–الحكومة الألمانية تحض المواطنين على ارتداء قلنسوة الكيبا اليهودية تضامنا
***
ربما يستغرب كثيرون ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين، تزايد مشاعر “معاداة السامية” في العالم وبخاصة في اوروبا، الموطن الاصلي لليهود، قبل ان تغزوا عصابات الهاغاناه الصهيونية في العام 1948، فلسطين وتحتلها وتطرد سكانها الاصليين من بيوتهم وارضهم التاريخية، وتمر المانيا اليوم بخضات بين المواطنين الالمان غير اليهود والالمان اليهود، ما ينذر بتوترات قد يصعب قياس حدتها في الوقت الراهن.
ففي الشكل، بات تعبير “معاداة السامية” في العالم مبهماً، بعدما نجحت المنظمة الصهيونية بخلط المفاهيم، بين يهودي يتبع التوراة واسرائيلي يؤمن بالتلمود وبدولة اسرائيل، فلا شيئ اسمه “أرض الميعاد” من الناحية الدينية، وقد أوضح الرسول مار بولس من دون أي لبس مفهوم اورشليم بنسبها الى تلك السماوية وليس الارضية التي تدعي الصهيونية أحقية اليهود بها، بل تبقى القدس عاصمة فلسطين ومهد الديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والاسلام.
اما في المضمون فالسؤال الذي يطرح، ان لماذا ارتفعت مشاعر العداء ضد اليهود في المانيا مجددا بعدما خفتت لعشرات السنين؟ اليس بسبب تصرفات اليهود في .فلسطين وكذلك نتيجة فشلهم بالانخراط منذ مئات السنين في المجتمعات التي ولدوا فيها وبخاصة الاوروبية منها؟، وهم مواطنون منها ويملكون جنسيتها
وفي جديد إثارة قضية “معاداة السامية”، دعت الحكومة الألمانية المواطنين الى ارتداء قلنسوة الكيبا اليهودية قبل تظاهرة مناهضة لاسرائيل كنوع من ابداء التضامن، في الوقت الذي يواجه فيه اليهود تصاعدا في معاداة السامية، متراجعة عن تحذير سابق لأحد المسؤولين الرسميين من ارتداء هذه القلنسوة.
وكان مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين أثار ضجة عندما صرّح خلال عطلة نهاية الاسبوع لمجموعة “فانكي” الاعلامية انه ليس باستطاعته “نصح اليهود بارتداء الكيبا في كل مكان وفي جميع الاوقات في ألمانيا”.
وأعرب الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين عن صدمته من تحذير كلاين وقال إن هذا “استسلام أمام معاداة السامية” ودليل على أن اليهود غير آمنين في ألمانيا.