حسان الحسن-
لا شك ان حراكا عسكريا وميدانيا مختلفا يجري الان في الشمال السوري، و يؤشر نمط العمليات العسكرية التي تتم راهناً على جبهة ريف حماه الشمالي – ريف ادلب الجنوبي الغربي، الى ان هناك تغييرا مرتقبا سوف تشهده تلك المنطقة التي شهدت مؤخرا العمليات الاكثر حماوة في سوريا .
من هنا، تؤكد التطورات الميدانية والتقدم السريع للجيش العربي السوري في ريف حماه الشمالي، بتغطية من سلاح الجو الروسي، أن الأعمال الحربية في هذه المنطقة، لم تعد على الإطلاق، وفقاً للأسلوب السابق، أي خرجت عن إطار “الكر والفر”، حيث كانت تارة تتم من خلال السيطرة على قريةٍ من هنا أو بقعةٍ جغرافيةٍ من هناك، وطوراً عبر الهجوم على حاجزٍ أو مركزٍ عسكري، وذلك بالتناوب بين القوات الحكومية السورية من جهة، وبين المسلحين التكفيريين من جهة اخرى .
عقب هذه التطورات، تلفت مصادر ميدانية الى ان الأوضاع في ريف حماه الشمالي ليست عادية وروتينية كما عهدناها في المرحلة الاخيرة، اي منذ اخفاق تركيا في تنفيذ التزاماتها من اتفاق سوتشي مع الروس، وأن وتيرة المعارك هناك كما يبدو اصبحت سريعة جداً، وعلى مساحةٍ جغرافيةٍ كبيرة، الامر الذي يؤشر الى أن قرار حسم الأوضاع – في هذا الريف الشمالي من حماه على الاقل – قد إتخذ فعلاً، من قِبل القيادتين السورية والروسية، وبدا ذلك جلياً، من خلال المشاركة الفعالة للطيران الحربي الروسي في هذه المعارك، وتقديمه الغطاء الجوي لوحدات الجيش السوري المتقدمة نحو الريف المذكور، تماما كما كان يحصل اثناء معارك التحرير السابقة في حلب وفي البادية السورية .
وإنطلاقاً من متابعتها لمجريات الواقع الميداني عن كثب، تؤكد المصادر أنه في حال إستمرت وتيرة المعارك على هذا النحو، فسيعود ريف حماه الشمالي الى كنف الدولة في وقت قريب. وبحسب هذه المصادر، تركز حاليا القوات السورية هجماتها على محاور سهل الغاب وصولاً الى منطقة خان شيخون الإستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي، وقد تمهد سيطرة وحدات الجيش عليها، الى بداية فتح طريق حماه – حلب الدولي، ودائماً برأي المصادر الميدانية .
وعن توقيت القرار، وأسباب تبديل النمط القتالي للقوات السورية، ومشاركة الروس في المعارك، خصوصا بعد إنتهاء جولة “أستانة التفاوضية”، تقول مصادر سياسية : “ألا شيىء واضح في هذا الشأن”، مرجحةً أن يكون خلف إتخاذ هذا القرار إحتمالاتٍ عدة:
– أولها قد يكون رداً على الإتفاق الأميركي – التركي، على إقامة “منطقة آمنة” في شرق الفرات، بالتالي قطع الطريق على الطرفين، والتصدي لأي محاولة لهما، من تكرار هذا “السيناريو” في محافظة إدلب.
– وثانيها قد يكون نتيجة فقدان الأتراك السيطرة على بعض الفصائل المؤثرة على الأرض في ريف حماه الشمالي، بالتالي وصول أنقرة الى مرحلة اليأس، جراء عدم القدرة، كما السابق في توظيف هذه الفصائل في خدمة الأهداف التركية، فوجد ذلك الحليفان السوري والروسي، فرصةً سانحةً، للإجهاز على هذه الفصائل، ودائما برأي المصادر السياسية عينها .
وعن النتائج المحتملة للعمليات الحربية المذكورة، تشاطر هذه المصادر الرأي المذكور آنفا، الذي يرجح “بداية فتح طريق حماه – حلب”، وتستبعد أن يكون هناك في الافق القريب عملا تحضيريا لبدء هجوم واسع على إدلب، وتختم المصادر بالقول: “بغض النظر، عن أي نتائج محتملة لمعارك ريف حماه الشمالي على المدى الإستراتيجي، ولكن من دون أدنى شك، أنها تسهم في تطهير التراب السوري، من رجس الإرهاب”.
-موقع المرده-