أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ارتفاع البورصة المعنوية لخصوم العهد.. والمستقبل يُهادن لأن بيته الداخلي بحاجة الى ترميم


حكومة دياب، بين صدق الحراك وأكذوبة الثورة (أمين أبوراشد)

هي حكومة حزب الله، شاء تسميتها مَن رَمى بهم الحراك خارج اللعبة السياسية في لبنان، اؤلئك الذين امتطوا أكتاف الناس المقهورة بعد اليوم الثالث، وصادروا الإرادات الشعبية وإحتلوا الساحات، وقطعوا الطرقات بكل ما توفَّر من عناصر مشبوهة مدفوعة الأجر دفعوا بها الى التدمير، والهدف واحد: مُلاقاة أميركا وبعض أدواتها الإقليمية في منع عهد حليف حزب الله من الحُكم، فلا عجب أن يقرر المهزومون في الداخل والخارج منذ وصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا، أن يصبغوا الآن حكومة الرئيس حسان دياب بلون العهد.

نعم، العهد يحتاج – بعد طول انتظار- ليس فقط حكومة أخصائيين سيرتهم الذاتية ناصعة، بل أن يُبعِد المخضرمين من أصحاب السيرة الداكنة الذين لم يجِد الحراك الشعبي ما يشكرهم عليه، والأيام والأشهر المُقبِلة سوف تُثبت أكثر فأكثر، أن ما كانت تُسمى حكومات وحدة وطنية هي أشبه بحلقات تكاذبٍ مُتبادل وصفقات متبادلة، باستثناء بضعة وزراء يحفظ لهم الشعب اللبناني صفحات من الكفاءة والنزاهة والأداء، ولعل من أولى إنجازات حكومة دياب، إرسال العشرات من المستوزرين الى منازلهم، وثاني الإنجازات أن “الأقطاب” الذين نهبوا البلد قد اهتزَّت عروشهم “ووصلت الموسى الى ذقونهم”.

نعم هي حكومة حزب الله – إذا شئتم – ويستحق وطن “الوعد الصادق” أخيراً حكومة ذات مصداقية، والواقعية التي يتَّسِم بها البيان الوزاري، تعكس النيَّة والصدق لدى الرئيس دياب في تطبيق ما يُمكن من إنجازات، بعيداً عن الإنشائيات الخالية من الصدق في بيانات الحكومات السابقة، ولعل تفعيل القضاء والأجهزة الرقابية قبل وبعد تشكيل حكومة دياب، يُشكِّل حصانة لتدابير الحكومة، ويُسكِت أبواق المتضررين من هذا الإنقلاب في الأداء الحكومي، على أن ينعكس لاحقاً على شارعٍ يصدح به “ثوار” ثائرون على أنفسهم ولا يدرون ولا ندري ماذا يريدون.

اللافت في ردود الفعل التي واكبت إعداد البيان الوزاري، ارتفاع البورصة المعنوية لخصوم العهد عند إعلان ترامب عن صفقة القرن، وهبوطها بعد توالي ردود الفعل الأوروبية والإقليمية السلبية عليها، ما جعل الصفقة تبدو زوبعة في فنجان إنتخابي لترامب ونتانياهو، وردود الفعل اللبنانية هذه، صعوداً وهبوطاً، كشفت انحدار بعض الأحزاب السياسية في لبنان الى مستوى العمالة المكشوفة لأي خارجٍ يدفع، سواء بالدولار أو الريال، وبعض الأحزاب التي لم تًسمِّ الرئيس دياب ولن تمنح حكومته الثقة، قررت حضور الجلسة النيابية “إحتراماً منها للدستور” كما أعلنت، وكي تُبقي نفسها في الساحة السياسية كما لم تُعلِن!  

التحدِّي الأكبر الذي ستواجهه حكومة الرئيس دياب، ليس في كيفية معالجة الأزمتين المالية والإقتصادية، بل في وجود فريقين في متاريس الخصومة السياسية للعهد والحكومة:

الفريق الأول، قد يُهادن لفترة، كتيار المستقبل، لأن البيت الداخلي بحاجة الى ترميم، والشارع الجماهيري المُنتفض على الرئيس الحريري، قد لا تتمّ إعادة جمعه في المدى القريب، لأن المال غير متوفِّر للخدمات الإنمائية التي وعد بها الحريري في مواسمه الإنتخابية.

والفريق الثاني، الذي يضمّ الإشتراكي والقوات والكتائب، قد يكون حافظ على ثقله الجماهيري من خلال قطف الحراك لو نجحت هذه التي إسمها ثورة، وبما أنها جاءت فورة غوغائية لا أفُق لها، فإن خصومة هذا الفريق مع العهد مستمرَّة حتى نهاية العهد، لأن المشكلة لدى هذا الفريق شخصية مع سيِّد العهد، لمجرَّد أنه وصل الى رئاسة الجمهورية…