– السوريات في لبنان باتت أنشط في الحمل مما كانت عليه في سوريا قبل نزوحها
***
خبر تخاله انساني حين تقرأه للمرة الاولى ولكن سرعان ما يتغير اعتقادك لتشعر بهول الصدمة من تقديم السعودية مساعدات مالية لـ 500 أسرة سورية محتاجة في لبنان، تبلغ 87.500 دولار أميركي، ويحول هذا المبلغ شهريا إلكترونيًا عبر بطاقات بنكية من خلال المنظمة الدولية للهجرة بدءًا من هذا الشهر ولمدة 10 أشهر، اما الذي يصدم اكثر من ذلك، ان هذا المبلغ يدخل فقط من ضمن المرحلة الأولى من نشاط يسمّى بـ “النقد متعدد الأغراض” الخاص بالمشروع، اي هناك مليارات أخرى سيحصل عليها السوريون في لبنان في المرحلة المقبلة من السعودية بالتوازي مع استمرار تدفق المساعدات عليهم بواسطة المنظمات الدولية.
إنّ التدقيق بمضمون الخبر، يكشف خطورة هكذا مشاريع وبخاصة السعودية والاماراتية منها، فهذه المساعدات التي يحصل عليها ما يزيد عن خمسة آلاف سوري بحد أدنى اذا اعتبرنا ان كل اسرة مؤلفة من 10 أشخاص، وهو يندر بين النازحين السوريين في لبنان، الذين باتت نساؤهم أنشط في الحمل مما كانت عليه في سوريا قبل نزوحها، وذلك بسبب تشجيع منظمة الامم المتحدة للنساء السوريات لكي يحبلوا، فيحصلوا بهذه الطريقة على مساعدات اضافية عن كل طفل جديد يولد، ولو كان ممكنا علميا ان تحبل المرأة مرتين في السنة، لكانت فعلت ذلك النازحة السورية؛ اما هدف كل هذا الدعم المالي الدولي والخليجي، للنازحين في لبنان، فليس انسانيا طبعاً، بل يدخل من ضمن حسابات غربية، تتعارض كلها مع مصلحة لبنان العليا وتصب لصالح مشروع توطين السوريين في لبنان.
لقد باتت المساعدات السعودية اليوم منظمة اكثر من السابق وتتركز معظمها في منطقة الشمال الاكثر فقراً، تحت عنوان: “مشروع تعزيز الظروف الإنسانية والاستقرار للمجتمعات المحلية في شمال لبنان”.
بالمحصلة، إنّ كل هذه البذخ والكرم على السوريين، يعني ان هؤلاء لن يعودوا الى سوريا، وباقون في لبنان الى أجل غير مسمّى، اما التبرير الغربي المنافق، وعلى الرغم من انتهاء الحرب في سوريا الا في محافظة واحدة، هي ادلب (في الشمال السوري)، ان الخدمات من كهرباء وماء غير متوفرة بعد، وكأن السوريين ينتظرون من العالم ان يعمّر بلدهم من دون ان يضحوا ويساهموا هم في إعماره، ويأتي من يكلمنا عن وطنية السوريين العظيمة.