– همّ الفاو “التمكين، من يراقب رفض التوطين.. السياسات الدولية من الباب ومن الشباك!
***
ستحصل 150 تعاونية زراعية نسائية في لبنان على منحة من الحكومة الكندية لتنفيذ مشروع «رائدات الأرياف» بإشراف منظمة فاو، وبالتعاون مع وزارة الزراعة. والهدف من مشروع “رائدات الأرياف” هو تمكين المرأة اقتصادياً، من خلال دعم التعاونيات والجمعيات الزراعية النسائية والعاملات من أُسَر النازحين السوريين.
المثير للشك في الموضوع، هو أنّ السياسات الدولية تسعى تمرير سياساتها من خلال أخطبوط منظمات الأمم المتحدة.. فالدول التي تحترم سيادتها عليها مراقبة الجمعيات بدقة لأنها بالعادة ما تكون أحصنة طروادة ضدّ شعوب دول العالم الثالث..
«رائدات الأرياف» عنوان براق لمنتوج غير معروف فائدته.. لأن الأموال التي تُنفق في لبنان كان بإمكانها أن تكون أكثر فعالية للمرأة السورية في وطنها، لو إحتسبنا فرق العملة من جهة وغلاء المعيشة في لبنان.
ملاحظات
هذا المشروع الساعي إلى دمج الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في الريف اللبناني والنازحات السوريات، يصبح مختلفاً جداً بعد ملاحظات رئيس مجلس إدارة الاتحاد الوطني العام للجمعيات التعاونية اللبنانية رضا الميس، التي وجهها إلى وزير الزراعة حسن اللقيس. فقد طلب الميس «تصويب المشروع لتستفيد منه التعاونيات»، بعدما تبيّن أنه يراعي توجهات الواهب من دون أي مراعاة للواقع اللبناني، لكونه «سيدعم التعاونيات الزراعية النسائية والجمعيات النسائية، فيما لكل منها مرجعية مختلفة، ولكل منها أهداف تأسيسية مختلفة وغير مترابطة في العمل.
كذلك فإن تقديم المساعدة مباشرةً إلى النازحات السوريات ليكنّ اليد العاملة في التعاونيات، يشكل منافسة لليد العاملة النسائية اللبنانية العاملة أساساً في هذه التعاونيات».
المشكلة الأكبر، بحسب الميس، أن المشروع سيدعم كل تعاونية بنحو 8 آلاف دولار «وهو مبلغ غير كافٍ لشراء آلة واحدة للعمل بها، فكيف لإنشاء تعاونيات جديدة؟». ولفت الميس إلى أن «قيمة المشروع الإجمالية تبلغ 4.912 ملايين دولار، فيما المساعدات للتعاونيات محددة بـ 1.2 مليون دولار، أي أن 76% من القيمة الإجمالية عبارة عن أجور ودورات تدريبية»، ما يثير سؤالاً أساسياً: أين تنمية التعاونيات، وأين مساعدتها على تحسين إنتاجها وتسويقه؟
وبحسب مستندات المشروع المتوافرة لدى منظمة «فاو»، إن توزيع الكلفة هو على النحو الآتي:
– 1.66 مليون دولار كلفة فريق الإدارة.
– 151 ألف دولار لأعمال مختلفة.
– 100 ألف دولار للسفر.
– 25 ألف دولار للتجهيزات.
– 2 مليون دولار لعقود تقنية وإدارية ولوجستية (تشمل المساعدات للتعاونيات والعاملات السوريات).
– 113 ألف دولار تدريب.
– 193 ألف دولار مصاريف عمومية.
– 565 ألف دولار دعم تقني من «فاو» بنسبة 13% من المشروع.
هذه التفاصيل تجعل التساؤل مشروعاً عما إذا كان المشروع يهدف فعلاً إلى تمكين المرأة اقتصادياً، أو تريد “فاو” منه دفع رواتب موظفيها بشكل يشبه مشروعاً وقّعت عليه مع مجلس الإنماء والإعمار لتخفيف التلوث في نهر الليطاني، واقتصر على إجراء تجارب على بعض المواقع من دون تقديم أيّ دعم للمزارعين؟
المصدر: الأخبار + Agoraleaks