انهيار لبنان بالكامل، بنظر الولايات المتحدة يرميه نهائياً في أحضان حزب الله
(أمين أبوراشد)
الحكومة الأولى التي أنتجتها التسوية الرئاسية، لم يعتبرها فخامة الرئيس ميشال عون أنها حكومة عهد التغيير والإصلاح، بانتظار إجراء الإنتخابات النيابية التي أنتجت حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية، والتي تم التوافق على تسميتها بحكومة “الى العمل”، لكن العمل كان ممنوعاً على ميشال عون، القادم من تحالفٍ متين مع المقاومة، بدليل أن الحريري “استُقِيل” من السعودية في الرابع من تشرين الثاني 2017، وعندما استُعيد من أسرِه في السعودية، أفرز خصوم المقاومة وبدعم من الخارج البعيد والقريب، كل سمومهم على الحكومة الحريرية الثانية للعهد، وصولاً الى القرار الأميركي بتخيير لبنان بين التجويع أو نزع سلاح حزب الله، وانطلق الحراك المطلبي الذي امتطته بعد ثلاثة أيامٍ من بدايته نفس الأحزاب والتيارات التي لا تريد للرئيس عون أن يحكُم.
سقطت حكومة الحريري، لأن الرجل سَمِع من مايك بومبيو عندما استضافه الحريري الى مأدبة عائلية في مزرعته بضواحي واشنطن في آب 2019، أن أداء حكومته غير كافٍ لمواجهة حزب الله، ومع نكهة “الشاورما اللبنانية” تذوَّق الحريري التحذيرات، الى أن بدأت اللعبة الأميركية على المصارف اللبنانية بذريعة تطبيق العقوبات على حزب الله، وكان ما كان من حرب تجويع، عبر الثورة المشبوهة وقُطَّاع الطُرُق الذين تنقل الباصات معظمهم والرأس بعشرة آلاف ليرة، واللبنانيون ومعهم الأجهزة الأمنية يعرفون مَن هُم العُملاء الكبار، الذين يقبضون بالدولار الأميركي والريال السعودي لشراء الصغار بالليرة قطعاناً لزعزعة كرسي بعبدا.
ولأن انهيار لبنان بالكامل، بنظر الولايات المتحدة، سيرميه نهائياً في أحضان حزب الله، والحدود التي أرادها الحريري مع سوريا باشرت أيضاً بالإنهيار لمواجهة التجويع، كانت حكومة الرئيس الدكتور حسان دياب، دون أن نتطرَّق لمخاض ولادتها، لكن أهم ما فيها أنها أقصَت وبشكلٍ نهائي كذبة حكومات الوحدة الوطنية، والحراك أقصى أيضاً وجوهاً كالحة وقلوباً حاقدة ونفايات مذهبية وأحزاباً عميلة، كان تقويض عهد ميشال عون وما زال، غايتها المنشودة وحلمُها الأشبه بالكابوس.
ليست حكومة دياب بحكومة تكنوقراط فقط ، بل هي سياسية بامتياز وفق منهاج مدرسة ميشال عون، الذي يعتبر أن السياسة هي حُسن إدارة شؤون الدولة والنالس بنزاهة وشفافية وأخلاق، وهي الحكومة التي تُشبه ميشال عون وظروفها كما ظروفه، أنها ورِثت مزارعاً ومغاور نهب وطبقة سياسية قبيحة آن الأوان لأن تنقرض من ساحة الوطن، لأنها مزَّقته الى زواريب مُطلِمَة كما تاريخها الداكن.
كل ما سوف تحققه حكومة الرئيس حسان دياب هو مكسب للبنانيين، لأن الشعب الذي أوصلته حكومات التكاذب المذهبي والسياسي والحزبي الى ما دون الحضيض، بدأ يلمس تغييرات مُبهِرة في الأداء الأمني والقضائي، وبصيص أمل كبير جداً في معالجة الوضع الإقتصادي، ومَن يُراهِن على أن حكومة دياب سيكون عمرها قصيراً، نُخالفه الرأي ونأمل، أن يكون عمرها أطول من أعمار كل الحكومات، وأن تواكِب تطلعات الرئيس عون طيلة ولايته، ولن تستقيم أمور الوطن ولن تُبنى دولة، سوى باستبعاد من استخدموا السياسة لإستعبادنا، وما على القضاء سوى القيام بواجبه لمُحاسبة جماعات مغاور السرقة وإقفال مزاريب الحرام، لتكون لنا دولة تشبه تركيبة حكومة الرئيس دياب وتُشبه مدرسة ميشال عون…