أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


نبؤة القديس باييسيوس الآثوسي عن نهاية الأزمنة: المسيحيون اليوم ليسوا بمُحاربين.. إذا الكنيسة صامتة لتجنّب الصدام مع الحكومة من سيتكلّم؟

صمتٌ مخيفٌ.. تراكمَ النفاياتِ واللامبالاةِ.. نحتاجُ لريحٍ قويَّةٍ عاصفة..
يُزعجُني مزاجُ الطمأنينةِ السائدُ.. يَسحبُون حجرًا تلوَ الآخرِ بهدوء..
(ملعونٌ من يعملُ عملَ الربِّ بتهاون) الكثيرُ من الماركسيِّين، والماسونيِّين، وعُبَّادِ الشيطان، والممسوسين، والضَّالِّين.. أتذوَّقُ مرارةَ ألمِ الإنسانِ في فمي.
الإلحاد والتجديف على التلفاز، والكنيسة صامتةٌ لا تحرُم المجدّفين.

((هناكَ حربٌ جاريةٌ اليوم، حربٌ مقدَّسة))


يُزعجُني مزاجُ الطمأنينةِ السائدُ. أمرٌ ما يتحضَّر. حتَّى الآنَ لم نفهمْ بوضوح ما الَّذي يَجري، ولا الواقعَ أنَّنا سوف نموت. لا أعلم ماذا سينتجُ عن ذلك. الوضعُ معقَّدٌ جدًّا. مصيرُ العالمِ يعتمدُ فقط على أشخاصٍ معدودين. ولكنَّ اللهَ ما زالَ يكبحُ الفرامل. علينا أنْ نُصلِّي كثيرًا، وبألمٍ في القلب، حتَّى يتدَخَّلَ الله. من الصعبِ جدًّا أنْ نفهمَ الأزمنةَ التي نَعيشُها. قد تراكمَ الكثيرُ من الرمادِ والنفاياتِ واللامبالاةِ، ونحتاجُ لريحٍ قويَّةٍ عاصفة تقذفُها بعيدًا.

أمرٌ مرعبٌ! برجُ بابلَ بيننا! نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى تدخُّلٍ إلهيٍّ: تَحدثُ إرتفاعاتٌ وجيشانٌ في قشرةِ الأرض. ما هذا الهَرْجُ والمَرْجُ! عقولُ الأممِ كافَّةً مُشوَّشة. ولكن بالرغم من القلقِ، أشعرُ بالتعزيةِ والثقةِ في داخلي. ما زالَ اللهُ يسكنُ في بعضِ المسيحيِّين. شعبُ الله، شعبُ الصلاة، ما زالَ صامدًا، والله بصلاحِهِ الفائق، ما زالَ يحتملُنا وسوفَ يجعلُ كلَّ شيءٍ في نِصابِه. لا تخافوا! لقد اجتَزْنا عدَّةَ عواصف، ولم نَهلكْ بعد. إذًا، هل علينا أن نخافَ من العاصفةِ المحتشِدة ؟ لن نهلك هذه المرَّةَ أيضًا.

الله يحبُّنا. تُوجدُ في الإنسان قوَّةٌ مَخفيَّةٌ تَظهرُ عندَ الحاجة. السنونُ الصعبةُ سوفَ تكونُ قليلة. فقط كثيرٌ من الرَّعد.

لا تستاؤوا، فالله فوقَ كلِّ شيء. هو يحكمُ كلَّ واحدٍ وسيجلبُ الجميعَ إلى مِنبرِ القضاءِ ليعطوا جَوابًا عمَّا فعلوا، والذي بموجبهِ سوفَ يحصلُ كلُّ واحدٍ على ما يستحقُّهُ من الله بعدلٍ. فالذين بطريقةٍ ما ساعدوا في عملِ الصلاحِ سيكافَئون . أمَّا الذين عملوا الشرَّ فسوفَ يُعاقَبون.

في النهايةِ، سيَضعُ اللهُ كلَّ واحدٍ في مكانِه، ولكنْ، كلُّ واحدٍ سيعطي جوابًا عمَّا فعلَهُ في هذه السنينِ الصعبةِ، إنْ كانَ بالصلاةِ أو بالعَمل.

يحاولونَ اليوم تدميرَ الإيمان، ومن أجلِ إسقاطِ صَرْحِ الإيمانِ يَسحبُون حجرًا تلوَ الآخرِ بهدوء . لكنَّنا كلُّنا مسؤولونَ عن الدمار، وليس فقط أولئك الذين يدمِّرون، بل نحن أيضًا مَن نَرَى كيف أنَّ الإيمانَ يُضَعَّفُ ولا نُبدي أيَّ مجهودٍ لتقويَتِه. كنتيجةٍ لذلك يتجرَّأُ المضِلُّونَ على خلقِ صعوباتٍ أكبرَ لنا، ويزدادُ غيظُهم على الكنيسةِ والحياةِ الرَّهبانيَّة.
الوضعُ الحاليُّ يقاومُ رُوحيًّا فقط ، وليسَ بوسائلَ دنيويَّة. فالعاصفةُ ستحتدمُ قليلاً، وسترمي الحطامَ وكلَّ شيءٍ غيرِ ضروريٍّ على الشاطىء، وبعد ذلك ستصبحُ الحالةُ أوضح. سيُكافَىء البعض، بينما آخرون سيَدفعونَ دُيونَهم.

يجاهدُ كثيرونَ اليوم ليفسِدوا كلَّ شيء: العائلة، الشباب، الكنيسة. في أيَّامِنا هذه، إنَّها لشهادةٌ حقيقيَّةٌ أنْ نتكلَّمَ جَهارًا من دونِ تردُّدٍ من أجلِ شعبِنا، لأنَّ الدولةَ تشنُّ حربًا ضدَّ الناموسِ الإلهيّ. فقوانينُها موجَّهةٌ ضدَّ ناموسِ الله.
لكنَّنا نحنُ مسؤولونَ ألاَّ ندعَ أعداءَ الكنيسةِ يُفسِدونَ كلَّ شيء. بالرغم من ذلك، سمعتُ حتَّى كهنةً عدمِ المكافحة : ” لا تتورَّط في ذلك. إنَّه ليسَ عملُنا” إذا كانَ هؤلاء قد بَلغوا هذه الحالةِ بسببِ الصلاة، فسأُقَبِّلُ أرجلَهم . ولكن! من يقولون لا ، إنَّهم غيرُ مُبالين لأنَّهم يريدونَ أنْ يُرضُوا الكلَّ ويعيشوا في راحةٍ.

اللاَّمبالاةُ غيرُ مقبولة عندَ الإكليروس، وعلى الأكثرِ حتَّى للعلمانيِّين. الرجلُ الروحيُّ النَّزيهُ لا يعملُ أيَّ شيءٍ بلامبالاة.

هناكَ حربٌ جاريةٌ اليوم، حربٌ مقدَّسة ، يقولُ إرميا النبيُّ : إرميا١٠- ٤٨ ( ملعونٌ من يعملُ عملَ الربِّ بتهاون ) عليَّ أن أكونَ في الخطوطِ الأماميَّة. هناك الكثيرُ من الماركسيِّين، والماسونيِّين، وعُبَّادِ الشيطان، وفئاتٌ أخرى متنوِّعة! كثيرٌ من الممسوسين، وغيرِ النظاميِّين والضَّالِّين! أرى ماذا ينتظرُنا، إنَّهُ مؤلمٌ لي. أتذوَّقُ مرارةَ ألمِ الإنسانِ في فمي.

تسود روح الفتور! لا يوجد رجولة إطلاقًا! لقد أُفسِدنا! كيف لا يزال الله يحتملنا؟ جيلُ اليوم هو جيل اللامبالاة. لا يوجد محاربون روحيّون. فالأغلبيّة تصلح فقط للإستعراض.

يُسمَح أن يظهر الإلحاد والتجديف على التلفاز، والكنيسة صامتةٌ لا تحرُم المجدّفين. عليها أن تحرمهم. ماذا تنتظر؟ دعنا لا ننتظر أحدًا غيرنا أن يسحب الثعبان من حِجره، حتّى نتمكّن من العيش بسلام.

إنّهم صامتون بسبب لامبالاتهم. الأمر السيّء أنّه حتّى أولئك الذين يملكون شيئًا ما في داخلهم بدأوا يفترون قائلين: ” هل أستطيع حقًا أن أعمَل شيئًا لتغيير الوضع؟” يجب أن نشهد لإيماننا بجرأة، لأنّنا إن استمرّينا بالصمت علينا أن نؤدّي جوابًا في النهاية (الدّينونة). في هذه الأيّام الصعبة، على كلٍّ منّا أن يقوم بما يستطيع، ويترك ما هو خارج طاقتة لمشيئة الله. بهذه الطريقة يتنقّى ضميرنا.

إذا لم نقاوم، سوف ينهضُ أجدادنا من قبورهم. فقد عانوا الكثير من أجل وطنهم. ونحن؟ ماذا نفعل في سبيله؟
إذا لم يشهد المسيحيّيون لإيمانهم ولم يقاوموا الشرّ، فمُدَمِّروا الإيمان سيزدادون وقاحة.

لكنّ المسيحيّين اليوم ليسوا بمُحاربين! إذا بقيت الكنيسة صامتة، لاجتناب التصادم مع الحكومة، وإذا صمت المطارنة، وتمسّك الرهبان بسلامهم، فمن سيتكلّم؟