– لنجتهد بطلب الروح القدس حتّى يحلّ.. قديماً كانو يطلعو بالمسيحية ويقولو “المجد لله”، ما بَعرف اليوم إذا..
* ♰ *
عظة الأب مروان خوري، بمناسبة مرور 21 سنة على رحيل خادم الرب الأب أنطونيوس طربيه، الراهب المريمي، في دير ما أليشع النبيّ، في وادي قاديشا – بشري : (16 حزيران 2019)
أحبائي بهيدا النهار المبارك، وببداية زمن العنصرة، مدعوين نتأمّل بمعنى روح القدس بحياتنا..
هالروح المجهول يللي قلال بصلّولو، ويللي هوّي خلّى القديسين يصيرو قديسين.. وهوي الأوكسيجين تبع المسيحيين.
بلا روح الرب، ما حدا بيقدر يعيش الإنجيل ولا أي فضيلة.
قدرتنا عاجزة إنّو تقدر تطبّق كلمة الله. نحنا الرب وَعَدنا، وقَلُن للرسل: “إنتظروا الروح”.. كلمة إنتظروا، يعني نحنا بَدنا نصلي حتى الروح يِجي.. الروح لا يرتجل مجيئه.. بدنا نصلّي حتى يحلّ روحو فينا…
نحنا أخدنا هالروح بالمعمودية. لكن بعد منّو فاعل.. لأنو بعدنا أعمالنا أعمال من هَالعالم.. وبعدا الخطية مسيطرة. وحياتنا فيها شر، وكلامنا مئذي، وأفكارنا شريرة، وعاداتنا سيئة..
ميشان هيك بعدو الروح القدس مُطفي.. لأن ما عم نصلّي.. وروح الرب متل الزارع يللي خج ليَزرَع، لَقَط البِزِر وكَب.. ومش وين ما إجا البزر عاش… روح الرب مَنحنا إياه لكن بدنا نِعمِل فحص تأمل أحبائي.. قلبنا من أي نوع هوي؟؟
حتى نعرف ليه هالبزرة اللي عَطانا ياها بالمعمودية، وروحو القدوس بعد ما فرّخ فينا…!! لأنو بعدنا أشخاص ما إشتغلنا عَ قلبنا، حتى يصير هالقلب أرض صالحة، وبس يقبل الروح فعلاً يُثمر مواهب، وعطايا فينا..♰
نحنا مدعويين أحبائي، ان نشتغل عَ ذواتنا.. بقول الرسل قعدو 50 نهار بالعليّة يصلّو ليل ونهار هني والعدرا.. مع مسيرة 3 سنين هني ويسوع من التَتَلمُذ وسِماع الكلمة.. حتى إستحقوا بالنهاية هَالمسيرة أن ينالوا الروح..
نحنا مفَكرين إنو الروح القدس مجرّد قلنا الأبانا والسلام، وصلبنا إيدنا عَ وجنا، معناتا لازم السما تنزل لعنا.. مش عارفين الله دعانا نكون مجتهدين بالإيمان، بقول الرب بالإنجيل: “ملكوت الله يُغتصب إغتصاب“.. في معركة بدك تنالها، هالمُلك اللي شلّحك ياه الشرير حتى يعود الرب ليُملك عليك من جديد المعركة تخوضا..
بهيدي المعركة بدنا نستردّ اللي سلبو إبليس منا.. ونرجع نعطي ملك قلبنا لَ الله. وهيك بيرجع بروحو يهيمن عَ أفكارنا، وكياننا، وحياتنا.. وهيك حياتنا بترجع تثمر قداسة، وبتبيّن الفضيلة.
كانوا قديماً إيام المسيحية الأوائل، لما يطلعو فيُن كيف عايشين!!! كانو يقولو “المجد لله”. ما بَعرف إذا حياتنا بعدا بتمجّد الله، أو بتخلّي الناس تكفر بِ الله.
بدنا نشتغل مع الروح القدس حتى يبدلّنا، ويِنقلنا من الإنسان القديم، الى الإنسان الجديد، ويعطينا فعلاً نكون بحياتنا نكون متل ما الرب بِريد. وأن نكون خليقة جديدة. وحياتنا تشهد للرب، والناس بس تشوفنا تؤمن أنّو يسوع هو الله، وأنه اتى وخلّصنا.
ربنا يباركم، ويبارك حجكُن على هالوادي.. ويَعطينا شفاعة أبونا أنطون، هالراهب يللي الحجار بعدا بتحكي، وأنفاسو بعدا موجودة، وروحو..
بتخبّر هالمَحبسة عن بطولة قداستو، قَصَدوها كتير ناس بس كان عايش، وأخدو نِعَم كبيري، واليوم من قبرو بعدو مكفَّى بعطاءاتو، لأنو منعرِف متى الرب حلّ بقلبنا ما فيشي بهالدِني يوقفنا، لا موت ولا قوة.
هالراهب يللي فعلاً كان أمل.. بعزّ الحرب كنا نقصدو لهون، وكانت الضحكة ما تفارق وجّو.. ويوم كانت المصايب والقنابل عَ مُخنا، ورغم الآلام الكبيري اللي حاملها بجسمو، كان زلمي يعطينا العزاء، وما في نهار يقول آخ او يتألّم، أو يطلب شيء… ما كان يتمَلمَل..
على الأكيد، مش معناتا إذا قلت آخ بوجعي معناتا أنا خطيت… لاق.. بس شو هالقوة اللي كانت مالكِة عَ قلبو مخلتو فوق الألم.. ومخلِّتو فوق الوجع.. ومخلّي الضِحكة دايماً ما تفارق وجّو.. رغم إنّو ما فيشي بصحتو في خير وعافية.
أنا يوم من الإيام ركعت حدّ تَختو.. وقلتلو “بدّي إعمِل متلك”…؟؟ شوفي بقلبك ما بخليك تحسّ بالألم..!! هوي تنبّى بيوم من الإيام وقلي.. “إنت بتفوت عَ الدير عند المريميين وبتصير راهب”.. ومتل ما قلي صار.. وما كنت اعرف شو دير… وبصلاتو وبآلامو نبتّت كتير صلواتو كهنة ونفوس مرتدّة، وأشخاص رجعو يحبو الله. وما زال لغاية اليوم حتى من قبرو عَم يعطي نِعَمْ لكتير نفوس بتقصدو عَالمحبسة.
بدنا نصلي حتى الرب، يعطينا نعمة قداستو ويكتّر القديسين ببلادنا، حتى يكون مستقبلنا حلو وزاهر بصلاتو من السما..
♰ أمين ♰