أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


مقدمة اخبار OTV : الحزب المأزوم… والتشكيك بالجيش!

– التشكيك ببياناتٍ رسمية صادرة عن الجيش بِغَاية وحيدة هي التعرض لوزير الدفاع

***

أن يَعْمَدَ حزبٌ مأزومٌ في السياسة إلى إطلاق النار على خصومه في شكل يومي، متنقلاً من جبهة إلى أخرى، ومستخدِماً في ذلك أسلحةً من مختلف الأعيرة المشروعة وغير المشروعة، والمُحرَمة وغير المحرمة، أمرٌ، قد يكون مفهوماً في السياسة، ولو أن علاماتْ استفهامٍ كثيرة تُطرح شعبياً حول التصويب المستمر في اتجاه سياسي محدد، وتحاشي اقتحام ملفات الفساد الفعلي، التي يدركها هذا الحزب بالتحديد قبل سواه.
وفي هذا السياق، مفهومٌ التصويبُ على وزارة الطاقة قبل الانتخابات النيابية، فملف الكهرباء مربِحٌ شعبياً، والناس تسأل عن التقنين والكلفة، وآخرُ همِها هويةُ المعطِل أو المعرقِل.
وفي هذه الاطار ايضاً، مفهومٌ استهدافُ سائر الوزارات التي يتولى شؤونهَا وزراءْ ينتمون سياسياً إلى فريقٍ خصمٍ للحزب المأزوم، ولو أنه في نظر الفريق المستهدَف غيرُ محق في المضمون، وينطوي على مغالطات وافتراءات وأكاذيب.
كل ما سبق مفهومْ، وقد يكون مقبولاً. أما غيرُ المفهوم ولا المقبول، فهو أن يصل الأمرُ بالحزبِ المأزوم نفسِه إلى التشكيك ببياناتٍ رسمية صادرة عن الجيش، بِغَاية وحيدة هي التعرض لوزير الدفاع، ففي ذلك ما يدعو الى الاستغراب والاستهجان والاستنكار، ذلك أن الجيش اللبناني يبقى في نظر الجميع، وبلا تمييز بين طائفة ومذهب ومنطقة واي انتماء آخر، الحصنَ اللبناني المنيع، والملاذَ اللبناني الاخير، يوم يتخلى كثيرون عن الدولة، ويغدرون بها، قبل أن يعودوا لاحقاً إلى المزايدة في الحرص عليها.
في كل الاحوال، صحيحٌ أنه قبل يومين، عُرض تقريرٌ تلفزيوني عبر احدى المحطات قيل إنه عن معبر غير شرعي. لكن الجيش اللبناني، الجهة المعنية بالموضوع، اصدر امس بياناً واضحاً، فصَّل فيه قصة الشاحنة المسروقة التي انطلق منها التقرير، والتي تعود إلى مرحلة تسبق ولادة الحكومة الحالية، واكد توقيفَها مع سائقِها.
وجاء في بيان الجيش أنه في ما يتعلق بالصور التي نُشرت لعدد من الشاحنات التي تمرُ ليلاً على ما سُمي بالمعبر غير الشرعي في التقرير المذكور، وتحديداً في منطقة القصر، فهذه الصور مجهولةُ المكان والزمان. ونفت قيادةُ الجيش في بيانها صحةَ هذه المعلومة، كما دعت وسائلَ الإعلام إلى توخّي الدقة في تناول أيْ معلومات تتعلّق بالمؤسسة العسكرية، والعودةِ إليها للتثبّت من صحة هذه المعلومات قبل نشرها…
مهما يكن من أمر، وبعيداً من زواريب السياسة، الخلاصة وحيدة: اذا وصلنا الى حد التشكيك بالجيش… فمن نصدق بعد اليوم؟ سؤالٌ برسم كل من يعنيه الامر.
ما عدا ذلك، ترقُب لانتقال رئيس الجمهورية غداً إلى بيت الدين، وانتظارٌ لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخامسة من عصر الغد في ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006، الى جانب قضية الطعن في بعض بنود الموازنة.