أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عشيّة سقوط الجنبلاطية!

– بداية جديدة للجبل! (كريستوف أبي خليل)

***

بعد حادثة قبرشمون تسارعت أوراق الحزب التقدمي الإشتراكي بالتهاوي بعد أن خسر الأخير كل رهاناته منذ استلام وليد جنبلاط رئاسة الحزب وحتى الآن.
لن نغوص في أحداث فترة الحرب الأهلية ورهاناته الخاسرة، من تحالفات وحروب واتفاقات، بل سنتكلم عن الحاضر.

منذ فترة وجيزة أورث وليد جنبلاط الحزب التقدمي الإشتراكي لإبنه وكان ساعياً للسفر إلى فرنسا والبقاء هناك.. ولكن الجو السياسي اللبناني والإقليمي تغير ودفعه للبقاء:

أولاً، إقرار قانون جديد للإنتخابات على الأساس النسبي مما وضع جنبلاط تحت الأمر الواقع وأصبح كتلته تضمّ ٩ نواب فقط.

ثانياً، انقسام الحصة الدرزية في الحكومة بعد تنازلات فُرِضت على جنبلاط وأصبح لديه وزيرين فقط بعد أن اعتاد السيطرة على كل الحصة الدرزية سابقاً.

ثالثاً، تصدّع علاقة جنبلاط بالحريري خصوصاً بعد احتجاز الأخير في السعودية وموقف جنبلاط الخجول من الأزمة. تلا ذلك إنزعاج جنبلاط من تقارب الحريري-باسيل خاصةً بعد قبول الحريري بتوزير صالح الغريب.

رابعاً، تشنج علاقته بحزب الله بسبب مواقف عدة أطلقها جنبلاط مؤخراً، بدأت باعتراضه على معمل عين دارة تلاه نكران للبنانية مزارع شبعا. مما دفع حزب الله لمقاطعة جنبلاط. الأمر الذي سينعكس عليه سلباً حاضراً في السياسة ومستقبلاً في الإنتخابات.

خامساً، دخول التيار الوطني الحر بقوة إلى الجبل: ٤نواب، وزير مهجرين من الشوف، منتسبين جدد للتيار من الجبل بعضهم من الطائفة الدرزية ومن المسيحيين المحسوبين سابقاً على وليد جنبلاط.

سادساً، ضعف الموقف الأمريكي الذي خذل رهانات جنبلاط. فلم يهاجم ترامب إيران عسكرياً وبقيت قوة حزب الله اللبنانية والإقليمية على حالها.

سابعاً، تراجع علاقته بدول المنطقة. فعلاقته بسوريا وبشار الأسد سيئة جدا منذ زمن بعد خيانات متكررة. أما محمد بن سلمان فهو غير متفرغ له بعد قضية الخاشقجي وحرب السعودية الخاسرة في اليمن ورهانها الفاشل على ضربة أميركية لإيران.

نتيجةً لما تقدّم، أصبح جنبلاط اليوم أمام خياران صعبان :

فإما استقالته من الحكومة، فيضاعف خلافاته مع رئاستي الجمهورية والحكومة ليصبح خارج المعادلة السياسية، ويخسر بموجب ذلك “حصته” من التعيينات.. وبالتالي جزء كبير من نفوذه وشعبيته.

وإما البقاء في الحكومة، والرضوخ للأمر الوقاع والقبول بحجمه الجديد عبر تقاسم حصة الدروز من التعيينات مع الطرف الدرزي الآخر.

أخيراً وليس آخراً، تشير التوقعات الإنتخابية لسنة ٢٠٢٢ إلى أن أشرس المعارك ستشهدها دائرة الشوف-عاليه حيث سيلفظ الإشتراكي أنفاسه الأخيرة وستكتب بداية جديدة للجبل!