أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب أنطوان يوحنّا لطّوف: إبليس أثناء الثّورات يطلب الدم.. والجمعيّات السريّة المحرّك عَ امتداد التّاريخ

– أسرار الشيطان.. الشرّ يبلغ أوج قوّته ليلة 31 تشرين الأول حيث إحتفالات هاليون..

* *

إبليس إله الخراب وهو يعمل مع شياطينه للتسبّب بالحروب وتأجيجها في كلّ مكان في العالم. لهذا لم تخلُ حقبة من التاريخ من القلاقل والثورات والحروب الأهلية، وبين الدول. الشيطان يغتذي بالدّماء البشريّة كما يغتذي ويقوى بالخطايا التي يرتكبها البشر، لا سيّما التي يرافقها نزيف دم وسفك دم مثل الحوادث التي يقع فيها جرحى ينزفون، وقتلى. ويغتذي بدماء الأطفال المجهضين وضحايا الثورات والقتل الرحيم.

والأبعد من ذلك أنّ إبليس كان وراء الغالبيّة الساحقة من الحروب عبر التاريخ، باعتراف عمّال الشيطان أنفسهم. وتقول موسوعة العلوم الباطنيّة Encyclopedia of the Occult إنّ الجمعيّات السريّة الباطنيّة هي المحرّك الخفيّ لجميع الحروب والثّورات على امتداد التّاريخ.

وهذا يعني أمران:

أولًا، أنّ أفراد الجمعيّات السريّة الباطنيّة تمسك بزمام السلطة في الغالب، في كثير جدًا من البلدان، وأنّ هؤلاء يخطّطون للحروب ويحرّكون أطرافها؛

وثانيًا، عندما تندلع القلاقل والثّورات وتشتعل الحروب، ينشط إبليس وشياطينه في كلّ اتجاه لكي تبقى الحروب مشتعلة وتحصد أكبر عدد من الضحايا من جرحى وقتلى، وتسبّب أقصى ما يمكن من آذية للبشر في نفوسهم وممتلكاتهم. وينشط السحرة وعبدة الشيطان في إقامة مراسم و”قداسات” شيطانيّة لسكب اللعنات على العالم واستعطاف إبليس ليؤجّج الأحقاد بين الناس المتخاصمين، ويلهمهم اللجوء إلى النِّزاع والعنف والقتل والانتقام واستعمال كافة أساليب وأدوات الحروب الفتّاكة.

فمقابل القلاقل والمعارك الظاهرة للعيان، هناك معارك أخرى غير منظورة يشنّها إبليس وأعوانه في عالم الغيب، وهذه المعركة هي بالتّحديد ضدّ السلام وضدّ المؤمنين والكنيسة.

فإذا كان إبليس هو شيطان الخراب، فالربّ يسوع هو “رئيس السلام”. ولهذا قالت سيّدة فاتيما إنّ التوبة والصلاة، ولا سيّما المسبحة الورديّة، قادرة على إيقاف الحروب العالميّة. فخطايا البشر وجرائمهم تضعفهم روحيّاً وعلى مستوى العالم الآخر، وتقوّي إبليس، فيصير أكثر قدرة على أذيتهم، بينما توبتهم وصلواتهم تُضعف إبليس وتضعف قدرته على إيقاع الخصام والتسبّب بالحروب في ما بينهم.

ومنذ شهر أيلول الماضي، وفي الشهر الحاليّ، تشرين الأول، خصوصًا، يستعدّ السحرة وعبدة الشيطان لعيد هالوين، وهو أعظم أعياد إبليس، وهو عيد عربدة ودماء. فيقيمون طقوسًا سحريّة جماعيّة لكي تقوى الشرور في العالم وتتفشى الأمراض والنزاعات وتحلّ الكوارث بأنواعها. ويبلغ الشرّ أوج قوّته ليلة 31 تشرين الأول، حيث احتفالات هاليون التي يقيمها السحرة وعبدة الشيطان تُطلق شرورًا شتّى في العالم.

وفي الأزمة التي يمرّ بها بلدنا لبنان، فلا نغفل أنّ إبليس وأعوانه ينشطون بقوّة في عالم الغيب لكي تتحوّل الأمور نحو الخراب والقتال وسفك الدّماء. فعلينا أن نكثّف توبتنا وصلاتنا لكي نكبح مخططات إبليس. وفي ضوء كلّ ذلك نفهم قول موسوعة العلوم الباطنيّة أعلاه بأن الجمعيّات السريّة الشيطانيّة هي وراء جميع الثّورات والحروب عبر التّاريخ.

لكن بالنسبة إلينا، ربّنا يسوع هو سيّد التّاريخ و”أبو الأبد ورئيس السلام”، وبالرغم من كلّ شيء، لم تكن ولن تكون هناك ولا لحظة واحدة حيث إبليس يسود التّاريخ. فالغلبة أولًا وآخِرًا هي لربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح له المجد آمين.

أنطوان لطوف