– من الخوف نبقى أو نرحل الى.. حزب عصري يتمدّد.. (الياس زغبي)
***
يومها أتذكر أنني شعرت بالخوف، بالقلق، ولم أدري ماذا أقول، أو ماذا أفعل، هل أبقى، أم أرحل؟! هذه لحظة لم أتوقعها ولم أفكر فيها، هي لحظة صعبة، لحظة لم يعد “الجنرال” رئيسًا لحزبي، “المعلم” خارج الحزب ومكانه شخص لا أعلم عن ماضيه أو تاريخه سوى القليل، وليس لدي أدنى فكرة عن مستقبل الحزب معه، ولا عن تصوره، هو جبران باسيل، الذي لحظة وصل الى رئاسة التيار العوني إرتفعت أصوات رافضة، ولكن…
يوم وصل جبران الى رئاسة هذا الحزب الصغير في العمر نسبة لباقي الأحزاب اللبنانية، بدأنا نشعر بسياسة شبابية مختلفة، من تنظيم، وتوسع، وإنتشار على مختلف الأراضي اللبنانية، وحتى بدأنا نرى شبابنا خارج الحدود يعودون للإرتباط بنا، تابع التيار، عكس ما كان متوقعًا، بالتدحرج ككرة الثلج من منطقة لأخرى ويحمل معه شرفاء الوطن، وصار من الأحزاب الأكبر ويحمل في طياته أكثر من خمسة وثلاثين ألف بطاقة حزبية وبتنوع طائفي ومذهبي يشهد له، ويعمل رئيس الحزب على تثبيت حزبه وتطبيق قوله أن التيار باق، بوضع حجز الأساس للمقر العام الجديد، الذي خصص فيه جزء كبير للشباب التياري، ويظهر إندفاع الشباب بإتجاه التيار الوطني الحر في نسبة أعمار الشباب المنضوي في الحزب.
تابع جبران سياسة الرئيس المؤسس الصارمة، والتي لا تتهاون مع إظهار الحقيقة على قاعدة “تعرفون الحقيقة، والحقيقة تحرركم”، عمل من موقعه على إعادة الميثاقية، فكان لنا قانون إنتخابي نسبي يعطي كل ذي حق حقه، وكما طبقنا هذا القانون في الإنتخابات الحزبية الداخلية فأعطينا خير مثال للروح الديمقراطية والتنافس الشريف، بقي في دورة مكوكية حتى إقروا قانون النفط، ونحن اليوم على مشارف التنقيب، وقبل ذلك إعادة الجنسية للمغتربين، بهدف العمل على إعادتهم الى وطنهم الذي هو أحق بهم وبإنجازاتهم، دون أن ننسى طبعًا شبكة العلاقات السياسية مع الأحزاب الأخرى، فهو متن التحالفات القديمة وفتح خطوط جديدة، وأما البعض ممن كرهوا وهاجموا “العماد عون” قبلا، بقيوا وسيبقون على هجومهم على الوزير باسيل.
وذلك ليس سوى القليل القليل مما حققه جبران على صعيد الوطن خلال توليه رئاسة التيار الوطني الحر.
وأما بعد حقق جبران تقدم كبير على الصعيد النيابي، فللتيار اليوم أكبر تكتل في مجلس النواب، وكتلة وزارية من إحدى عشر وزيرًا، ناهيكم عن التنظيم الحزبي الداخلي الذي إنتقلنا به نحو مرحلةٍ متقدمة جدًا من التطور والمكننة، حتى صرنا نتمنى تطبيق كل ما حققناه في الداخل الحزبي على الداخل الوطني.
في النهاية، أعلن اليوم معالي الوزير جبران باسيل ترشحه لرئاسة حزب التيار الوطني الحر، وطلب من المناصرين تجديد الثقة به، أما أنا أقول له، بسبب كل ما ذكرناه سابقًا، وبسبب كل ما سنذكره مستقبلًا، وبسبب كل ما تخطط له، نحنا معك، سنبقى في جانبك، وأما للمنتقدون من الأحزاب الأخرى، علهم يتعظون منا، ويجرون إنتخابات حزبية، تؤدي الى عملية إنتقال ديمقراطية، لا أن يتغير رئيس حزبهم بالإنتفاضات الدموية، أو بالإرث الإقطاعي.