– إذا تحولت الثورة الى منابر غوغائية يعتلي من خلالها الحاقدون أكتاف الثائرين الصادقين
***
صدر عن المكتب الاعلامي للسيد وليام جبران طوق البيان التالي :
بعد أسبوعين على إنطلاقة إنتفاضة شعبية صادقة نجدّد التأكيد على موقفنا ألمبدئي المتمثل بما يلي :
إذا كانت الثورة ثمرة نضال الشرفاء والصادقين في الشوارع والساحات والميادين في وجه المتسلطين على مقدرات هذا الوطن وناهبي أموال شعبه وثرواته منذ عشرات السنين، توصلاً لمحاسبة السارقين وإستعادة الاموال المنهوبة بسيف سلطة قضائية مستقلة لا يَحجُب من تحقيقها للعدالة حصانة أو مكانة في السياسة والدين فنحن لن نكون الّا في صلب هذه الثورة وصميم وجدان شرفائها المؤمنين ب ” لبنان الدولة والمؤسسات “.
وإذا كانت الثورة تمردّاً للمظلومين على الظالمين، والاحرار على اللاهثين دوماً لتحقيق المكاسب والمناصب، توصلاً لاسقاط ” توافق الفاسدين” على تجويع وإفقار وتهجير وتشريد نخبة المواطنين واصحاب الكفاءات وحرمانهم الحق في التعليم والطبابة والوظيفة والعيش الكريم ،فنحن لن نكون إلا في قلب هذه الثورة وشرايينها النابضة حرصاً على حماية “لبنان – الكيان ” وتثبيت خصوصية وحرية وكرامة وتعددية مكوناته.
أما إذا تحولت الثورة الى منابر للشعارات السياسية الغوغائية ومنصات يعتلي من خلالها الطامحون والحاقدون أكتاف الثائرين الصادقين لتمرير مشاريع سلطوية وتصفية حسابات سياسية تسلّطية قاتلة …
فنحن لن نكون إلا كما إعتدنا أن نكون مع ” من أُعطي له مجد لبنان ” منذ نشوء لبنان وحتى زوال أعدائه وسقوط المتآمرين عليه ، ولن نكون إلا حماة للجمهورية ورئيسها المؤتمن الوحيد (بفعل قسم اليمين ) على صون الدستور والمؤسسات وضمان تطبيق القوانين ، ولن نكون مع شرفاء هذه الجمهورية وكل الحريصين على عدم تفخيخها “بمؤتمر تأسيسي” من هنا وهرطقة ضرب خصوصياتها من هناك إلا بجانب رأس الجمهورية صوتاً صارخاً وسيفاً قاطعاً لإطلاق “جمهورية الشرفاء ” دولة لا مزرعة ،عدالة لا زبائنية ، كفاءة لا محسوبية ، محاسبة للفاسدين و السارقين بلا أية مخاوف سياسية أو طائفية .
هي جمهورية لن تتحقق من خارج منطق المؤسسات ومن دون مبادرة نواب الأمة الى تلبية نداء فخامة الرئيس واقرار رزمة القوانين اللازمة لتحقيق أهداف الثوار الصادقين، و الإسراع في تشكيل حكومة مصغّرة من أصحاب الكفاءة والاختصاص تواجه تحديات الاصلاح ومكافحة الفساد وبناء دولة المؤسسات وتغليب منطق الكفاءة والقانون على ما عداها من هرطقات ما عادت تليق ونبض أحرار لبنان .
حتى لا يكتُب التاريخ يوماً إن شعب لبنان الثائر قد أخفق … فسقط خائباً بين ناهبي ثرواته … وسارقي ثوراته.