تفسير مُعمَّق من الآباء والقديسين لإنجيل عماد المسيح (متى ٣: ١٣-١٧)
“حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ.
فأجاب يسوع وقال له: اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمِّل كل برّ. حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.
وإذ السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتيًا عليه. وصوت من السماوات، قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” [13-17].
تحتفل الكنيسة بعيد عماد المسيح بكونه عيد الظهور الإلهي، حيث أعلن الثالوث القدّوس ذاته فيه. فإن كان عند نهر الأردن جاء كثيرون معترفين بخطاياهم، فإنه بدخول السيّد إلى المياه انكشفت حقيقته أنه أحد الثالوث القدّوس. دخل بين الخطاة لينكشف، فندرك أسراره، لا لمجرّد المعرفة العقليّة، وإنما لنختبر عمله الفائق فينا.
يتحدّث القدّيس أغسطينوس عن ظهور الثالوث القدّوس في العماد، قائلاً: [بجوار نهر الأردن ننظر ونتأمّل كما في منظر إلهي موضوع أمامنا. لقد أعلن لنا إلهنا نفسه بكونه الثالوث. جاء يسوع اعتمد بواسطة يوحنا، الرب بواسطة العبد، مثالاً للتواضع. أظهر لنا في تواضع أن المحبّة قد كملت. وعندما قال له يوحنا: “أنا محتاج أن اعتمد منك، وأنت تأتي إليّ. أجاب: اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برّ” [14-15]. عندما انفتحت السماوات ونزل الروح القدس في شكل حمامة، تبعه صوت من السماء، قائلاً: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” [17].
إذن هنا أمامنا الثالوث متمايزًا، الواحد عن الآخر: الآب في الصوت، الابن في الإنسان، والروح القدس في شكل حمامة. إنهم الله الواحد، ومع ذلك فإن الابن غير الآب، والآب غير الابن، والروح القدس ليس بالآب ولا بالابن. نحن نعلم أن هذا الثالوث الذي لا يُنطق به، يسكن في ذاته، يجدّد الكل، يخلق، يدعو، يدين ويخلّص، هذا الثالوث هو كما نعلم لا يُنطق به وغير منفصل.
نستطيع أن ندرك مدى اهتمام الكنيسة بالمعموديّة، ومن كلمات القدّيس جيروم: [لم يكرز المخلّص نفسه بملكوت السماوات إلاّ بعد تقديسه الأردن بتغطيسه في العماد.]
وَالمَجْد لِيَسُوعَ الۤمَسِيح… دَائِماً لِيَسُوعَ المَسِيح
📖 كلمات من نور 🕯
{تواضع يسوع}
“حينئذٍ جاء يسوع من الجليل إلى الأردنّ، إلى يوحنّا ليعتمد على يده”. (مت ٣ : ١٣).
- أيّها المسيح، اخليت ذاتك إلى أقصى درجات الإخلاء، صرت إنسانًا، من أسرة داود، لم تسكن بيت لحم المدينة المشهورة.
- سكنت الجليل، حيث لقبوك بالجليلي، وفي الناصرة حتى دعيت بالناصري. حيث الإيمان لم يعد صافيًا، وحيث اختلطت عبادة الله وعبادة الاوثان.
- أنت النّور الآتي إلى العالم، قصدت السِّراج يوحنّا، ليعمّدك بالماء كباقي الناس. وأنت الذي ستعمّد البشر بالروح القدس والنّار. 🔥
المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها الربّ يسوع المسيح. المجد لتنازلك، المجد لتواضعك، المجد لمحبتك، المجد لقداستك، الحمد والمجد والشكر لك ولأبيك ☝ وروحك الحيّ القدوس 🔥 إلى أبد الدهور.🙏
👈هل أنا مستعد لتجديد مواعيد معموديتي، واللإلتزام بمتطلبات عيش الإنسان الجديد❓❓❓
صلاة القلب 💜
يا ربّ يسوع، اجعل تواضعي مثل تواضعك.
يا ربّ يسوع، اجعل إيماني مثل إيمانك.
يا ربّ يسوع، اجعل حياتي مثل حياتك.
👈نيّة اليوم: نصلّي، من أجل كل إنسان ليقبل نعمة الله حيث هو، ويشكره ويشهد لمحبته، انطلاقاً من البيئة التي خلقه الربّ بها.
انرنا يا يسوع بنور دنحك. 🙏