مع انقضاء نصف المهلة المحددة بـ8 أيام لانسحاب «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، من مناطق ريف إدلب الجنوبي الواقعة على الطريق الدولي، الذي يربط حلب بحماة، رفضت جبهة النصرة حتى أمس الانسحاب من تلك المناطق في وقت استنفر فيه الجيش العربي السوري قواته استعداداً، فيما يبدو، لعملية مرتقبة لاستكمال تطهير المدن والبلدات الواقعة على الطريق الدولي وفي محاذاته، وصولاً إلى حلب بغية وضعه في الخدمة، بموجب اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي.
وكالة «سانا» أفادت أمس بأن المضادات الأرضية تصدت لمسيرات أطلقتها المجموعات الإرهابية بمنطقة خفض التصعيد باتجاه قاعدة حميميم، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وكان مصدر ميداني بريف إدلب الجنوبي أوضح لـ«الوطن»، أن وقف إطلاق النار ما زال ساري المفعول وصامداً لليوم الرابع على التوالي، مع وقف حركة تحليق الطيران الحربي السوري والروسي نهائياً في سماء آخر منطقة لخفض التصعيد.
وجدد المصدر تأكيده أن وحداته المنتشرة على خطوط التماس مع الإرهابيين على أهبة الاستعداد لاستئناف عمليتها العسكرية فور الانتهاء من الهدنة المعلنة، وصدور الأوامر العسكرية من قياداتها، ولفت إلى أن الوحدات قادرة على إلحاق هزيمة نكراء بالإرهابيين وتحرير باقي المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
ونفت مصادر محلية في معرة النعمان جنوب إدلب لـ«الوطن» الأنباء، التي أوردتها وسائل إعلام معارضة عن انسحاب «النصرة» من المدينة، وأكدت أن إرهابييها كثفوا انتشارهم على حواجزها داخلها وفي طرفيها الجنوبي والجنوبي الشرقي، حيث من المفترض أن يتقدم الجيش السوري قادماً من مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة ومن المناطق التي أحرز تقدماً فيها بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وقالت المصادر: إن مظاهرات عارمة خرجت ليل أمس الأول في معرة النعمان ومدن أريحا وحارم وكفرتختريم وسلقين وسراقب، وكان من بين أبرز مطالبها خروج «النصرة» من تلك المدن وباقي مناطق هيمنتها لتجنيب الأهالي ويلات الحرب والظلم والقهر، الذي تلحقه بهم بعدما ذاقوا الأمرين تحت حكمها وتسلطها.
ولفتت إلى أن إرهابيي «النصرة»، أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي لتفريقهم، ما تسبب بسقوط 3 جرحى إصابة أحدهم خطرة، مشيرة إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات ضد الفرع السوري لتنظيم القاعدة ومتزعمه الإرهابي أبو محمد الجولاني.
ورجح خبراء عسكريون لـ«الوطن»، استمرار وقف إطلاق النار إلى حين انعقاد القمة الثلاثية التي ستجمع رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن خامنئي، وتركيا رجب طيب أردوغان في أنقرة في 16 من الشهر الجاري في إطار مسار «أستانا»، بانتظار ما ستقرره عما ستؤول إليه الأوضاع في إدلب، في ظل إخفاق الأخير ومماطلته في تنفيذ بنود «سوتشي».
وعزا الخبراء خروج المظاهرات في إدلب ضد «النصرة» لرغبة من أنقرة بتأليب الرأي العام ضدها، تمهيداً للانقلاب عليها وحلها، بموجب تعهد قطعه رئيس النظام التركي للرئيس بوتين، والذي منحه مقابل ذلك مهلة ثمانية أيام خلال لقائه قبل أسبوع في موسكو، للقيام بمبادرات تصب في هذا الاتجاه وتطبيق مقررات «سوتشي» وفي مقدمتها فتح الطريقين الدوليين من حلب إلى كل من حماة واللاذقية، على أن يجري فتح الطريق الأول خلال المهلة المقررة.
-الوطن السورية-