عَ مدار الساعة


العذراء عن إستقبال السنة الجديدة: أنتظر جوابًا من أبنائي الصغار لأدافع عنكم، ولأحميكم من الفساد الكبير.. لتصلوا إلى الأزمنة الجديدة التي هيّأتُها لكم..


قلب مريم المتألم الطاهر – “إنّي أدعوكم لقضاء هذه الساعات الأخيرة من هذه السنة، بالتأمّل معي، وفي الصلاة والصمت، وبروح الشفاعة والتعويض”.

“صلّوا وعوّضوا.
– صلّوا لكي تحصلوا من الرب – من خلال الوساطة الوالديّة لقلبي البريء من الدنس- على النِّعم التي تحتاجونها، في هذه الأيّام المقرَّرة للتنقية والمحنة الكبرى.
– صلّوا في اتّحادٍ إيمان حميمٍ مع أمّكم السماويّة، التي تُتمّم عملها الوالديّ بالشفاعة لأولادها كلّها.

إنّي أطلب منكم صلاة دائمة، متواضعة، مثابرة وواثقة.
لذلك إنّي أجدّد أيضًا طلبي بنشر ندوات الصلاة والأخوّة في كلّ مكان. لتنتشر الندوات بين الكهنة الذين هم أبنائي الأحبّاء، وبين المؤمنين.
إنّي أنتظر جوابًا سخيًّا من أبنائي الصغار لكي أستطيع الدفاع عنهم، ولأحميهم من الفساد الكبير الذي انتشرت عدواه في العالم كلّه.
إنّي أطلب إلى الشباب التجمّع في هذه الندوات ليَصلوا إلى الأزمنة الجديدة التي هيّأتها لهم. لتجتمع العائلات المسيحيّة في هذه الندوات، لكي أساعدهم لعيش شركة حبّ تامّة، منفتحين دائمًا على هبة الحياة، التي يتوجّب التّوق إليها، وحمايتها والمدافَعة عنها.

1- صلّوا لتنالوا الهبة الكبرى للعنصرة الثانية، التي تبتهلون من أجلها وتنتظرونها.

الروح القدس هو الذي سيعطي للعالم الشهادة الكاملة والتامّة عن يسوع. يجب استقبال يسوع المسيح ومحبّته، وعبادته، واتّباعه، من قِبَل البشريّة كلّها، كفاديها ومخلّصها الوحيد.
الروح القدس سيفتح العقول والقلوب ليتقبّل الجميع نور الحقيقة. وهكذا، لن يكون هنالك سوى قطيع واحد لراعٍ واحد.

2- عوِّضوا عن خطايا هذه البشريّة المسكينة الموجودة الآن كليًّا تحت نير خصمي. أنظروا كم رَفَضت الله !
لقد بَنَت حضارةً وثنيّةً مبنِيَّةً على السعي الجامح وراء الملذّات وعن الراحة الماديّة. شريعة الله قد عُكِست، وتمّ تشريع أخطر الشرور الخلقيّة.
الكبرياء قد ضلّل العقول: الدّنس أفسد القلوب؛ وعتَّمت ظلمات الخطيئة والشرّ النفوس. لقد بلغت الآن هذه البشريّة المسكينة قَعرَ بُؤسِها. لم يعد بإمكانها النهوض ما لم ترفعها رحمة كبرى. صلّوا لكي تحلّ أعجوبة الرحمة الإلهيّة على العالم.

3- عوِّضوا عن خيانات كثيرين من أبناء الكنيسة.
إنّ قلّة الإيمان تتوسّع بين الرعاة أنفسهم، وقد ضَرَب هواء الجحود العاتي القطيع.
الأخطاء تنُنشَر وتُعلَّم وتُتَّبع؛ والشيَع تتضاعف في كلّ مكان. من سيبقى بعد ثابتًا في الإيمان بيسوع وبكنيسته ؟

4- عوّضوا عن أولادي المساكين الخطأة.
إنّي أطلب منكم أنتم، ما سبق وطلبته من الأولاد الثلاثة الذين تراءيتُ لهم في فاطيما: “هل تريدون تقديم حياتكم بروح صلاة وتعويض، لأجل خلاص الخطأة، وخاصّة الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الرحمة الإلهيّة؟”
إذًا ستشكّلون معي شبكة كبيرة من الحبّ والخلاص، تمتدّ على العالم بأسره.
هذه هي سفينة العهد الجديد، الملجأ الأكيد والمنتظر، الذي يجب أن يدخل إليه البعيدون، والمُلحِدون، والخطأة، والمساكين والمرضى، واليائسون، لكي يستطيعوا جميعًا أن ينعموا بالنور والسلام والفرح، الذي يستطيع قلب أمّكم السماويّة البريء من الدنس وحده أن يقدّمه لكم.

لذلك، إنّي أطلب منكم أن تسهروا الساعات الأخيرة من هذه السنة، بعيدًا عن التسليات والوقت الفارغ، معي أنا، في الصلاة والاختلاء بالذات.
– صلّوا وعوّضوا يا أبنائي الأحبّاء.
إنّ أمّكم السماويّة تُنزل عليكم أشعّةً مُنيرةً من الطهارة والقداسة. إنّي أحضّركم لتقبُّل الأيّام الجديدة التي تنتظركم، كهبة نعمةٍ ورحمة، لأنّه بواسطتكم، يريد قلبي البريء من الدنس أن يُحرز انتصاره المُعلَن عنه”.

(رسالة 31 كانون الأول 1996، الكتاب الأزرق، للأب ستيفانو غوبي مؤسس الحركة الكهنوتية المريميّة، بإمضاء وموافقة الكنيسة الكاثوليكيّة)


فعل تكريس الذات لقلب مريم الطاهر

يا عذراء فاطيما، يا أمّ الرحمة وملكة السماء والأرض، يا ملاذ الخطأة، إنّنا نُكرّسُ ذواتنا بطريقةٍ خاصّةٍ لقلبكِ الطاهر. وبِفعل التكريس هذا نصبو لنحيا معكِ وبكِ، كلّ الإرتباطات التي قبِلْنا بها ساعة تكرّسنا بالعماد. ونسعى كذلك لتتحقّق فينا التوبة الداخليّة التي دعا إليها الإنجيل والتي تحرّرنا من كلّ ارتباطٍ بذواتنا وبِمُسَايَرة العالم في حياته السّهلة، لنَكون كما كُنتِ؛ مُستعدّين دائمًا للعمل بمشيئة الله.
وهكذا، فإننّا نودّ أن نَهبكِ حياتنا ورِسالتنا المسيحيّة، أنتِ أمّ الرحمة والشفقة، لتَجعلي مِنها وسيلةً صالحةً لإنجاح عملكِ الخلاصيّ في هذه الساعة الحاسمة التي تشلّ العالم. كما نُريد أن نَحيا حياتنا وَفقَ مشيئتكِ خصوصًا فيما يتعلّق بتجديد روح الصلاة والتوبة والمشاركة الحارّة في القداس الإلهي، وفي الرسالة وفي تلاوة الورديّة يوميًا، وبالتمسّك بنمط حياةٍ مسيحيّةٍ حازمة تكون قدوةً صالحةً للعالم بأسره، باتّباعنا وصايا الله وبمُمارسة الفضائل المسيحيّة، خصوصًا فضيلة الطاهرة !
ونعدُكِ أيضًا، بأنّ نتّحد مع البابا والسلطة الحقيقيّة والكهنة، لنشكّل حاجزًا في وجه تيّارات الرفض الموجّهة ضدّ سفير المسيح والتي تُهدّد كيان الكنيسة بأسرِه. ونسألكِ ضارعين أن تشملي البابا “ممثّل ابنكِ على الأرض”، المتألَم على كنيسته، بعنايةٍ خاصّة !
أخيرًا، نعِدُكِ بأن نحمل النفوس وبقدرِ ما نستطيع الى تعبّدٍ جديدٍ لكِ (تكرّس، عبيد بمعنى خدّام عند مريم لا أن نعبدها). وعلى الرغم مِن عِلمنا اليَقين، بأنّ الإلحاد قد بدّد إيمان الكثيرين، وبأنّ الدنس قد دخل الى هيكل الرّب وبأنّ الشرّ والخطيئة يتفاقمان كلّ يوم، فإنّنا نرفعُ عيوننا نحوكِ وملء قلوبنا الثقة بكِ أنتِ أمّ يسوع وأمّنا الحنونة والمُقتدرة، فمنكِ وحدكِ ننتظرُ الخلاص لجميع أبنائكِ يا أمّ الرحمة والشفقة، أيّتها العذراء الصالحة، آمين

فإننّا يا مريم ننتظرُ بكلّ شوقٍ ذلك اليوم الذي ينتصر فيه قلبكِ البريء من الدنس في الكنيسة والعالم على الشيطان ومملكته الى الأبد !