– لا تصدقوا ان السياسيين (معظمهم) يتغيرون انهم يخربون اكثر مما يعمرون، وحدها المدارس تبني الاجيال
***
أطلق برنامج حدائق عدن – اليد الخضراء GREEN HAND، مشروع حديقته المدرسية الأولى، في مدرسة “ايستوود كولدج” – كفرشيما، برعاية وزير البيئة فادي جريصاتي في حضور هشام يحيي ممثلاً وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، صاحب المدرسة أمين خوري، مدير المدرسة نجيب نعيمي، مؤسس البرنامج زاهر رضوان، الهيئتين الإدارية والتعليمية وناشطين بيئيين.
وألقى الوزير جريصاتي كلمة جاء فيها: “أود أولا أن أشير الى أنني وفي الاحتفالات التي اشارك بها اشكر الايادي البيضاء التي تساعد، اما اليوم فأود ان اشكر الايادي الخضراء GREEN HAND ونأمل ان تصبح كل الايادي في لبنان خضراء وان تقوم بالزراعة في هذا البلد لأننا في حاجة ماسة لهكذا امر. وأشكركم جميعا لأنكم كرمتموني من خلال دعوتكم لي ولكي اتعرف الى مدرسة “ايستوود كولدج” التي تربطني عائلياً واشكر الذين تعبوا وعملوا لتحقيق هذا الحلم اليوم، وكم نحن بحاجة لأشخاص سباقين دوماً في مجالهم كما الذين اسسّوا لهذا المشروع ولصاحب المدرسة السيد خوري الذي تبنى الفكرة”.
وتابع: “أعتقد اليوم بعد نهار شاق ابدأه بتلقي الشكاوى العديدة مثل الصرف الصحي، النفايات في الوديان، اجد عملي غير مستحب، لأنه وفي البلدان الاخرى وحيث التقيت وزراء بيئة كثر ووجدت ان عملهم متنوع ومميز، اما انا فأتلقى يومياً نحو 140 رسالة “واتساب” او اكثر من الشكاوى وارد شخصياً على الجميع لحل كل مشكلة او ازمة، اما الحدث الذي أفضله على غيره هو عندما أزرع شجرا او عندما افتتح حديقة في مكان ما كما اليوم في الايستوود كولدج وهذا هو النور الوحيد في حياتي. وأود ان انوه بالجهد الذي بذلتموه لتحقيق هكذا مشروع الذي يمدني بالقوة لإكمال عملي والذي يجمل حياتي ويعدني بغد افضل بعيدا عن النفايات والمطامر وغيرها”.
أضاف: “نجتمع اليوم لافتتاح حديقة خضراء في مدرسة تضم الكثير من التلاميذ الذين سيتعلمون المحافظة على البيئة من خلالها، وبعد عودتي من واشنطن وعقدي لاجتماعات مع Gef التي تساعدنا في مشاريع بيئية كما حصلنا على مبلغ 5 ملايين دولار لصرفهم بين 2019 و2023، وهذا امر هام وجاد ونأمل ان نحقق من خلاله ربع بالمئة من احلامنا في الـBiodiversity”.
وتابع: “أما المحميات الطبيعية فهي الامر الذي يستحوذ على تفكيري. وقد وعدت بأنني سأحافظ على الـ15 محمية الموجودة حالياً، وسأعمل على زياداتها. انه حلم وتحد شخصي بالنسبة الي، وسأعمل على تحقيقه، خصوصاً ان لبنان بحاجة لحماية ال Biodiversity فيه، وطبعا لا يمكن اتمام هذه القضية الا بالتعاون مع التنظيم المدني والبلديات واتحادات البلديات. ولا شك اننا بحاجة للسدود ولشق الطرقات ولأي تطور عمراني، لكن في المقابل اننا بحاجة الى تنظيم هذا الوضع وجعل اللون الاخضر يدخل الى حياتنا اليومية”.
ووجه الشكر للايستوود كولدج، وقال: “انها المدرسة الاولى التي ستربي أجيالها على حب الطبيعة والبيئة عن كثب لمعرفة قيمة ما يملكون. انتم اليوم في افتتاح حديقة عدن في مدرستكم ستغيرون حياة طلابكم وستبنون معهم من خلال الثقافة مستقبلهم، ولا يجب ان تصدقوا ان السياسيين يغيرون في المستقبل بل انهم يخربون اكثر مما يعمرون، ولا يوجد الا المدارس التي تبني الاجيال. وفي هذا الاطار، طلبت من الوزير اكرم شهيب ان نوقع مذكرة تفاهم بين وزارتي البيئة والتربية ورحب بذلك وتقريباً ستصبح الامور جاهزة، وذلك في هدف ادخال البيئة كمادة ثابتة ضمن المنهج الدراسي وتصبح اجبارية ولتتلقفها الاجيال الطالعة وهكذا يصبح لبنان بعد عشرين عاما بألف خير لأن جيلا كاملا يكون قد تربى على الاصول وكما يجب، وستشكل الثقافة اكبر جزء من حياته”.
وختم: “إن الطريقة السريعة للحفاظ على البيئة في لبنان هو من خلال تطبيق القانون وان ينال المخالفون العقاب اللازم لهم، وكذلك فإن حملات التوعية ضرورية، فعندما نظفنا الشاطىء اللبناني احدثنا فرقا كبيرا ونشكر الذين ساعدوا وكذلك الذين تفرجوا ولمسوا ان الكبار والصغار ساهموا في التغيير والتنظيف ولذا فعليهم عدم التسبب بالتلوث ورمي النفايات على الشواطىء او في البحر مرة ثانية، وستشهدون على حملات تنظيف تشمل كل المناطق اللبنانية خلال هذا الصيف، ننظمها مع متطوعين مشكورين وتشمل الانهار كالليطاني وغيره والجبال والاحراج؛ والامر الآخر الذي يحدث فرقا هو التعاون بين الجميع في سبيل الافضل وانوه بالعمل الذي حققتموه وافتخر بكل الايادي الخضر التي نفذت هذه الحديقة في مدرسة الايستوود كولدج لاسيما السيد زاهر رضوان الذي ابتكر فكرة الباص الحديقة المتنقلة لإيصال صورة الحفاظ على اخضرار لبنان وبيئته النظيفة للجميع ولاسيما الجيل الصاعد. إنها لمبادرة رائعة وطبعا ستكون لنا جولات كثيرة لاحقا معه”.