عَ مدار الساعة


حكاية الأبطال والصليب الى الرئيس عون (الخوري جوزيف عيد خوري رعية مار ضومط)

إغضب حباً وكرامة… إصعد الى بعبدا وتمّم كل شيء..
فخامة الرئيس
رأيتك في ظهيرة ذلك اليوم العظيم جالساً في محفل الرؤساء، وبينهم الصامتون والساخرون وشهود الزور، الصامتون الخانعون القانعون والساخرون من الإنسان وشهود الزور على وطن ، وحولك نخبة القيروانيين ألذين حملوا معك صليب الوطن ومشوا.
فعاد بي قلبي إلى ذلك اليوم الرهيب، يوم جعل الإنسان من محاكمة إبن الله مسخرة للتاريخ، وحمل الحَمَل وزر شعبه، في محفل مشابه للذي كنت في وسطه، وفيه المخادعون والشتامون والساخرون وشهود الزور والصامتون.
نعم فخامة الرئيس، كما أفضى ذلك اليوم الرهيب إلى درب الجلجلة فالصلب فالموت، هكذا كانت جلسة انتخابك، وكما خرج إبن الله من ذلك المجلس وسط الهرج والمرج، خرجت انت، لتصعد إلى جلجلتك.
ورأيتك ماشياً تستعرض الحرس الجمهوري، وكل خطوة تقربك اكثر فأكثر إلى مكان الذبيحة، حيث ستصلب لمدة ست سنوات، باسطاً يديك على صليب الجمهورية، تضم بتلك بيديك المفتوحتين وسع الوطن شعب لبنان العظيم، وأمامك الفقراء ينتظرون بزوغ فجر الكرامة، والمظلومون إشراق شمس العدل، والأرض الطاهرة المباركة بدم الشهداء رونق نقائها.
فخامة الرئيس، إلإنتصار آت لا محالة، فبقدر ما تتحمل من آلام، وبقدر ما تغفر للذين لا يدرون ماذا يفعلون، وبقدر ما تستودع ذاتك بين يدي الرب، عندها يتم كل شيء، وكما انبعث الرب يسوع من ظلمة الموت منتصراً، هكذا معك وبك سينبعث لبنان ألسلام والحرية.
لقد شدت فيروز في مسرحية بترا” ألكرامة غضب والمحبة غضب والغضب الأحلى بلدي“، نعم فخامة الرئيس، إغضب حباً وكرامةً، إغضب بذلك الغضب المقدس الذي به طهر الرب يسوع هيكل الله من التجار، إغضب بذلك الغضب الذي يحول غضب الغضوبين إلى فعل حُب، يقودهم إلى حيث أنت، فلا شراكة إلا إذا ارتضوا أن يكونوا معك يُماتون النهار كله، لتفيض الحياة على شعبك.
رأيتك في ظهيرة ذلك اليوم العظيم، فقلت ها هو الذي أقسم منذ ستين سنة ان يحمي تراب لبنان وشعبه، يصعد إلى بعبدا ليتمم كل شيء.
فخامة الرئيس ، ما كان الصليب أبداً قدراً، ” ما من أحد ينتزع حياتي مني- يقول الرب يسوع – بل إني أبذلها برضاي”، بل خياراً به وعليه يكتب الأبطال حكاية قيامة جديدة.