عَ مدار الساعة


🕯 {أبوّة يوسف} والإقامة فِي الناصرة.. 🕯


فَلْنُصْغِ..
تفسير مُعمَّق من القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري 🕯

+ ﴿ إِنْجِيل الۤقِدِّيس متى الۤبَشِير ﴾ ٢: ( ١٩ – ٢٣ )

١٩ فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا بِمَلَاكِ ٱلرَّبِّ تَرَآءَى لِيُوسُفَ فِي ٱلْحُلْمِ بِمِصْرَ
٢٠ قَائِلًا:”قُمْ فَخُذِ ٱلصَّبِيَّ وَأُمَّهُ، وَٱذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، فَقَدْ مَاتَ طَالِبُو نَفْسِ ٱلصَّبِيِّ”.
٢١ فَقَامَ وَأَخَذَ ٱلصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَآءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.
٢٢ وَلَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْكِيلَاوُسَ قَدْ مَلَكَ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ مَكَانَ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَأُوحِيَ إِلَيْهِ فِي ٱلْحُلْمِ، فَذَهَبَ إِلَى نَوَاحِي ٱلْجَلِيلِ
٢٣ وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ تُدْعَى نَاصِرَةَ لِيَتِّمَ ٱلْمَقُولُ بِٱلْأَنْبِيَآءِ “إِنَّهُ يُدْعَى نَاصِرِيّاً”.

تعليق على الإنجيل المُقَدَّس من القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 – 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
( تأمّلات في ثمانيّة عيد الظهور الإلهي )

«فقد ماتَ مَن كانَ يُريدُ إِهلاكَ الطِّفْل»
“وكان بَعدَ انصِرافِهِم أَنْ تَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِيوسُفَ في الحُلمِ وقالَ له: قُم فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واهرُبْ إِلى مِصْر وأَقِمْ هُناكَ حَتَّى أُعْلِمَك، لأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عنِ الطِّفلِ لِيُهلِكَه” (مت 2: 13).
ها هو الرّب يسوع، المولود حديثًا، مُعَرَّضٌ للملاحقة إذًا… أطاع يوسف صوت الملاك بدون تأخير: أعلم خطّيبته القدّيسة بالأمر وحمل ما يمكنه من أدوات يستطيع بها مُمارسة مهنته في مصر لكي يستطيع إعالة عائلته. بدورها، جمعت مريم في حزمة صغيرة اللفافات اللازمة لطفلها الإلهي؛ ومن ثمّ اقتربت من مهده حيث كان يستريح، وجثت على ركبتيها مقبّلة قدميّ ابنها الحبيب، ووسط دموع حنانها، قالت له: “يا ابني إلهي، لقد أتيت إلى العالم لتخلّص البشر: وها إنّ البشر يطلبون نفسك منذ لحظة ولادتك”.
ثمّ أخذته بين ذراعيها، وفيما استمرّا بالبكاء، أقفل الزوجان القدّيسان الباب وانطلقا ليلاً… يا حبيبي يسوع، يا ملك السّماء، ها إنّي أراك الآن تهيم فارًّا في جسد ولد. عمّن تبحث؟ قل لي. إنّي شديد الانفعال من رؤية فقرك وتواضعك؛ لكن ما يحزنني أكثر، فهو نكران الجميل الفظيع الذي أراك تُقابَل به من قِبل مَن أتيت لخلاصهم. أنت تبكي، وأنا أيضًا أبكي كوني واحدًا من أولئك الذين احتقروك واضطّهدوك؛ لكن اعلم، يا ربّ، أنّي أفضّل الآن نعمتك على كلّ ممالك العالم. اغفر لي جميع الإهانات التي وجّهتُها لك؛ في رحلة حياتي هذه نحو الأبديّة، اسمح لي بأن أحملك في قلبي، مثلما حملتك مريم بين ذراعيها خلال الهروب بك إلى مصر.
يا مُخلّصي الحبيب، لقد أبعدتُك مِرارًا من نفسي، غير أنّني واثق الآن بأنّك قد استعدت ملكيّتها. أرجوك ربّي: اجعلها مرتبطة بك ارتباطًا وثيقًا بواسطة سلاسل حبّك اللامتناهي.

♱ الۤمَجْدُ للآبِ وَالِإبنِ وَالرُّوحِ القُدُس كَمَا كَان فِي البَدْءِ وَالۤآن وَعَلى الۤدَّوام وَإلى دَهْرِ الۤدَّاهِرِين آمين

ملاحظة: (ان المرجع الذي نأخذ منه نصوص الانجيل المُقَدَّس هو النسخة المعتمدة في الكنيسة الكاثوليكية جمعاء وهي المعصومة من الخطأ والمدقق في تعابيرها كلمة كلمة: الكتاب المقدس الفولغاتا BIBLIA SACRA VULGATA).
“يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك” (يوحنا 6: 68)

📖 كلمات من نور 🕯

تراءى ملاك الرّبّ في الحلم ليوسف وهو في مصر. وقال له: “قم خذ الصّبي وأمّه، واذهب إلى أرض إسرائيل… فقام يوسف، وأخذ الصّبيّ وأمّه، وجاء إلى أرض إسرائيل”. (مت ٢: ٢٠- ٢١).

💖 يوسف المؤمن: حياته نَعَم مفتوحة بلا حدود، لخدمة سرّ الله الحاضر بشخص يسوع المسيح، وأمّه مريم… يلبّي نداء الله بالهدوء والصمت، لأن كل عناية الآب ساكنة فيه وفاعلة.
💖 يوسف المطيع: الطاعة، هي القبول الحرّ لمشيئة الله☝وهي أسمى فضيلة يتحلّى فيها الإنسان المؤمن… الطاعة أثمن من الذبيحة…
💖 يوسف الأمين: الأمانة ثروة المؤمن، يتحلّى بها مَن طفحَ قلبه حبًّا بإلهه، وأدرك قيمة النعمة التي ائتمنه عليها.

المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها الربّ يسوع المسيح… المجد لك، أيّها السّاهر على خليقته، والمعتني عناية خاصّة بكل مخلوق، وضامن مصيره… المجد لك، لأنّك بتنازلك وحلولك بيننا، صرت بحاجة، إلى من يعيلك، ويحرسك، ويؤمِّن لك الحماية والعناية… إني مع مريم ويوسف وجميع القديسين، أقف أمامك متعجّبًا، مندهشاً، منذهلاً، وأقول: الحمد والمجد والتسبيح والشكر لك☝.

👈 ما وهبني الربّ من نِعَم، ليس أقل قيمة من ما وهب يوسف. بأي ايمان أتواصل مع الله، بأي طواعية ألبّي نداءاته، وكيف أعيش الأمانة لنعمته❓

👈 صلاة القلب 💜

يا ربّ يسوع، اجعل إيماني، وطاعتي، وأمانتي، مثل أمانة وطاعة إيمان يوسف.

يا ربّ يسوع، هبني روحك القدّوس🔥ليزيد بكَ إيماني، ويثبّت لك أمانتي.

يا ربّ يسوع، املأني من حبّك، لأثبت في خدمتك.

👈 نيّة اليوم: نصلّي، من أجل العائلات، خصوصًا الأباء، لكي يكتشفوا سرّ الله في أسرتهم، وليكونوا أمينين بحضورهم الشخصي لكل فرد منها، كما الربّ حاضر و أمين لهم.

لنشكر الربّ على كل ما أنعم علينا، بكل لحظات السّنة الماضية. ونستغفره، عن كل إهمال لمحبته التي يفيضها في قلوبنا. 🙏