أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ابو فاضل: الصلحة ثبّتت مرجعية الدولة والثنائية الدرزية فرضت حالها بالجبل بعد حادثة البساتين

المصالحة في بعبدا نصّت على ان يسلّم كل المطلوبين في القضية للقضاء

***

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف ابو فاضل، “ان موضوع النفط في لبنان يعني الاميركيين بشكل كبير وقد لزّمت شركة أميركية التنقيب في بحر الشمال، في مقابل الشركة الروسية التي التزمت التنقيب في البلوك تسعة”، كاشفاً ان “هدف دعوة الحريري الى زيارة واشنطن هو للبحث معه في مسألة الوجود الروسي في لبنان”.

وأشار ابو فاضل في حديث تلفزيوني، الى “ان الاميركيين يخشون من تمدد التواجد الروسي من قاعدة طرطوس الى حامات في لبنان، فيما يحاول الاميركيون وضع يدهم على مطار رينيه معوض، وبرز في هذا الاطار الصراع الاميركي البريطاني على هذا المطار، فالوجود الروسي في لبنان يزعج الاميركيين، فتمت دعوة الحريري الى لقاءات في واشنطن”، ولفت الى أن “المحادثات في واشنطن ستتطرق ايضا الى موضوع حزب الله، لان الاميركيين يعرفون قدرة حزب الله، ولولا قوة الحزب لما كان هناك اهتمام دولي بلبنان من الاساس”، موضحا “ان ليس صحيحا ان حزب الله يسيطر على لبنان ولكنه الحزب الاقوى في البلد، ولا يمكن ان يعيّر خصوم حزب الله، المقاومة بانها إيرانية فيما هم تابعين للسعودية، وظهرت تبعيتهم هذه حين طعنوا الحريري في الظهر حين كان مسلوب الارادة في السعودية”.

وشدّد ابو فاضل، على “ان الثنائية الدرزية فرضت حالها في الجبل بعد حادثة قبرشمون، فيما سابقا كان جنبلاط يحتكر الجبل، اما مصالحة الجبل في الـ 2001 فكانت فولكلورية اكثر مما كانت جدية، ونحن يهمنا ان تحصل المصالحة الدرزية الدرزية، فيما اليوم لا يمكن ان نضع المصالحة في اطار الرابح والخاسر ، في حين ان الكمين حصل على موكب الوزير الغريب، وليس الموكب هو الذي نصب الكمين”، مشيرا الى “ان لو كان الدم الذي هدر مسيحيا او من عناصر الجيش لكان أثّر هذا الموضوع على العهد، في وقت لا يمكن لاحد ان يتحمل الدم الدرزي، وبخاصة الدروز،” معتبرا “ان اللقاء بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان في بعبدا كان عاصفا، ولم تحصل مساومة على دم الشهداء، فهناك شهداء جراء الحادثة وهناك متورطون بقتلهم والتحريض على القتل، فيما جنبلاط كان رافضا ان تحل المشكلة في القضاء كما انه رفض ان تتم المصالحة في قصر بعبدا، بل اراد الذهاب الى عين التينة، وهو أمر لا يتحمله بري وبخاصة بعد بيان السفارة الاميركية الداعم لجنبلاط، في حين ان البيان أضر بجنبلاط ولم ينفعه.”

ولفت ابو فاضل الى “ان المصالحة في بعبدا نصّت على ان يسلّم كل المطلوبين في القضية للقضاء، لأن المطلوبين الرئيسيين من الحزب الاشتراكي لم يسلموا للقضاء، اما الحزب الديمقراطي فالمطلوبون لديه سيمثلون كشهود، وتحقيقات فرع المعلومات واضحة في توزيع المسؤوليات في الجريمة، والرئيس كلود غانم ادّعى وفق قانون العقوبات، بجرم القتل عن سابق تصور وتصميم، وليس بتهمة الارهاب،” ورأى ان “الصلحة تستوجب ان يتنازل الافرقاء، وبيان السفارة الاميركية هدفه عدم اتخاذ القضية منحى طائفيا تفجيرياً، فيما الرئيس عون سيادي لا يرضخ لبيانات السفارات، وهو انزعج من البيان،” مضيفا “ان يجب ان ننتهي من الحوادث امنية، التي تقتل شبابنا في الساحات وعلى الطرقات، وحادثة البساتين أثبتت صحة كلام وزير المهجرين غسان عطالله ان المسيحي يخاف ان ينام في الجبل”، واستغرب “منطق البوابات في المناطق والاذونات المسبقة،” مؤكدا “ان من المعيب في زمننا هذا ان يطلب المسيحي الاذن ليصعد الى بيته في الجبل وهذا لا يحصل في اي منطقة لبنانية غير الجبل، في حين ان الصلحة ثّبتت مرجعية الدولة والقانون،” وتوقع ابو فاضل “أن يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اهالي الضحايا في حادثة البساتين، من ضمن التسوية التي حصلت، لان الدم الذي سقط ثقيل على الجميع”.

ورأى من جهة اخرى “ان رئيس حزب القوات سمير جعجع اخطأ في اطلاق مقولة “قوم بوس تيريز” لان تيريز قديسة عند المسيحيين، ولا اوافق على هذه التسمية،” واكد ان “الغاء المناصفة في الوظائف العامة لا يحصل قبل الغاء الطائفية، والى حينها المناصفة ضرورية في كل الوظائف للحفاظ على الحضور المسيحي في الدولة ووجوده في لبنان، واليوم هناك حماس لدى الشباب المسيحي بالتقدم الى الوظائف العامة في عهد الرئيس القوي العماد ميشال عون”، مشددا على “ان الدفاع عن حقوق المسيحيين في الدولة لا يستند الى خلفيات طائفية بل يسعى الى تعزيز الحضور المسيحي في الدولة والوجود المسيحي وفي الوطن.”

ولفت ابو فاضل، الى “ان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لم يتخطى دوره كرئيس اكبر كتلة نيابية وكرئيس حزب، اما دور الرئيس عون فمختلف كونه رأس الدولة والعهد عهده والهم الاقتصادي لديه هم كبير وحادثة البساتين أخرت الانطلاقة السياحية في الجبل لمدة خمسين يوما، بالاضافة الى هم الرئيس الاساسي في مشكلة النزوح السوري، فالخلاف الروسي الاميركي طيّر المبادرة الروسية باعادة النازحين، ويستمر الرئيس عون بسعيه لحل مشكلة النزوح التي باتت ثقيلة جدا على لبنان، فيما العرب انخرطوا في صفقة القرن التي تنص على عدم عودة الفلسطينيين الى وطنهم، اما الذي افشل هذه الصفقة فهي ايران وحزب الله وسوريا الاسد وجزء من العراق”.

وختم ابو فاضل بالاشارة الى “ان السبب باطلاق النار المستمر على الرئيس عون هو بسبب التسوية الرئاسية مع رئيس الحكومة سعد الحريري والتي يغطيها حزب الله”، وأمل ابو فاضل “في ان يكون انتقال الرئيس عون الى مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين، نقلة خير للبنان.”