لا إرادة تعلو على الإرادة الشعبية ولا تفويض أسمى من التفويض الشعبي…
منذ أكثر من أسبوعين فرض الشارع معادلة جديدة فبإعتراف الجميع ما قبل ١٧ تشرين ليس كما بعده.
غدًا سيتوجه أنصار الرئيس عون، الذي وضع خارطة الطريق لما تبقى من عهده، لدعمه. لهذا التحرك دلالات عديدة تتخطى مجرد الدعم وليست إلا تجديدًا لتفويض الرئيس.
إذا كان ما قبل ١٧ تشرين يختلف عن ما بعده فما بين ١٧ تشرين و٣ نوفمبر سيختلف عن ما بعد ٣ نوفمبر. غدًا سيتبدل المشهد، فحراك الغد لا يشبه مهرجانات ١٤ آذار، آب و١٣ تشرين، غدًا لن يكون إحياء ذكرى مشرفة كما سابقاتها بل صنع ذكرى تمامًا كما ١٤ آذار ذاتها و١٣ تشرين و٧ آب.
ما حصل من تظاهرات مناوأ للسلطة عرّت الحكومة من الغطاء الشعبي كما وأسقطت التسويات المكبلة وأدخلتنا في لعبة سياسية جديدة، أما ٣ تشرين الثاني فهي بدلالاتها تجديد الثقة بالرئيس المتحرر من قيود التسويات السياسية والتوازنات المعرقلة.
في كلمة الرئيس عون، كان هذا الأخير واضح، لا صوت يعلو صوت الشعب وفي عهدي ليس هناك من مطالب تبَدَّد ولا من طموحات تحطم. قالها بشكل مباشر، الأمر بعد اليوم لي، فألاعيبكم السياسية ومناوراتكم ليس لها مكان بعد اليوم في عهدي، فالحكومة حكومتي والحكم حكمي، فشلتم في إرضاء الشعب فدعوني أنقذ ما تبقى…
اليوم علينا أن نقترع في أقدامنا ونعيد شرعيةٍ شعبية حاول بعض مستثمري الحراك إسقاطها عن الرئيس لذا لا بدّ من الزحف نحو قصر الشعب فالرئيس غدًا بحاجة أكثر من أي يوم مضى الى الشرعية الشعبية نفسها التي تسلح بها قبيل إعلان حرب التحرير.