أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


يظنون أن الله يهبهم الكرامات العليا من أجل حياتهم المجيدة المميزة


المسيح وفضله.. بنعمة دمِهِ صرنا أبناء له..
🌸♰💝♰🌸
تفسير مُعمَّق من الآباء والقديسين لإنجيل اليوم المُقَدَّس إنجيل القديس لوقا البشير ١٧: ٧-١٠


إنجيل لوقا البشير 17: 7-10
🌸♰💝♰🌸
“ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى يقول له إذا دخل من الحقل
تقدم سريعًا واتكئ.
بل ألا يقول له: اعدد ما أتعشى به وتمنطق واخدمني حتى أكل وأشرب،
وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت.
فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أُمر به؟ لا أظن.
كذلك أنتم أيضًا متى فعلتم كل ما أُمرتم به
فقولوا: أننا عبيد بطّالون،
لأننا إنما نعمل ما كان يجب علينا” [7-10].

ماذا عنى السيد المسيح بهذا المثل؟ أراد أن يؤكد لنا مركزنا الحقيقي خارج نعمته أننا عبيد بطّالون، أي عبيد لله لم نوفِ حقه كما ينبغي. فإن جعلناه الأول في حياتنا، وقدمنا كل شيء لحسابه، نبقى عبيدًا مدينون له بحياتنا، نشعر في أعماقنا أننا بطّالون، أما خلال نعمته فقد صرنا أبناء له، ما نمارسه هو من قبيل عطيته المجانية، وليس ثمنًا لجهادنا الذاتي أو فضلاً منا.

إذ أراد الرب أن يظهر أنه بالرغم من إلزامنا بكل وصية، لكنه يهب البنوة للبشر في استحقاق دمه، لذلك قال: “متى فعلتم كل ما أُمرتم به فقولوا أننا عبيد بطّالون، لأننا إنما نعمل ما كان يجب علينا”. هكذا فإن ملكوت السماوات هو هبة يعطيها الرب للعبيد المؤمنين وليس جزاءً لأعمالنا.

فالعبد لا يطلب التحرر (من العبودية) جزاء عمله، وإنما يحاول أن يقدم كل ما في وسعه كمدينٍ، وينتظر التحرر كهبة.
“المسيح مات من أجل خطايانا” (1 كو 15: 3)، وهو يهب الحرية لمن يخدمونه حسنًا، إذ يقول: “نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيدك” (مت 25: 23).

يظن البعض أنهم يؤمنون بالحق وهم لا ينفذون الوصايا، والبعض بينما ينفذون الوصايا يتوقعون الملكوت كجزاء عادل (لاستحقاقاتهم الذاتية)؛ كلاهما يخطئان ضد الحق.
إن كان المسيح قد مات لأجلنا “كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام” (2 كو 5: 15)، فمن الواضح أننا ملزمون أن نخدمه حتى الموت؛ فكيف إذن ننظر إلى البنوة كجزاءٍ عادلٍ (لأعمالنا الذاتية)؟
نحن الذين وهب لنا الحياة الأبدية، نصنع الأعمال الصالحة لا لأجل الجزاء، بل لحفظ النقاوة التي وُهبت لنا. (القديس مرقس الناسك)

في العبارات السابقة وجه الرب إلينا حديثًا طويلاً وهامًا ليظهر لنا الطرق التي تقودنا إلى الكرامة، معلنًا أمجاد الحياة غير الملومة لكي نتقدم فيها، وننمو بغيرة إلى ما هو مدهش، فننال مكافأة دعوتنا العليا (في 3: 14). ولما كانت طبيعة فكر الإنسان تتجه نحو المجد الباطل وتميل إليه… وهذه خطية خطيرة يبغضها الله؛ هذا وتقود الحية ـ أصل الشر ـ البشر إلى مثل هذا الفكر، فيظنون أن الله يهبهم الكرامات العليا من أجل حياتهم المجيدة المميزة (أي من أجل استحقاقاتهم الذاتية)؛ لذلك أراد الرب أن يسحبنا من هذه الأهواء (أفكار المجد الباطل). فوضع أمامنا فحوى هذه الدروس التي قُرأت حالاً علينا، معلمًا إيانا بهذا المثل أن قدرة السلطان الملوكي (الإلهي) تتطلب من العبيد أن يخضعوا لها كدين يلتزمون به. أنه يقول بان الرب لا يقدم شكرًا للعبد حتى وإن فعل ما وجب عليه عمله لأنه عبد.
أسألكم أن تلاحظوا هنا أن التلاميذ، نعم وكل الذين يخضعون لقضيب المسيح مخلص جميعنا يُحثون على المثابرة لكنهم لا يمارسون الخدمة كفضلٍ من جانبهم، وإنما كمن يفي دين الطاعة الذي يلتزم به العبيد. بهذا يُنزع مرض المجد الباطل اللعين.

إن كنت تفعل ما هو واجب عليك فلماذا تفتخر؟ ألا ترى أنك إن لم تفِ دينك تكون في خطر، وإن وافيته فلا تستحق شكرًا على ذلك؟ هذه الحقيقة تعلمها حسنًا العبد العجيب بولس وأدركها تمامًا، إذ يقول: “لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة عليّ، فويل لي إن كنت لا أبشر” (1 كو 9: 16). مرة أخرى يقول: “إني مديون” (رو 1: 14) أن أكرز لليونانيين والبرابرة، للحكماء والجهلاء.
فإن صنعت حسنًا، وحفظت الوصايا الإلهية، وأطعت ربك، فلا تسأل كرامة الله كاستحقاق لك، بل بالحري اقترب منه واسأله عطايا جوده…
نعم! وإن كنا عبيدًا، لكنه يدعونا أبناء، ويكللنا بمجد الأبناء! (القديس كيرلس الكبير)

مادمنا على قيد الحياة يلزمنا أن نعمل على الدوام.
اعترف أنك عبد ملتزم بتقديم خدمات كثيرة، ولا تتكاسل لأنك دُعيت ابنًا لله!

استسلم لعمل النعمة دون أن تتجاهل الطبيعة (أنك عبد).
لا تفتخر أن كنت عبدًا صالحًا، فهذا واجب ملتزم أنت به. فالشمس تقوم بعملها، والقمر أيضا يطيع، والملائكة تخدم، والإناء المختار الذي استخدمه الرب للأمم يقول: “ليس مستحقًا أن أُدعى رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله” (1 كو 15: 9). وفي موضع آخر إذ أشار أنه فعل ذلك بجهالة، أضاف: “ولكني لست بذلك مبررًا” (1 كو 4: 4).
إذًا ليتنا لا نسعى لننال مجدًا لأنفسنا؛ فلا نسبق دينونة الله، ولا نتكهن بحكم الديان إنما نترك ذلك لحينه، بكونه الديان الحقيقي. (القديس أمبروسيوس)

يربط القديس أغسطينوس بين طلبة الرسل من السيد المسيح أن يزيد إيمانهم وبين هذا المثل الذي ضربه السيد، إذ يرى فيه العبد الذي ينطلق من الخدمة في الحقل كحارث للأرض أو راعٍ للخراف، لكي يدخل بيت سيده يأكل ويشرب هناك، وكأنه خلال الإيمان المتزايد ينتقل من خدمة هذا العالم إلى حياة التأمل، أو ينطلق من حياة الجهاد والعمل إلى التمتع بالملكوت الأبدي،
إذ يقول :
الذين لا يفهمون هذا الإيمان بالحق يظنون أن الرب لم يستجب لطلبة تلاميذه. فإنه يبدو وجود صعوبة للربط بين طلبتهم (زيادة إيمانهم) وهذا المثل، ما لم نفترض أن الرب يقصد بهذا المثل الانطلاق من إيمان إلى إيمان؛ من الإيمان الذي به نخدم الرب إلى الإيمان الذي به نتمتع بالرب. إيماننا يزداد في البداية عندما نقبل كلمة الكرازة، ثم ننعم بعد ذلك بالحق حاضرًا، إذ ننال التأمل المفرح والسلام الكامل، هذا الذي يوهب لنا في ملكوت الله الأبدي.
ليت العبد الذي في الحقل يحرث أو يرعى، أي يمارس العمل الزمني (بأمانة) ويخدم الناس الأغبياء كقطيع، يعود بعد العمل إلى بيته، أي يتحد مع الكنيسة (يتمتع بحياة التأمل)…

بينما عبيد المسيح يخدمون، أي يكرزون بالإنجيل، يأكل ربنا ويشرب إيمان الأمم واعترافهم به.
يكمل الحديث: “وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت” [8]. وكأن السيد يقول: بعدما أتمتع بعمل كرازتكم، وأتغذى أنا نفسي بطعام توبتكم، عندئذ تأتون أنتم وتتمتعون بالوليمة أبديًا، وليمة الحكمة الخالدة. (القديس أغسطينوس)

وَالمَجْد لِيَسُوعَ الۤمَسِيح… دَائِماً لِيَسُوعَ المَسِيح

📖 كلمات من نور🕯 {واجب الخدمة}

قال الربّ يسوع:أنتم إذا فعلتم كلّ ما أمرتم به فقولوا:” إننا عبيد لا نفع منّا، فقد فعلنا ما كان يجب علينا أن نفعل”.
(لو ١٧ : ١٠)

  • الربّ يأمرنا بأن نملّح كل أعمالنا بالمحبّة، ونتمّمها بروح الخدمة الصادقة.
  • من يتمّم كل مسؤولية تُلقى على عاتقه بهذه الروحيّة يكون تمّم واجبه، ونال الحياة، وأحيا الآخرين.
  • لا أحد يستحق المديح إذا تمّم خدمته بما يليق بالله وبنفسه وبالآخرين. لأنه بذلك يحقّق ذاته، ويتمّم دعوته في هذا الوجود.

كل ما يمكن قوله، لمن يتمّم واجبه بنظافة كفّ واستقامة ضمير ولمن يعطي الحقّ ويأخذ حقّه… مهما كان موقعه وظيفته في هذا العالم، إننا نشكر الله عليك… بدون تبهير وتبخير.

المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها الربّ يسوع المسيح. يا من نزلت من عند الآب إلينا، عملت أعماله، وعلّمت أقواله، وغمرت البشرية، بمحبته ورحمته وعفوه. وبذلك علّمتنا أن نمدح الآب ونمجده ونحمده ونشكره ونعبده ونسجد له بالروح والحقّ، وبكل ذلك ما حسبت مساواتك له غنيمة، بل بذلت ذاتك على الصليب طائعاً كالعبد. الحمد والمجد والشكر لك.

👈 أبناء هذا الدهر يبتغون المديح من جراء أعمالهم. وأبناء الملكوت يبتغون مجد الله في كل شيء… من أي فئة أنا❓

👈 صلاة القلب❤

يا ربّي وإلهي يسوع المسيح، هب لي روحك 🔥 لأفعل بمجانية ومحبة ❤ كل ما تأمرني به.
يا ربّي وإلهي يسوع المسيح حرّرني من أنانيتي لأكون خادمًا وفيًّا وأمينًا لك.
يا ربّي وإلهي يسوع المسيح، اجعلني أقتدي بك، ومعك أمجّد الآب ☝ بأعمالي وأقوالي، وبكل ما تطلبه مني.

👈 نيّة اليوم: نصلّي، لأجل كل العاملين في الكنيسة وكل المسيحيين العاملين في الشأن الزمني، ليبتغوا مجد الثالوث الاقدس في كل ما يتمّمون من أعمال، ويعلنون من أقوال…

أعطنا يا ربنا كهنة قديسين. 🕯🙏