قراءة نقدية
(1)
المسؤولية في لبنان ككل شيء فيه بحاجة الى الكثير من التروّي والقليل من الإنفعال، لكشف الخيط الأبيض من الأسود..
(2)
ولأن الطبقة السياسية بمعظمها في لبنان سواء عائلات سياسية أم أحزاب محنكّة، تتلوّن بحسب الظروف الإقليمية والدولية.. وذلك لظروف موضوعية منها الصحيح ومنها التبريري ومنها المُخادع.. على إعتبار أنّ لبنان إمّا دولة صغيرة وما عليه سوى تدبير نفسه بالسير بمحورٍ ما أو لإعتبارات دينية.. والدليل على ذلك أنّ كل الأحزاب والقوى السياسية (يمين – يسار – وسط) رضخوا للإرادة الأميركية لما اصطفّت الى جانب سورية قبيل حرب الخليج الأولى سنة 1990، ودخول العراق الى الكويت..
هكذا جلس فرنجية الى جانب القوات سنة 1991 ومِشي الحال..
وهكذا توجّه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع صاحب شعار “إعرف عدوك” الى القرداحة للتعزية بالرئيس السوري حافظ الأسد، وعفا الله عمّا مضى..
وهكذا حزب الله عام 2005 رفع شعار بشير الجميل الـ10452 كلم2 بتحالف رباعي هجين، لتبرير تقارب القاعدتين..
الكل يمرّر الوقت ويبرّره.. بحجج كثيرة وذرائع مختلفة.. فأوصلوا الدولة والشعب الى ما نعانيه اليوم من أزمة حالية إقتصادية مالية..
(3)
نعم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤول عمّا هي حال البلد من أزمة مالية.. بالتواطؤ والتكافل مع معظم القيادات السياسية.. وما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سوى “باش” كاتب للإدارة الأميركية والأنظمة النقدية العالمية.. فالإسم هنا لا يعني شيئاً لأنّ أي جديد سواء كان “علي” أو “عمر” لن يكونا سوى موظفَين آخريين للإدارة الأميركية…
(4)
خسّر وزير المالية علي حسن خليل 500 مليون $ بتصريح.. ولا محاسبة ولا من يحزنون.. وتمرير للوقت..
أعطى وزير المالية علي حسن خليل معلومات مخادعة بخصوص سلسلة الرتب والرواتب.. ولم يجرؤ أحد توجيه بلائمة لحركة أمل.. وتمرير للوقت..
هرب الحريري من تحمّل مسؤولياته لأنّه مطلوبٌ منه الإستقالة.. ولبنان بفضل سياساته وسياسات أبيه ينعم بهذا الفقر والمديونية.. وهلق إذا جاءت تأشيرة عودته الى السراي.. الجميع يقبل.. وتمرير للوقت..
جميع الأحزاب في 14 و 8 آذار تعرف أنّ عرقلة عودة كهرباء الدولة الى المنازل 24/24 كانت بعرقلة من فريقي 8 و 14 آذار.. من الحريرية السياسية لما كانت في الحكم، ومن البريّة السياسية لما كان ميقاتي في الحكم.. وهلق شو شاطرين المحللين من “التشكي” المُخادع.. ومليارين $ للكهربا سنوياً.. ودمعة بتِنزل أمام الكاميرا إنّو مستغرب.. !!!
(5)
نعم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤول عمّا هي حال البلد من أزمة مالية.. وما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سوى “باش” كاتب للإدارة الأميركية والأنظمة النقدية العالمية حاله كحال سابقه إدمون نعيم ولاحقه ما إن تنجلي الأزمة في لبنان.. فالإسم هنا لا يعني شيئاً لأنّ أي جديد سواء كان “علي” أو “عمر” لن يكونا سوى موظفَين آخريين للإدارة الأميركية والبنك الدولي…
(6)
ولأن السياسة بالعموم (سوى ما شذّ) قائم على المصالح والكذب والغش والرياء والطعن.. سيبقي لبنان ككل البلدان، يمرّر العاصفة تلوى العاصفة.. لأنّه سلام رياء، والشواهد هنا كثيرة، والمثال السوري شاهد لا للحصر:
– قطر تطعن بسورية في عزّ التقارب بين الدولتين..
– تركيا تطعن بسورية في عزّ الحديث عن تكامل إقتصادي
– سورية تضرب حركة فتح في لبنان وتضبطه لتثبيت نظامها وتوسيع نشاطها الإقليمي..
(7)
ولأنه من السهل الهجوم على حاكم مصرف لبنان فلا شعبية خلفه ولا حزب وراءه ((ويجب أن يتحمّل مسؤولياته كاملة)) لكن حتى تكتمل الصورة.. على الجميع البدء بحاله..
- التيار الوطني الحرّ سعى وجرّب تزبيط البلد بالتفاهمات والتسويات.. نجح في أماكن (وإنتشى) وفشل في أخرى (لأنه يُراد له ذلك).. على كلّ حال هو بصدد تقييم تجربته في الحكم.. بعدما أُخرِج من الحكم بذكاء، ومن لم يضمن نواب جاءوا بأصواته هل يضمن وزراء ليسوا أصلاً محسوبين عليه..!!
- حزب الله لم يسعى ولم يُجرّب مواجهة الفساد.. وتجربته بالحكم كانت أشبه بالتمديد لقائد الجيش السابق جان قهوجي، وللمجلس النيابي عدة مرات..
- حركة أمل والإشتراكي وحزب المردة مربطّين بتاريخ مثقل عليهم قائم على “المحاصصة” و “التقاسم” والسياسة عندهم ليست سوى توظيف مؤيد من هنا ونيل فائدة من هناك..
- الحريرية السياسية، منذ تأسيسها لسيت سوى وديعة سعودية – أميركية في لبنان.. وممنوع عليهم حتى المشورة، ومسموح لهم التنفيذ ليس الاّ..
- القوات اللبنانية بقيادة جعجع رغم سجنه لم يتحرّر من إرتباطاته المُربّط بها.. فهو رأس حربة مع الزرقاوي وداعش وبن لادن والسنّة والسعودية ضدّ إيران لأنّه مطلوب منه ذلك..
(8)
ولأنّ الحراك يُراد له أن يكون بألف رأي ورأي لا قيادة ولا رؤية للتنصّل..
ما يواخذونا إذا قلنا “أهبل” و”غشيم” من يصعد سيارة سائقها يريد السير عكس السير ولو ارتطمت بالحائط، ومن دون حتى ضبط الفرامل..
بالنهاية تضحك بسرّك على شيوعيين فوضويين أمثال قبيسي وأشباهه، فهم يأتمرون “لسياسة محطة” أمر عملياتها أميركية كمحطة الجزيرة، هدفها تحريك الثورات الملونّة.. غيضٌ من فيض بعض دعاة الإصلاح..
وتضحك بسرّك أيضاً عَ جمعيات ومنظمات تدّعي البيئة والعلم وشؤون السير.. وهمّها جمع الأموال.. وتنفيذ الأوامر..
الخلاصة
لا حل بشعب معظمه فاسد على شاكلة سياسييه…
الحل الوحيد يكون بعودة الأخلاق والقيم للناس..
وحده الإنسان النظيف صاحب الضمير والأخلاق.. يرفض التجنّي على الآخرين ويرفض الإدعاءات الباطلة… لأن الوسخ لتبرير وسخَهُ يريد رمي وسَخه على الآخرين..
لذلك
من هلق لحين يُصلح الإنسان نفسه بالتوبة معقول يزبط البلد.. لنصلي كلنا لحصول صحوة بشرية أو أعجوبة رباينة تزيل تخدير البشر من اللؤم والخداع والشر والأنانية.. فالبشرية بأكملها تستاهل أكثر من هيك… ولولا رحمة الله اللا-متناهية لدخلنا كلنا حالة جهنم اللا-متناهية
بغمرة هذه الأحداث بأكملها – يبدو أنّ الإتجاه السائد في لبنان هو لتغيير النظام اللبناني كما صرّح مستشار الرئيس الأميركي دونالد الترامب وليد فارس منذ اليوم الأول.. (وفق المنظار الأميركي المطلوب تصفية حزب الله إقليمياً بتقزيمه / توريطه داخلياً) هنا الحراك ما هو سوى جندي في لعبة شطرنج الكبار.. المهم بالموضوع “رأفة” الله رأفَتْ بنا على كل حال أنها تحصل عَالبارد وليس على السخن كما العراق.. وما تعجز عن فعله القوى السياسية من تغيير “الجوع” المُستخدم من أدوات الشيطان يفعله لغايته.. ولكن لله ضابط الكل إصلاحٌ آخر..