اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن الولايات المتحدة تلقّت صفعة مفاجئة وسريعة في المنطقة على صعيد مكانتها، باعتبار أن التطورات الأخيرة في سوريا أبطلت السياسة الأميركية المتبعة منذ اعوام وغيّرت ميزان القوة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الإنسحاب الأميركي من شمال شرق سوريا شكّل نصرًا كبيرًا للرئيس السوري بشار الأسد، إذ إستعادت الحكومة السورية السيطرة على مناطق تشكل ثلث مساحة الأراضي السورية (بعد ان عقدت إتفاقًا مع أكراد سوريا).
وقالت إن “الإنسحاب الأميركي أكد أهمية الدور الروسي كوسيط في رسم مستقبل سوريا وان موسكو هي القوة الصاعدة في الشرق الأوسط”، مضيفة ان “الإنسحاب الأميركي وجه رسالة إلى إيران مفادها أن واشنطن لا تريد المواجهة”.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد دول الخليج (الفارسي) في واشنطن حسين إبش قوله إن “الإنسحاب الأميركي وجّه رسالة إلى العالم مفادها أن الولايات المتحدة في صدد عملية إنسحاب وان تداعيات هذا الإنسحاب قد تكون اوسع من منطقة الشرق الأوسط”.
كما نقلت عن وزير سابق في إحدى دول المنطقة المتحالفة مع أميركا إشترط عدم كشف إسمه، أن “ما يحصل يقلق جميع أصدقاء وحلفاء أميركا في المنطقة وليس فقط الأكراد، وأن العديد من هذه الدول ستبحث الآن عن أصدقاء جدد”، مضيفا أن “روسيا لا تتخلى عن حلفائها بل تقاتل من أجلهم، وهذا السلوك ينطبق كذلك على إيران”.
الصحيفة تابعت أن “قرارات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة في سوريا توّجت تآكل الثقة، التي بدأت في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما”، مشيرة إلى أن “المسؤولين العرب دائمًا ما يقارنون قرار أوباما بعدم مساندة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بالدعم الذي تقدمه روسيا للرئيس السوري بشار الأسد”.
ونقلت عن إبش قوله إن “الاصدقاء والاعداء بدأوا يعتقدون أن عدم القدرة على تنبؤ خطوات ترامب هو من نتائج عدم رغبة أميركا للعب دور في قضايا العالم”، مضيفا أن “ذلك يعود إلى الحروب المكلفة التي خاضتها في العراق وأفغانستان”.