أتيت في ثوبِ لاجئٍ إلى بلدٍ غريب هارب أمام سلطة البشر الدنيئة..
“لم أشأ أن أُولَد في قصرٍ، لم أطلُبِ البذخ في حياتي، ولا بلاط كبراء، ولا وزراء، ولا عربات فاخرة ولا جياد، ولا منابر شهيرة، ولا قصوراً، ولا أموالاً.
أتيتُ وديعاً ومُتواضعاً في مظهرِ طفلٍ صغير فقير لم يكن يملك حتى غرفة حقيرة ملاذاً، بل مغارة، ملجأ الحيوانات، لأيامه الأولى في هذا العالم.
أتيت في ثوبِ لاجئٍ إلى بلدٍ غريب هارب أمام سلطة البشر الدنيئة؛ عرفت الجوع وإذلال الإنتماء إلى من لا سقف لهم، الذين عليهم أن ينتزعوا قوتهم لقماتٍ صغيرة بألفِ عملٍ وضيع.
أتيتُ إبن عاملٍ، وفقير فضلاً عن ذلك: عاملِ قريةٍ يطلب منه الفلاحون، سائقو العربات، مُدبِّرات المنازل، عصياً لأدواتهم الزراعية… تصليحات لصناديق وطبليّات…
👈 كنت عظيماً لأنني شئت أن أكون حقيراً… 👈
تذكّروا ذلك، أنتم الذين تريدون وأنتم حقيرون، أن تكونوا عظماء، بأيِّ ثمنٍ، حتى مُحرَّم.
ولن يكون لملكوتي انقضاء، ولاحدود، لأنني فزت به لقاء انسحاقي الكامل…”
(يسوع لماريا فالتورتا _ الدفتر الثاني_ ٧ كانون الأول)