أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ميشال عون: الثائر الأول… (كريستوف أبي خليل)

يا ثوار، ميشال عون الأقرب لكم. ميشال عون سبقكم

عام ١٩٩٠، علا صوت العماد ميشال عون رافضاً إتفاق الطائف، الذي كان ينصّ على تشريع الإحتلال، تكريس الطائفية وسلب الحقوق.. حينها حلّ العماد عون المجلس النيابي وأعطى القرار للشعب. رفْضَه للطائف كلفّه النفي، فإجتمعت الدول وعملاء الداخل ونفوه.

من المنفى، كان ميشال عون أول من أسقط “التابوو” عن لفظ عبارة “مكافحة فساد” في لبنان الطائف، ودشّن عهد إستخدام المُصطَلَح إعلامياً في مقابلة ١٩٩٧ الشهيرة. ثمّ ميشال عون أيضاً وأيضاً في مقابلة تلڤزيونية من فرنسا في ٢ أيار ٢٠٠٥ بعد خروج الإحتلال السوري وقُبيل عودته إلى لبنان (يومها استاء نازك رفيق الحريري من التصريح وأطلق وليد جنبلاط عبارة “التسونامي”).

٧ أيار ٢٠٠٥، عاد عون من المنفى وخاطب شعب لبنان العظيم بخطاب هزّ فيه عروش الفساد، وذلك بعد سعيٍ لإصدار القرار ١٥٥٩ بعد زياراته المتتالية لأميركا.
في أواخر أيار ٢٠٠٥، إجتمعوا الأفرقاء كلّهم وتحالفوا لإنهاء حالة “ميشال عون”، فإنخلطت ٨ ب١٤، وتحضروا للإنتخابات، فجائهم عون بفوزٍ كاسحٍ وبتكتل يضمّ ٢٢ نائب.

بعدها، رؤية وإستراتيجيا عون، لعبت الدور الأكبر في التحالفات، محافظةً على مصلحة لبنان والوحدة الوطنية، متفاديةً حروب ومشاكل كثر.

ميشال عون أيضاً، تجرّأ وفتح الملفات ودرس السياسة الحريرية وإنتقدها، بعد أن صفقّت لها جميع الأحزاب وهادنت لأجلها وإمتنعت عن المُساءلة. جائهم عون مرّة أخرى بكتاب الإبراء المستحيل، بملفات متعلقة بالإتصالات، وبالأملاك البحرية، وبالمطار. رفض التمديد، والتسويات المالية. طالب بموازنة وبقطع حساب. طالب بإسترداد المال المنهوب، وبإنشاء محكمة متعلقة بجرائم المال العام. كما قد قدّم التيار الوطني الحر ٢٤٦ إخبار للنيابة العامة من خلال نوابه ومحاميه.

٤ أيلول ٢٠١٥، دعا ميشال عون اللبنانيين إلى النزول إلى ساحة الشهداء لمؤازرة وزراء التيار ونوابه في المطالب الآتية: قانون ذات نظام نسبي يعتمد في الانتخابات النيابية، إجراء انتخابات نيابية، رفض التمديد للمجلس النيابي، إنتخاب رئيس جمهورية من الشعب مباشرة.

٣١ تشرين الأول ٢٠١٦، عون رئيساً للجمهورية. طموحات كبيرة، آمال كثيرة. إنجازات كثر حققها، وباقي الكثير. ولكن، ما زالت الأزمات المفتعلة من الداخل والخارج تلاحقه محاولةً إلغاءه مرّة أخيرة. البعض لا يتعلّم من هفواته وأخطاءه، وما زال لا يعلم أن ميشال عون يصبح أقوى مع الأزمات: تَشبّصَ بالنفط والغاز، بإعادة النازحين، وبترسيم الحدود. ترك الناس تتحرر من الطائفية، وتحرر معها القضاء وأحال إليه ٣٥ ملفاً.
يا ثوار، ميشال عون الأقرب لكم. ميشال عون سبقكم: حمل مطالبكم منذ سنين عديدة وظلّ وسيظلّ يناضل لو حتى وحيداً لتحقيق هذه المطالب.

أخيراً، الشعوب التي تفتقر إلى الذاكرة، تكرر أخطائها.. لذا تفادوا التكرار وتعلموا من دروس التاريخ.. ثقوا بميشال عون لأنه مثلكم… وها قد إقترب الحلّ.

  • كريستوف أبي خليل