عَ مدار الساعة


الخوري نسيم قسطون: عيد “فالنتينوس” 🌸 ♰ 🌸 مش عيد “كوبيد” الوثني والجنس والشهوة..


❌ خطايا الدنس (المضادّة للطهارة)
🌸 ♰ 🌸
الله لا يخلّص إنسان رغماً عنه ورحوم مع الخاطئ لكنه جازم مع الخطيئة

اسمي فالنتينوس، كاهن من روما، في الفترة التي كان يمنع فيها الامبراطور كلوديوس الثاني زواج الجنود الرومان، كنت احضّرهم سراً للزواج، ايماناً مني بالحب المقدس والانجاب والحياة.

  • القى الامبراطور القبض عليّ وقتلني في 14 شباط 269 م.
  • في القرن الخامس، قرر البابا سلاجيوس تعيين عيدي في هذا النهار، كي يُنزع عنه طابع الخلاعة، إذ كان يحتفل فيه الوثنيون، في اليونان وروما وفينيقيا، بعيد الخصب، بالجنس والخلاعة!

وكتب الأب نسيم قسطون فيما يتعلق بعيد “فالنتينوس” معلقاً:

  • 14 شباط ليس عيد “كوبيد الوثني!
  • 14 شباط ليس عيداً للجنس!
  • 14 شباط ليس عيد العشق والشهوة!
  • 14 شباط هو عيد الحب المقدس بالمحبة..


صلاة لشريكك في الزواج
🌸 ♰ 🌸
ربنا يسوع المسيح ، بحضورك ، باركت عرس قانا الجليل وأظهرت لنا أنك الكاهن الحقيقي لسر ونقاوة الزواج. نشكرك على اليوم الذي باركت فيه سر زواجنا.
يا رب ، واصل على مباركة وإثراء زواجنا في حب الشريك، والدعم المتبادل ، وحدانية القلب والتقدم في الإيمان والحياة.
احمي حياتنا الزوجية من الخطيئة والشر والخطر.
غذي بيننا روح التفاهم ، وروح المغفرة وروح السلام ، بحيث لا يسبب لنا أي استياء أو مشاجرة أو مشكلة أخرى تسبب التعثر والسقوط.
امنحنا أن نرى أخطاءنا وألا نحكم على بعضنا البعض. احفظ على رباط الحب بيننا في تجدد دائم. أسعد حياتنا بفرح الزواج ، لكي بقلب واحد نحمدك ونمجدك طيلة الايام آمين.
🌸 ♰ 🌸
ترجمة zeina haddad من اللغة الإنجليزية

حياته

ولد القديس فالنتين في مدينة تيرني – إيطاليا (على بعد 95 من روما) الإيطالية عام 175 وهو شفيع المدينة.
كرس حياته للجماعة المسيحية وتقوية إيمانها آنذاك التي كانت مضطهدة لأنها تتبع يسوع المسيح، سيـم أسقفا عام 197 على مدينته على يد البابا فيليشيانو…

وفي غمرة الإضطهادات التي كانت تواجه الكنيسة (الجماعة المسيحية) آنذاك أصدر القائد أكلوديوس القوطي قرار بمنع الزواج للجنود، حجة أن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فقام القديس فالنتين بمعارضته على قراره المخالف لإرادة الله، واستمر بمنح سر الزواج للراغبين (في السر كان يزوج العشاق وبعدما كشف من قبل السلطات انذاك) غضب القائد القوطي إذ قام بتعذيبه وسجنه حتى يمنع من تتميم رسالته الخلاصية، لكن القديس فالنتين لم ييأس واستمر في منح سر الزواج للمتقدمين للزواج من خلف القضبان وكانوا يرمون له الورود الحمراء من خلف القضبان فرحا لزواجهم ومنحهم السر.

وفي 14 فبراير عام 296 قام القائد القوطي بإعدامه وقطع رأسه بسبب عصيانه الأوامر ولم يخف القديس أن يستشهد من أجل إيمانه بالله وبيسوع المسيح وقد بنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350 تخليدا لذكراه، واستمرت الجماعات المسيحية آنذاك بالاحتفال بهذا العيد الذي سمي على اسمه (القديس فالنتين) الذي يرمز إلى الشهادة في سبيل الحب.

وارتباط عيد القديس فالنتينوس باللون الاحمر، سببه أنّ الكنيسة تشير إلى شهدائها باللون الأحمر.


🌸 ♰ 🌸
❌ خطايا الدنس (المضادّة للطهارة)

من عظة القدّيس جان- ماري فيانّيه (خوري أرس) عن خطيئة الدنس

“… لكي أجعلكم تفهمون بشكل أفضل إلى أي مدى هذه الخطيئة – مع أنّها فظيعة لهذه الدرجة – هي مشتركة بين المسيحيّين، وكم هو سهلٌ ارتكابُها، سأقول لكم بكم طريقة نخطئ ضدّ وصيّة الله… : بالأفكار، بالرغبات، بالنظرات، بالكلمات، بالأفعال وبالأسباب (التسبّب بالخطيئة).

أولاً، بالفكر

هناك العديد ممّن لا يعرفون أن يميّزوا الفكرة من الرغبة، وهذا بإمكانه أن يؤدّي إلى القيام بإعترافات نفاقيّة (منتهكة للقدسيّات). إسمعوني جيّداً وسوف ترون ذلك: الفكرة السيّئة، هي عندما يتوقّف عقلنا إرادياً للتفكير بشيء غير طاهر (دَنِس)، إن بالنسبة لنا، أو بالنسبة لآخرين، دون أن نرغب بتتميم ما نفكّر به ؛ فقط نترك عقلنا يَهْوِي ويَبيت ويَتْلَف عند هذه الأشياء الوسخة وغير الشريفة. تدّعون على ذواتكم بهذا (في سرّ الاعتراف). يجب أن تقولوا كم هي المدّة التي تَرَكتُم فيها فِكرَكُم يرتاح عند هذه الأشياء دون أن تغيّروه، أو أيضاً إذا فكّرتم بأشياء (أخرى) كان باستطاعتها أن تقودكم إلى هذه (الأفكار)، عبر ذكرى حديثٍ ما جرى معكم، أو إلفة ما سمحتم بها، أو شيئاً ما رأيتموه. فالشيطان لا يضع هذه من جديد أمام عيونكم إلاّ على رجاء أن يقودكم إلى الخطيئة، أقلّه بالفكر.

ثانياً، نخطئ بالرغبة

أنظروا يا إخوتي، الفرق الموجود بين الفكرة والرغبة ؛ الرغبة، هي أن نريد تتميم ما نفكّر به ؛ ولكن لأتكلّم معكم بشكل أوضح، هي أن نريد ارتكاب خطيئة الدنس بعد أن نكون قد فكّرنا بها لبعض الوقت، عندما سنَجِد الفرصة أو عندما سنفتّش عنها. يجب أن نقول جيّداً إذا ما بَقِيَتْ هذه الرغبة في قَلبِنا، إذا ما قُمْنا بِخُطوةٍ ما لتتميم ما رَغِبنا به، إذا حَرَّضْنا بعض الأشخاص على فعل الشرّ معنا، وبعدها، مَنْ هُمْ الأشخاص الذين أرَدنا حَمْلَهُم على الشرّ، هل هو أخ، أخت، ولد ؛ أُمّ، إبنةُ عمّ، إبنُ عمّ، إبنُ خال. يجب أن يُقال كلّ ذلك جيّداً، وبغير ذلك لن يساوي إعترافُكم شيئاً. ولكن، لا يجب أن نسمّي الأشخاص إلاّ على قدر ما هو ضروري للتعريف عن خطيئتنا. ومن المؤكّد جيّداً أنّه إذا فعلتُم شرّاً مع أخٍ أو أختٍ، واكتَفَيتُم بالقول بأنّكم فعلتُم خطيئة ضدّ فضيلة الطهارة المقدّسة، فهذا لن يكفي..

  • نخطئ بالنظر
    عندما نحمِل أعيُنَنا على النظر إلى أشياء دَنِسة (غير طاهرة)، أو شيئاً ما باستطاعته أن يقودنا إليها. لا يوجد قطعاً بابٌ تدخل منه الخطيئة غالباً وبهذا المقدار، وبسهولة هكذا كبيرة، غير العيون. وأيّوب الرجل القدّيس قال: “بأنّه عقد إتّفاقاً مع عينيه لكي لا ينظر أبداً إلى وجه إمرأة” (أيوب 31: 1).
  • نخطئ بالكلام
    نتكلّم، يا إخوتي، لكي نظهر للخارج ما نفكّر به في داخلنا، أي ما يجري في قلبنا. يجب أن تدَّعوا على أنفسكم (في سرّ الاعتراف) بكلّ الكلمات الدنِسة التي قلتُموها، كم من الوقت طالَ حديثُكم، ما هو الدّافع الذي جعلكم تقولوها، الى مَن مِنَ الأشخاص وإلى كَمْ مِنَ الأشخاص استطَعتُم أن تقولوها. آه ! يا اخوتي، هناك أطفال مساكين، كان من الأفضل كثيراً لهم لو وجدوا على طريقِهم نَمِراً أو أسَداً، بَدَلاً مِن بعض الدَنِسين ، وإذا كان كما نقول بأنّ الفم يتكلّم من فيض القلب، أحكموا ما يجب أن يكون عليه فسادُ قلب هؤلاء السَّفَلَة الذين يدورون، يتمرّغون، يجرّون ذواتهم ويغرقون في وحل دنسهم. آه يا الهي ! إذا كنتم تقولون لنا بأننا نعرف الشجرة من ثمارها، فأيّة هاوية من الفساد قد تكون شبيهة !
  • نخطئ بالأفعال
    تلك هي الحرّيات المُذنِبة على ذواتنا أو على الآخرين، القُبلات الدَنِسة، دون التجرّؤ على قول الباقي لكم ؛ أنتم تفهمون جيّداً ما الذي أقوله. يا إلهي ! أين هم هؤلاء الذين يدّعون على ذواتهم في اعترافاتهم بكل ذلك ؟ ولكن أيضاً كم من إنتهاكاتٍ للأقداس تُرتَكَب بسبب هذه الخطيئة الملعونة ! لن نعرف ذلك إلاّ في يوم الإنتقام الكبير. كم من الفتيات الشابّات يبقين ساعتين أو ثلاث مع شبابٍ طائشين فاسقين، ولا يوجد أيُّ نوعٍ من الدَّنَس (كلام ضدّ الطهارة) إلاّ ويتقيّأه باستمرار فَمَهُم (فمهُنَّ) الجهنّمي. للأسف ! يا الهي، كيف لا نحترق وَسْطَ نارٍ متأجِّجة هكذا؟
  • نخطئ بتسبيب الخطيئة
    إمّا بإعطاء السبب (أن نكون نحن سبباً لخطيئة الغير)، أو بأخذ السبب (أن نُعرض أنفسنا لسَبَبٍ ما). أقول، بإعطاء السبب كإمرأة ظاهرة بطريقة غير لائقة، تاركةً محرمتها متباعدة جدّاً، العنق والأكتاف مكشوفة، لابسةً ثياباً ترسُم كثيراً أشكال الجسم ؛ أو أنّها لا تلبس البتّة محرمةً في الصيف، أو أنّها تلبس بطريقة مُتْقَنَة ومتناسقة ومنظّمة جدّاً، كلاّ، لن يعرف هؤلاء التعيسات إلاّ في محكمة الله كم هو عدد الجرائم التي تَسبَّبنَ بإرتكابها ! كم هناك من أشخاص متزوّجين ولكن متحفّظين أقلّ من الوثنيين. والفتاة هي أيضاً مُذنِبة بعدد من الخطايا المضادّة للطهارة، وهي تقريباً كلّها خطايا مميتة، وذلك في كلّ مرّة تكون فيها سهلة جدّاً وذات ألفة زائدة مع الشبّان، ونوجَد أيضاً مذنبين عندما نذهب مع أشخاص ونحن نعرف بأنّه لا يوجد على لسانهم سوى الكلمات السيّئة. من الممكن أنّكم لم تستمتعوا بها، ولكنّكم ارتكبتم خطأً بتعريض أنفسكم لها وأُصِبْتُم بالضَرَر من جرّاء ذلك.

ويتابع القدّيس خوري أرس قائلاً:

غالباً ما نتوهّم ونعتقد أنّنا لَسْنا نعملُ أيّ شرٍّ البتّة، بينما نحن نُخطئ بفظاعة. وهكذا فالأشخاص الذين يتلاقون بذريعة مشروع زواج مُستقبليّ، يعتقدون بأنه لا يوجد أيّ شرٍّ البتّة في أن يمضوا فترة زمنيّة مُعْتَبَرة منفردَين، في النهار وفي الليل. لا تنسوا يا اخوتي، أنّ كلّ تلك المعانقات التي يعملونها في تلك الأوقات، هي كلّها تقريباً، خطايا مميتة، لأنّه عادةً ما يجعلُها تُعْمَل ليس سوى صداقة جسديّة شهوانية. كم هناك من الخُطّاب من الشباب والشابّات الذين ليس لديهم أية تحفّظات؛ يرتكبون الجرائم (أي الخطايا) الأكثر رَوعاً، ويظهرون وكأنّهم يُجْبِرون عدالة الله أن تَلْعَنَهُم في الوقت الذي فيه يدخلون في حالة الزواج. عليكم أن تكونوا متحفّظين في هذا الوقت بنفس المقدار كما لو أنّكم مع أخواتكم ؛ كلّ ما نفعله أكثر هو خطيئة.

يا للأسف ! يا الهي، أين هم هؤلاء الذين يدّعون على أنفسهم (في سرّ الاعتراف) ؟ لا أحد تقريباً. ولكن أيضاً، أين هم أولئك الذين يدخلون في حالة الزواج بقداسة ؟ يا للأسف ! تقريباً لا أحد البتّة. من هنا ينتج الكثير من المصائب (عذابات، صعوبات، أمراض…) في الزواج، وللروح وللجسد… آه ! يا الهي ! والأهل الذين يعرفون ذلك أيستطيعون للنوم سبيلاً ! واحسرتاه ! كم من النفوس التي تجرُّ ذاتها في الجحيم !…

نخطئ أيضاً ضدّ فضيلة الطهارة المقدّسة، عندما ننهض ليلاً ونحن غير لابسين لكي نخرج، لكي نخدم مريض، أو لكي نذهب لنفتح الباب. على الأمّ أن تنتبه أن لا تنظر أبداً نظرات غير شريفة إلى أطفالها، أو تلامسهم ملامسات غير ضروريّة. الآباء والأمّهات هم مذنبون بكلّ الإلفات الزائدة التي يسمحون بها بين أطفالهم وخَدَمهم، والتي باستطاعتهم إيقافها. نحن نصبح مذنبين أيضاً عندما نقرأ كتباً سيّئة وعندما نقرأ أو نسمع أغاني غير طاهرة ومُثيرة للشهوة ، أو عندما نستعير هذه الأشياء أو نعيرها لأحد ؛ وعندما نتراسل كتابةً بين أشخاص من جنسٍ مختلف.

أنتم مُجْبَرون يا إخوتي بأن تصرّحوا عن كلّ الظروف التي تَزيد من جسامة الخطيئة، إذا أردتم أن تكون اعترافاتكم جيّدة. إسمعوني، سوف تفهمونها أيضاً بشكل أفضل. عندما ترتكبون خطيئة مع شخص قد سبق وسلّم ذاته للرذيلة، جاعلاً منها مهنته، تجعلون أنفسكم ﺑﺈرادتكم عبيداً للشيطان، وتَسْتَوْجبون الهلاك الأبدي. ولكن، تَلْقينُ الشرّ لشخص شاب (شاب أو فتاة)، حَمْلُه على الشرّ للمرّة الأولى، سَلْبُه البراءة، نَزْع زهرة عُذريّته منه، فَتْح باب قلبه للشيطان، إغلاق باب السماء في وجه هذه النفس التي كانت موضوع محبّة أقانيم الثالوث الأقدس الثلاثة، وجَعْلها مُستحقّة الفَصْل والرَذْل واللعنة من السماء والأرض: هذه الخطيئة هي أيضاً أعظم بما لا نهاية له من الخطيئة الأولى، وأنتم مُجْبَرون على أن تَدَّعوا على أنفسكم بذلك (تعترفوا بذلك).

إنّ ارتكاب خطيئة مع شخص حرّ، غير متزوّج ومن خارج القرابة الدموّية، هو بحسب القدّيس بولس الرسول، جريمة تُغْلِق باب السماء في وجهنا وتفتح لنا باب الهاوية؛ ولكن إرتكاب الخطيئة مع شخص مُرْتَبِط برباطات الزواج، هو جريمة تحوي في ذاتها عدداً كبيراً من الجرائم الأخرى؛ هي خيانة فظيعة مُروِّعة، تَهْتُكُ حُرْمة كلّ نِعَم سرّ الزواج وتبيدها وتزيلها من الوجود؛ هي أيضاً حَنَثٌ ملعون يدوس بالأقدام عهداً تمّ عقده والقَسَم به على أقدام المذابح، ليس بحضور الملائكة فقط، ولكن بحضور يسوع المسيح نفسه؛ جريمة قادرة على جَذْب كلّ أنواع اللعنات، ليس فقط على أحد البيوت لكن على الرعيّة أيضاً…”

وبخصوص الأسباب يقول القدّيس خوري أرس أيضاً:

اذا سألتموني الآن، ما الذي باستطاعته أن يقودنا الى جريمة (خطيئة الدنس) كهذه. ليس عليّ إلاّ أن أفتح كتاب التعليم المسيحي خاصّتي وأن أسأله لأحد الأطفال… سوف يُجيبني ببساطة: يا سيّدي الكاهن، هو الرقص والحفلات المعاشرات ذات الأُلفة الزائدة بين أشخاص من جنس مختلف؛ الأغاني، الكلمات الحرّة، قلّة الحشمة في الثياب، اﻹفراط في الأكل والشرب… لأنّ الجسد لا يميل إلاّ إلى هلاك النفس؛ ومن الضرورة أن نجعله يتعذّب بطريقة من الطرق، والاّ، عاجلاً أم آجلاً، سيُلقي بنفسنا في جهنّم. والشخص الذي يهمّه جيّداً خلاص نفسه، لا يمضي أبداً أيّ يوم دون أن يُميت ذاته (اﻹماتة) بشيء من الأشياء في الشرب، الأكل، النوم. وبالنسبة ﻟﻺفراط في شرب الخمر، يقول لنا القدّيس أغوسطينس بوضوح، بأنّ السِكّير هو دَنِسٌ (غارق في خطيئة الدنس)… . اذا أردتم (يا إخوتي) أن تحافظوا على طهارة ونقاوة نفوسكم، يجب ضرورةً أن نرفضَ شيئاً لجسدنا، وإلاّ يهلكنا.

وأقول بأنّ الحفلات والرقص يقودونا الى هذه الرذيلة المكروهة. هي الواسطة التي يستعملها الشيطان لينزع البراءة من ثلاثة أرباع الشباب على الأقلّ. لست بحاجة لأُثبّته لكم. لن تعرفون ذلك للأسف الشديد إلاّ من خبرتكم الخاصّة. آه ! كم من الأفكار الرديئة، من الرغبات السيّئة، ومن الأعمال المُخْجِلة المسبَّبة من الرقص ! يكفيني أن أقول لكم بأنّ ثمانية مجامع كنسيّة معقودة في فرنسا تمنع الرقص، حتى في الأعراس، تحت طائلة الحُرْم. – ولكن، تقولون لي، لماذا هناك كهنة يعطون الحَلّة السرّية في الاعتراف لهؤلاء الأشخاص دون أن يختبروهم ؟ – بالنسبة لذلك، لن أقول لكم شيئاً، كلّ واحدٍ سيقدّم حساباً على ما فعله. آه يا اخوتي! من أين تأتي خسارة الشباب ؟ لماذا لم يعودوا قَط لممارسة الأسرار ؟ لماذا تركوا حتى صلواتهم ؟ لا تبحثوا عن سبب آخر غير الرقص…”.

ملحق

إن الله لا يخلّص الإنسان رغماً عنه، لأنّ الأمر متوقّف على ارادته الحُرّة. لنُلقي بذواتنا إذاً بشفاعة مريم في أحضان رحمته بالفعل لا بالقول، غير مؤجّلين التوبة (را. فقرة 88)، هاربين من الأسباب ومُستَعملين الوسائل الفعّالة (فقرة 27).

ولنتذكّر دائماً أنّ الخطيئة ليسَت بالأمر السخيف، فقد كان ربّنا يسوع المسيح رحوماً مع الخاطئ التائب ومُحَذِّراً إياه من العودة إلى الخطيئة، ولكنّه كان حازماً مع الخطيئة محبّةً بنا، ومحذّراً بوضوح وقوّة من عاقبتها: “إنّ شكّكتكَ عينكَ اليُمنى فاقلعها وألقِها عنك، فانّه خيرٌ لكَ أن يهلك أحد أعضائكَ ولا يُلقى جسدُكَ كلّه في جهنّم (متى5: 29)، وعندما كان يشفي أحدهم كان يقول له: “اذهب ولا تعود الى الخطيئة لئلّا يصيبك ما هو أسوأ”. وقال ايضاً: “ليس كُل من يقول لي يا ربّ يا ربّ يدخل ملكوت السماوات، لكن الذي يعمل إرادة أبي الذي في السماوات…” (متى7: 21).

اذاً، فلننتبه جيّداً كي لا نكون نحنُ قساةٌ ظالمون بحقّ أنفسنا، وبحقّ من أعطانا ذاته كلّها ومعها كلّ شيء !

العظة تُرجمَت عن اللغة الفرنسيّة santamarialand