تحيةً للسيف الحُسيني الذي حمله لحماية الشرق من شياطين عاثت قتلاً.. (أمين أبوراشد)
أقف وسط رٌكام الكنائس المُدَمَّرة في مصر والعراق وسوريا، ومِن دموع المسيحيين المشرقيين وسائر الأقليات الدينية أستلهم المُعاناة، وأرفع صليباً تهاوى عن قبب الكنائس المُنتهَكَة، راية سلامٍ ومحبة، تحيةً للسيف الحُسيني الذي حمله قاسم السليماني لحماية حقوق الإنسان، في شرق الشياطين الذي عاث فيه أحفاد يزيد، قتلاً وسحلاً وسبياً وتدميراً وتهجيراً وتنكيلاً، في أفظع مسلسل من جرائم التكفير لكل آخر في هذا الزمن الرديء…
من معلولا التي استشهد المُقاومون الحُسينيون تحت قِبَب كنائسها، ليرفعوا أجراسها إيماناً منهم برسالة العدل والحق التي توارثوها عن الحُسين عليه السلام، بمواجهة الظلم اليزيدي المُجرِم، من هناك، أقف تحت تمثال السيدة العذراء الذي رفعته من جديد على إحدى تلال بلدة السيد المسيح، أيادٍ مُسلِمَة مؤمنة بمريم وعيسى بن مريم، وأتلو صدق صلواتي عن أرواح شهداء الحق، وأخاطب بضميرٍ حيّ ووجدان واعٍ، روح قاسم السليماني وأرواح الشهداء المسلمين، الذين سقطوا فداءً عن مسيحيين اختاروا البقاء على أرض السيد المسيح ودروب بولس الرسول، ليشهدوا على رسالتهم الحضارية المشرقية التي تُعانق الحضارات المؤمنة بقدسية الإنسان كائناً مَن كان..
وإني في زمن ميلاد السيد المسيح، ومغارة طفل السلام، أرى المجوس الذين أتوا إليه بالمسك والعنبر، وأستذكِر التكفيريين الذين ينعتون الفُرس والإيرانيين بالمجوس، وأقول لقاسم السليماني: إستقبل أجدادكم في غابر الزمان السيد المسيح بالمسكِ والعنبر، وعندما حملتم أنتم الراية الحسينية، نزفتم دماء الشهادة من أجل كل آخٍ لكم في الإنسانية، وطبَّقتم قول الإمام علي عليه السلام: “مَن لم يكُن أخاً لك في الدين فهو أخٌ لك في الخلق”.
إننا في حضرة شهيد القِيَم الإنسانية الجامعة لكل الأديان، وبعد سنوات عذابِ مع شياطين غَزَت هذا الشرق، قادمة من مدارس تكفيرية ملعونة، لا بٌدَّ لنا من الإنحناء عرفاناً وإجلالاً لروح قاسم السليماني ومن خلاله لأرواح كل الشهداء الذين سقطوا في ميادين الحق والكرامة الإنسانية ونقول للواء الشهيد:
إننا إذ بلغنا عصر الطائرة المُسيَّرة التي يستخدمها اليزيديون المُجرمون المُعاصرون بديلاً عن السيوف، فإن لا شيء تغيَّر سوى أدوات الإجرام، والحقد المُتوارَث من يزيد الى إبن تيمية الى محمد بن عبد الوهاب الى حسن البنا وسيد قُطب، وصولاً الى كل مدارس التكفير التي أنشأتها الوهَّابية التكفيرية وخرَّجت شياطين القاعدة والدواعش، وصولاً الى يزيديي الغرب وأميركا، فنحن رغم الألم سنعيش الأمل، أن جلجلتنا في هذا الشرق سنمشيها لمجدِ السيد المسيح، وأن أيادٍ مباركة لأخوةٍ لنا في الله، لن تتتوانى عن إعانتنا في حملِ صليبنا، سواء كنا مسيحيين أو أقليات مظلومة أخرى، وسلامٌ لروح كل مَن سقط شهيداً على دروب وجلاجل الحق، وهو عند ربِّه وفي ضمائرنا شهيد الإنسانية والقِيَم السامية الجامعة لكل الأديان…