ضعيف..


الرياء مُتعب وبلا منفعة.. وعن معنى العصافير الخمسة..!!
الموت الجسدي يبدأ بالفتور.. رأس الإنسان – سريًا – فمه وشعره أفكاره المكشوفة في عيني الله
🕯🌸🌷✝🌷🌸🕯
تفسير مُعمَّق من الآباء والقديسين عن “القطيع الصغير وخمير الفرِّيسيِّين” (لوقا ١٢: ١-٧)

إذ أراد صديقنا السماوي أن يقيم مؤمنيه قطيعًا جديدًا يحمل سماته السماويَّة، أول وصيَّة قدَّمها لكنيسته خلال تلاميذه هي عزل “الخميرة القديمة”، خميرة الفرِّيسيِّين، أي الرياء، حتى لا تقوم الكنيسة على أساس خاطئ. لقد أراد تحطيم الخميرة القديمة الفاسدة لكي تُقدَّم كفطير الفصح الجديد، وكما يقول الرسول بولس: “ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمِّر العجين كله؟ إذا نقُوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير، لأن فصحنا أيضًا قد ذُبح لأجلنا، إذًا لنعيِّد ليس بخميرة الشرّ والخبث، بل فطير الإخلاص والحق” (1 كو 5: 6-8).

“وفي أثناء ذلك إذ اجتمع ربوات الشعب
حتى كان بعضهم يدوس بعضًا
ابتدأ يقول لتلاميذه:
أولاً تحرَّزوا لأنفسكم من خمير الفرِّيسيِّين الذي هو الرياء.” [1].

بالرياء أراد الفرِّسيُّون أن يصطادوا السيِّد المسيح بكلمة من فيه لكي يحجبوا الناس عنه، فلا تنهار شعبيَّتهم، ولا يفقدون كرامتهم وسلطانهم، لكن تصرُفهم جاء بنتيجة عكسيَّة، فقد جاء عشرات الألوف يزحمون السيِّد مشتاقين إلى الالتقاء معه. وهكذا قبل أن يحذِّر السيِّد المسيح قطيعه من الرياء الذي للفرِّيسيِّين أوضح الإنجيلي لوقا وبدرس عملي كيف يفشل الرياء في تحقيق غاية السالكين به، وكما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [هكذا الحق قوي، وكل خداع ضعيف].
بالرياء يود الإنسان أن يجتذب الكل حوله ويحرمهم من الحق، لكن الرياء ينكشف، وينفر الناس من المرائين ليلتصقوا بالحق. هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد شبَّهه السيِّد المسيح بالخميرة التي تعمل بالرغم من صغر حجمها في العجين كله، معلنًا أنه مفسد للإنسان بكليته، يفقده كل نقاوة وفضيلة روحيَّة في القلب والفكر والأحاسيس، حتى وإن ارتدى ثوبًا من التقوى الظاهرة والقدرة على التعليم والغيرة على المقدَّسات.

الرياء يكرهه الله، ويمقته الإنسان. لا يجلب مكافأة، وبلا منفعة تمامًا في خلاص النفس، بل بالحري يكون علَّة هلاكها.
إن كان الرياء لا ينفضح أحيانًا، لكن إلى حين، إذ لا يدوم كثيرًا، بل ينكشف كل شيء، فيجلب على صاحبه وبالاً، وهكذا يكون أشبه بامرأة قبيحة المنظر تُنزَع عنها زينتها الخارجيَّة التي وُضعت لها بطرق صناعيَّة.
الرياء غريب عن سمات القدِّيسين، إذ يستحيل أن يفلت شيء مما نفعله أو نقوله من عيني اللاهوت،

إذ “ليس مكتوم لن يُستعلن، ولا خفي لن يُعرف” [2].

كل كلماتنا وأعمالنا ستُعلن في يوم الدين. لذلك فالرياء مُتعب وبلا منفعة. يليق بنا أن نتزكَّى كعباد حقيقيِّين نخدم الله بملامح صريحة وواضحة. (القدِّيس كيرلس الكبير)

تُمدح الخميرة بكونها مرتبطة بخبز الحياة، وتُلام حين تعني المكر المستمر المُر. (القدِّيس غريغوريوس النزينزي)

يُسمى الرياء خميرة، إذ هو يخدع نيَّات من يمارسه ويضلِّلها. ليس شيء يُفسد شخصيَّة الإنسان مثل الرياء.
وجَّه حديثه للفرِّيسيِّين، وكأنه يقول لهم: أيها الفريِّسيُّون، ما تتكلَّمون به في الظلمة، أي كل مساعيكم لتجرِّبونني في مخابىء قلوبكم، يُسمع به في النور، لأني أنا هو النور، فبنوري تنفضح خداعات ظلمتكم. وما تنطقون به في الأذن والمخادع، أي ما تتهامسون به في آذان بعضكم البعض سوف يُعلن على السطح، إذ هو مسموع لي كمن يصرخ بصوتٍ عالٍ من فوق السطح.
هنا أيضًا يمكن أن يُفهم بالنور “الإنجيل”، وبالسطح نفوس التلاميذ المرتفعة. فما قد دبَّره الفريِّسيُّون معًا، سيُنادى به ويُكشف خلال نور الإنجيل، بالمبشِّر العظيم، الروح القدس، الذي يسيطر على نفوس التلاميذ (العالية). (الأب ثيؤفلاكتيوس بطريرك بلغاريا)

القطيع الجديد والخوف

إذ يطلب مِن كنيسته، القطيع الجديد، ألاَّ تحمل خمير الفرِّيسيِّين الذي هو الرياء، فلا يكون خارجها غير داخلها، يسألها أن تسلك بمخافة الرب وحده، دون خوف الناس. فمن يخاف الرب لا يهتم بحكم الناس، الأمر الذي ينزع عنه كل رياء لأنه لا يطلب مدحهم ولا يضطرب لذمهم، لا يسألهم المكافأة ولا يرهب بطشهم.

“ولكن أقول لكم يا أحبائي،
لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد
وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر.
بل أريكم ممن تخافون:
خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقى في جهنم.
نعم أقول لكم من هذا تخافوا” [4-5].

يلزمنا أن نخاف عذاب النفس لا قتل الجسد، فالموت يمثل نهاية طبيعيَّة للعذاب الجسدي لكن ليس نهاية للعقاب. فهو يضع نهاية لآلام الجسد (الزمنيَّة)، أما عقاب النفس فأبدي. يلزمنا أن نخاف الله وحده! (القدِّيس أمبروسيوس)

هذه الوصيَّة تخص الذين يحبُّونه. ولكن من هم الذين يحبُّونه؟ نقول أولئك الذين لهم فكر مشابه له، غيورون في التبعيَّة على أثر خطواته. هذا ما يحثُّنا عليه الرسول بقوله: “فإذا قد تألَّم المسيح لأجلنا بالجسد تسلَّحوا أنتم أيضًا بهذه النيَّة” (1 بط 4: 1). لقد بذل حياته لأجلنا وكان بين الأموات كمن هو حرّ (مز 88: 5). فالموت لم يهاجمه بسبب الخطيَّة مثلنا، إذ كان ولا يزال بلا خطيَّة، غير قادر على صنع شرٍ، إنما احتمل الآلام بإرادته لأجلنا من أجل محبَّته لنا غير المحدودة. لنصغ إليه، إذ قال بوضوح: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبَّائه” (يو 15: 13). أفلا تحسب دناءة مُرة ألا نرُد للمسيح دينه الضروري جدًا، الذي اِقترضناه منه؟

بطريقة أخرى، نقول إننا كأحبَّاء له يلزمنا ألا نخاف الموت بل بالحري نتمثَّل بالآباء القدِّيسين. فعندما جُرِّب الأب إبراهيم قدَّم ابنه الوحيد اسحق، حاسبًا أن الله قادر أن يقيمه من الأموات (عب 11: 19). أي رعب من الخوف يمكن أن يهاجمنا وقد أبطل “الحياة (المسيح)” الموت، لأن المسيح هو القيامة والحياة (يو 11: 25).
ولنضع أيضًا في ذهننا أن الأكاليل تُقتنى بالجهاد. فإن المصارعين الأقوياء في الحلقات ينالون الكمال بالجهاد العنيف مع الخبرة. الشجاعة والذهن الشهم هما اللذان يخدمان أصحاب المهارة في المعارك. أما من يلقي عنه دِرعه يحتقره العدو، وإن عاش الهارب من المعركة، يحيا كذليلٍ. أما الذي ثبُت في المعركة، ووقف ببسالة وشهامة بكل قوَّته ضد العدو، فيُكرم بنواله النصرة، وإن سقط (جريحًا) فيكون موضع إعجابٍ. هكذا يليق بنا أن نسلك، محتملين بصبر، وثابتين في الصراع بشجاعة، فننال المكافأة العظيمة، ونكون موضع إعجاب، ونقتني لأنفسنا بركات الله، أما رفض احتمال موت الجسد من أجل محبَّة المسيح فيجلب علينا عقابًا أبديًا لا ينقطع. لأن غضب الإنسان يبلغ نهايته عند حدود الجسد، ويكون موت الجسد هو نهاية صراعهم ضدَّنا، وأما إن عاقب الله فالخسارة لا تمس الجسد وحده… بل تمس النفس البائسة أيضًا فتسقط تحت العذابات.
ليته يكون نصيبنا هو الموت المكرَّم، الذي يُصعدنا إلى بداية الحياة الأبديَّة، والذي بالضرورة يلتصق بالبركات النابعة عن الفيض الإلهي. لنهرب من الحياة المخجلة ولنحتقرها، الحياة الكريهة المؤقَّتة التي تقود إلى عذاب أبدي مرّ. (القدِّيس كيرلس الكبير)

اُنظر كيف جعل ربَّنا تلاميذه فوق الكل، إذ حثَّهم أن يستخفُّوا بالموت الذي يرعب الكل! وفي نفس الوقت قدَّم تأكيدات لخلود النفس. (القدِّيس يوحنا الذهبي الفم)

قال أحد القدِّيسين: أن الجسد بخوفه من التجارب – كي لا يتضايق أو يخسر حياته – يصبح صديقًا للخطيَّة، ولهذا يُجبره الروح القدس على الموت لأنه إن لم يمت فلا يتغلَّب على الخطيَّة.
إذ شاء أحد أن يكون مسكنًا للرب عليه أن يقهر جسده، ويخدم الرب، ويعمل وصايا الروح، ويحفظ نفسه من أعمال الجسد التي كتب عنها الرسول. الجسم الممزوج بالخطيَّة يرتاح بأعمال الجسد، أما ثماره فلا تريح روح الله…
أموت هنا حتى لا أري موت النفس الحقيقي أي الانفصال عن الله. خير لي أن أموت هنا من أجل الطهارة عن أن أعيش حياة شرِّيرة لقد اخترت هذا الموت بحرِّيتي من أجل خطاياي. (الأب مار اسحق السرياني)

القطيع الجديد والاتِّكال على الله

إذ أراد السيِّد المسيح أن يشجِّعنا في جهادنا الروحي فلا نخاف موت الجسد، أكد لنا رعايته حتى لأجسادنا، بل ولشعور رؤوسنا التي تبدو في أعيننا أحيانًا بلا ثمن. إنه رب النفس والجسد معًا، يهتم بحياتنا في كلِّيتها، إذ يقول:

“أليست خمسة عصافير تباع بفلسين،
وواحد منها ليس منسيًا أمام الله؟
بل شعور رؤوسكم أيضًا جميعها محصاه،
فلا تخافوا، أنتم أفضل من عصافير كثيرة” [6-7].

تأمَّل عظم رعايته بالذين يحبُّونه. فإن كان حافظ المسكونة يهتم هكذا حتى بالأمور التي بلا قيمة ويتنازل ليتحدَّث عن طيور صغيرة (لو 12: 6-7)، فكيف يمكنه أن ينسى الذين يحبُّونه والذين يتأهَّلون لافتقاده لهم، إذ يعرف كل دقائق حياتهم حتى عدد شعور رؤوسهم؟…
ليتنا لا نشك أن يده الغنيَّة تهب نعمته للذين يحبُّونه. فإما أنه لا يسمح لنا أن نسقط في تجربة، أو إن كان بحكمته يسمح لنا أن نسقط في الفخ إنما ليتمجَّد خلال الآلام، واهبًا إيَّانا بكل تأكيد قوَّة الاحتمال. الطوباوي بولس هو شاهدنا في ذلك إذ يقول: “الله أمين (قوي)، الذي لا يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا” (1 كو 10: 13). (القدِّيس كيرلس الكبير)

إن كان الله لا ينسى العصافير، فكيف ينسى الإنسان؟ وإن كانت عظيمة هكذا وأبديَّة حتى أن العصفور وعدد شعور رؤوسنا ليس مخفيًا أمام علمه فكم يُحسب بالأكثر جاهلاً من يظن أن الرب يجهل القلوب الأمينة أو يتجاهلها؟…
العصافير الخمسة على ما يبدو لي هي حواس الجسد الخمس:
– اللمس
– الشم
– التذوق
– النظر
– السمع.
العصافير كالجسدانيين تنقر قذارة الأرض لتطلب غذائها في الأراضي البور ذات الرائحة النتنة، وتخطىء فتسقط في الشباك فلا تقدر على الارتفاع نحو الثمار العالية والوليمة الروحيَّة. فإغراءات الشباك تسبي في ثناياها تحركات أرواحنا. والتهاب طبيعتنا ونشاطنا وطهارتنا هذه كلها تتبدد خلال الاهتمام بالأرضيات والماديات واقتنائنا ترف هذا العالم. والآن بعد سبينا صار أمامنا نوعان من الملذّات، إما العبوديَّة للخطيَّة أو التحرَّر منها، فالمسيح يحرَّرنا والعدو يبيعنا. يعرضنا للبيع ليميتنا بينما يفدينا المسيح ليخلصنا. وقد ذكر متى عصفورين (مت 10: 29) إشارة إلى الجسد والروح…
لقد أُعطينا بالنعمة أن نطير، لكن اللذة تسبينا، فتصير الروح ثقيلة بفخاخ الشر وتنحدّر إلي مستوى طبيعة الجسد الثقيلة.
قيل أنه لا يسقط واحد منها بدون إذن الله، فالساقط ينحدر نحو الأرض، أما الذي يطير فتحمله النعمة الالهيَّة… فلا تخشى إذن سطوة الشيطان بل خف غضب الله.
النفس أيضًا شُبهت بعصفورٍ، إذ قيل: “نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصياد” (مز 123: 7)، وفي موضع آخر: “كيف تقولون لنفسي: اهربوا إلي جبالكم كعصفورٍ” (مز 11: 1)، كما شُبه الإنسان بالعصفور: “أما أنا فكعصفورٍ منفرد علي السطح” (مز 102: 7)، إذ الإنسان مكون من عصفورين في واحدٍ، كإتحاد الجناحين اللذين يتعاونا في خفة ليرتفع فيغلب الطبع الروحي علي المادي.
يوجد عصفور صالح يقدر بالطبيعة (الروحيَّة) أن يطير، وعصفور شرِّير لا يقدر أن يطير بسبب النجاسات الأرضية، وهذا الأخير يُباع بفلسين… ما أبخس ثمن الخطايا؟ فالموت يشمل الجميع، أما الفضيلة فثمينة! يعرضنا العدو للبيع كالعبيد الأسرى ويّقيمنا بثمن بخس، أما الرب فيعاملنا كعبيد صالحين خلقهم علي صورته ومثاله، يّقيمنا بثمنٍ عظيمٍ، إذ يقول الرسول: “قد اُشتريتم بثمن” (1 كو 6: 20). نعم أنه ثمن غالٍ لا يحُسب بفضة بل بالدم الثمين. لأن المسيح مات لأجلنا وحرَّرنا بدمه الثمين، كما يشير القدِّيس بطرس في رسالته: “عالمين أنكم أفتديتم، لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدمٍ كريمٍ كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1 بط 1: 18-19)، نعم هو دم ثمين لأنه دم جسد بلا دنس، دم ابن الله الذي فدانا ليس فقط من لعنة الناموس (غل 3: 13) بل ومن موت الخطيَّة الأبدي. (القدِّيس أمبروسيوس)

هذه الحواس تُباع بفلسين أي بالعهدين الجديد والقديم، ولذلك فهم غير منسيين من الله. (الأب ثيؤفلاكتيوس)

رأس الإنسان – سريًا – هو فمه، وشعره هي أفكاره المكشوفة في عيني الله. (القدِّيس كيرلس الكبير)

🕯🌸🌷✝🌷🌸🕯
📖 كلمات من نور🕯 {الخوف الحقيقي}

قال الربّ يسوع لتلاميذه وللجموع: “يا أحبائي: لا تخافوا ممّن يقتلون الجسد، وبعد ذلك لا يقدرون أن يفعلون أكثر. بل خافوا مِمّن إذا قتل، له سلطان أن يلقي في جهنم”. (لو ١٢: ٤-٥). 🍂🌱 🥀🔥

قتل الجسد: أحداث كثيرة تؤدي إليه، وحوادث متنوعة… نعرفها ولا داعي للتوسع بذكرها… وصولا إلى الموت استشهادًا من أجل الإيمان بيسوع المسيح، الذي هو مكمّل للحياة ومتوّج لمسيرتها… وتبقى لحظة حدوثه مجهولة… هذا الموت يفصلنا عن المادّة، وعن كل ما هو مخلوق، ويعطّل مشاريعنا المادّية… لكنه لا يفصلنا عن الله مرجع حياتنا، بل يوحدنا به. ولا يفصلنا عن اهلنا ومحبينا إلا ماديًّا فقط… ويبقى لنا الحقّ بمكافحة المرض، لا خوفاً من الموت الجسدي، بل لنكمل رسالتنا وفق مشيئة الربّ ☝ في حياتنا، لنتمجّد معه بعد موتنا…

قتل الشخص بكليته: هذا هو القتل المُخيف. يبدأ قبل الموت الجسدي نتيجة الفتور الروحي واللامبالاة تجاه محبة الله الآب، والربّ يسوع، بقوة الروح القدس 🔥 وعدم الانتماء الحيوي للكنيسة… ويترجم ذلك بإهمال الصلاة، وتأمل كلام الله 📖 والمشاركة في الأسرار الإلهية…
وإهمال محبة القريب، خصوصًا الفقراء بمختلف أنواع فقرهم… والاستسلام للأنانية، وحبّ المال والمقتنيات، والحسد والشّره، الكره، والحقد، والنميمة والثرثرة، والتحزب، والانقياد وراء الغرائز والملذات الفانية… والادمان على السكر، والقمار، والاباحيات، والتطاول على مقتنيات الغير، ونهب الاموال العامة… وكل أنواع الاستغلال والاستعباد ونكران الحقوق، وعدم الازعان لوصايا الإله الحقّ…

المجد والحمد والتسبيح والشكران لك أيها الربّ يسوع المسيح لأنك بعبورك إلى الآب بالموت الجسدي المؤلم على الصليب، كشفت لنا أن هذا الموت هو الباب الوحيد الذي بعده نبلغ القيامة والحياة. شرط أن نتقدّم إليه مثلك، وبروحك 🔥 ونحن ممتلئين من محبتك ورحمتك.
المجد لك، لأنك أوضحت لنا، نوعيّة الموت الذي يلقينا بكلّيتنا في جهنم. الموت الذي يتغلغل فينا ونحن لا نزال في جسدنا الترابي، الذي يحرمنا من الموت معك ومثلك ويحرمنا من أن نقوم معك يوم القيامة.
المجد لك، لأنك أتيت لتكون لنا الحياة بوفرة، لكّننا لا نبلغها إلا إذا اتّحدنا بك، وعملنا بمشيئتك حتى آخر نسمة من حياتنا. الحمد والمجد والشكر لك ☝.

👈 من يخاف الربّ ويحبّه، لا يخاف الموت الجسدي… ومن يخاف من الربّ، يتغلغل فيه الموت الذي يلقيه في جهنم… أنا هل أخاف الربّ، أم أخاف منه❓❓❓

👈 صلاة القلب ❤

يا ربّي يسوع، هبني روحك 🔥 لأخافك وأحبك، وأتحرّر من الخوف من الموت الذي يوحدني بك.
يا ربّي يسوع، أبعدني عن كل ما يبعدني عنك، وثبّتني بكل ما يجذبني إليك.
يا ربّي يسوع، أحيني بروحك 🔥 ونجّني من الموت الذي يلقيني في جَهَنَّم.
يا يسوع ارحمني وارحم موتاي وارحم العالم أجمع. 🍂🕯

وَالمَجْد لِيَسُوعَ الۤمَسِيح… دَائِماً لِيَسُوعَ المَسِيح