لايزال تيار المستقبل على غيه منذ العام 2005، فهو يسعى الى “شيطنة” كل من يختلف معه في الرأي، أو يخالفه التوجه، الى حد إتهامه بالخيانة وإرتكاب الجرائم، تحت ستار “حماية أهل السنة”، كإتهام الرئيس سعد الحريري كل من لا يقترع في الإنتخابات النيابية في العام المذكور آنفاً، لمصلحة أي لائحة لم يشكلها “المستقبل”، يكون مشاركاً في إغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإستمر “التيار الأزرق” على هذا المنوال، ولم يبدل في “نهجه الأصولي”، أي رفض الآخر، ومحاولة طمس أي صوت، يغرد خارج سرب “الحريريين”، وراعيهم الإقليمي.
وقد يكون ذلك، هو السبب الخفي والحقيقي، “للحملة الزرقاء” المعلنة على التيار الوطني الحر، بذريعة “المس بمكتسبات الطائفة السنية في إتفاق الطائف”، بعد تمسك “التيار البرتقالي” بسياسة مد اليد تجاه مختلف مكونات الشعب اللبناني، خصوصاً الى أهل السنة من خارج “المستقبل” في الآونة الأخيرة، وتجلى ذلك باللقاء الذي جمع باسيل بالنائب فيصل كرامي في الأسابيع القليلة الفائتة. وسبق ذلك المعركة التي خاضها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، و”التيار الحر”، من أجل إقرار قانون إنتخابي نسبي، يلغي “المحادل الإنتخابية” السابقة، التي حرمت قوى وازنة من دخول البرلمان، ثم المشاركة في الحكومات، ونجح عون في معركته، ولولاهما لما تمكن المرشحون السنة من خارج “الأزرق”، من تحقيق النتيجة التي حققوها في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، التي أسهمت بدورها في مشاركتهم في الحكومة الراهنة، أيضاً بفضل دعم رئيس الجمهورية وحزب الله، كما يؤكد أحد أقطاب “اللقاء التشاوري”، الذي يرفض رئيس الحكومة حتى الساعة إستقبال ممثل هذا اللقاء في حكومة الحريري الوزير حسن مراد، كون الأول لا يعترف بشرعية تمثيل الثاني، بحسب رأي القطب.
في الوقت عينه، يلفت القطب الى نهج وزير الخارجية المتميز والدينامية والمرونة، في تعاطيه مع مختلف الأفرقاء السياسيين، واحترام الحق في الإختلاف، وإعتماد سياسة “بناء الجسور” مع الآخرين، واصفاً لقاء كرامي – باسيل بالممتاز، ومرجحاً أن يتوسع ليشمل شخصياتٍ وقوى من فريق كرامي السياسي في مرحلةٍ لاحقةٍ.
وكشف القطب أن الطرفين بحثا خلال لقائهما، موضوع الإختلاف الحاصل بين تياري “المرده” و “الوطني الحر”، وكانت الأجواء إيجابية، نقلها النائب الطرابلسي الى زغرتا، حيث تلقفها آل فرنجية بإيجابية أيضاً، رافضاً الغوص في التفاصيل.
ولايخفي هذا القطب رأيه، أن هذه الأجواء يجب أن تعزز بجهود إضافيةٍ من “سعاة الخير” حلفاء التيارين، من أجل تذليل الإختلافات بينهما، وإعادة العلاقات تدريجياً الى ما كانت عليه، خصوصاً أنهما متفقان في شأن القضايا الإستراتيجية، مؤكداً أن قنوات التواصل فتحت، ولا عودة الى الوراء.
ويختم القطب بالقول: “من المبكر فتح معركة رئاسة الجمهورية، فالعماد عون والحمد الله بصحة ممتازة، وهو ينجر أكثر من الوزراء الشباب”.
-الثبات-