– القوات تجدّد حملتها على العهد وباسيل بسبب استبعاد مرشحها عن المجلس الدستوري
***
غريب أمر حزب القوات الذين ينتقل من خسارة الى اخرى ومن هزيمة الى هزيمة، ففي جردة سريعة لإخفاقات القوات، فقد فشلت بالبداية رهاناته على تغيرات إقليمية منذ اندلاع الحرب السورية في ال 2011 ، فانهزم اولا حليفه الاخوان المسلمون في مصر وتركيا، ثم قضى الجيش السوري على آماله التي وضعها على حليفهم التكفيري في سوريا والعراق، كما خذله الجيش والمقاومة في لبنان بقضائهما على أي وجود ارهابي في لبنان من خلال إنهاء وجودهم العسكري في الجرود كما بتفكيك الخلايا النائمة الارهابية في الداخل اللبناني، وهنا الهزيمة الاكبر للقوات، أما الهزيمة الثانية فسياسية، تمثلت بقطع الطريق على رئيس القوات سمير جعجع او أيّ من حلفائه بالوصول الى رئاسة الجمهورية، فاضطر سمير مكرها السير بالعماد ميشال عون رئيساً، ثم انقلب عليه طمعاً بجني أرباح في المعارضة، والحصول بالوقت نفسه على ما يريده في السلطة، ممّن المفترض ان يكون أجرى معه ورقة نوايا، وما ادراكم، ما هي نوايا القوات؟
أمّا بعدما انكشفت لعبة القوات؛ وقطع رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل الطريق عليها في المحاصصة بالدولة التي كانوا يمنون انفسهم بها، في حين ان اتفاق معراب نص على ان يكون التيار والقوات في خندق واحد داعم للعهد، لا ان تشن حملات مغرضة على وزراء التيار وان تعرقل مشاريعه في وزاراته، فيما خرج وزراء القوات امس من جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؛ ليجددوا حملتهم على التيار والعهد، مدّعين ان استبعاد مرشحهم عن عضوية المجلس الدستوري كان مؤشرا سلبيا إلى الاتجاه الذي ستسلكه الأمور في المرحلة المقبلة.
وتتركز حملتهم المتجددة، على اتهام الوزير باسيل بأنه أصبح متمكناً بسبب حزب الله، ودعم رئيس الجمهورية له، وان باسيل أصبح يسيّر أمور البلد وإجتماعات الحكومة، وان التيار خدعهم وتراجع عن وعده بالأخذ بمرشح القوات في المجلس الدستوري، كما لم يوفروا رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري من حملتهم، معتبرين انهما تراجعا عن وعدهما بتعيين عضو قواتي في الدستوري، الى ما هنالك من اتهامات خنفشارية تعوّدنا عليها من جانب المسؤولين في القوات .
إنّ قوات سمير تعارض العهد ورئيسه العماد ميشال عون، وتشن الحملات على رئيس اكبر كتلة نيابية ورئيس أكبر حزب مشرقي، وزير الخارجية جبران باسيل، ثمّ تعترض على عدم الأخذ باسم مرشحها لعضوية المجلس الدستوري. إذاً هي تضع رجلا في البور والأخرى في الفلاحة…ايه لا، هيدي ما بتمرق مع الوزير باسيل.