من لديه شجاعة نهج الديبلوماسية المقاومة لعنصرية إسرائيل والدفاع عن حقّ عودة الفلسطنيين ومنع توطين السوريين، لا يطعن يا “سفير”..
علا بطرس –
عبّر السّيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله والمقاومة بوجه القوى التكفيرية وإسرائيل عن ثقته بفخامة الرئيس ميشال عون بفعل التجربة التي خاضها الرجلين في حرب تموز 2006 وحرمت العماد عون من أحقية موقع الرئاسة الأولى في اتفاق الدوحة بفعل الظّروف الناجمة عن أحداث 5 و7 أيار ليكون عهد الرئيس ميشال سليمان مصوّباً على أهم معادلة بالنسبة للحزب والمسماة ذهبية “شعب، جيش، مقاومة” جانحاً عن أداء دوره الوسطي نحو المبارزة الإنتخابية غير المحسوبة النتائج مع العماد عون وتياره.
وفي ضوء معطيات كثيرة، اقتنع الحزب وبالتجربة أيضاً أن العماد عون، الممثّل الأول للمسيحيين، هو الضمانة للمكوّنات يوم تضامن مع حليفه والثنائية الشيعية للدفاع عن الميثاقية في حكومة السنيورة. وكان من الطبيعي أن يقف حزب الله الى جانب العماد عون ومطالبه بعد محاولات فرض متكرّرة لقضم حصّة التكتل وما يمثّله من دور وشعبية.
أما الوزير جبران باسيل رئيس التّيار الوطني الحرّ، فلديه كلّ الشجاعة والإقدام والوفاء لنهج الديبلوماسية المقاومة لعنصرية إسرائيل واعتداءاتها المتكرّرة على السيادة، وهو المدافع عن حقّ العودة للفلسطنيين ولمنع توطين السوريين حماية للدّستور بدفع الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي الى تبني العودة الآمنة… وهو الذي حوّل وزارة الخارجية اللبنانية الى مركز استقطاب دولي لأهمية لبنان الرسالة رافعاً الصوت بوجه الإرهاب التكفيري ونموذج داعش وأعاد الإعتبار لدور المغتربين اللبنانيين. فكان بالحريّ لمن يجاهر عن حقوق الشعوب المستضعفة أن يجاهر في دفاعه عن أبناء وطنه الذين هاجروا بفعل السيف العثماني وأحلام أبو عمار في الوطن البديل والمشاريع العابرة للحدود الوطنية ناقلين الصّراع بفكرهم الثاقب من أرض فلسطين الى الجوار الإقليمي… فكانت الحرب اللبنانية الذين ما زالوا يتنعّمون بامتيازات حصص طائفها وحصص الآخرين بالهيمنة!
ولا عجب من تشويه صورة الوزير جبران باسيل في الصحافة الإسرائيلية واتهامه بالفساد لكن العجب هو في التكافل من كتبة الداخل المصنّفين في خانة المعاداة لها لتأتي “وثائق بنما” الكاشفة لعمليات الإثراء غير المشروع والصفقات الحكومية المشبوهة مع رجال الأعمال في الدول العربية دون أيّ ذكر من الأقلام اللبنانية التي تلاحق الحكام بأمر المال في أيّ وثيقة أو خبر مفنّد يتعلّق برئيس التيار الوطني الحرّ أكان في بواخر الكهرباء أو النفط أو العقارات أو الطائرة المزعومة دون أيّة جرأة مهنية أو أدبية في تقديم الإعتذار. وعليه، يحذّر التياريون من أي مسّ بالوزير جبران باسيل بعد اليوم في أيّ تشويش مماثل وسيكون القانون هو الضمانة للعدالة!
أما وصول العماد عون الى موقع الرئاسة الأولى هو بفعل نضال وإيمان شعبه “أنّ الحقوق تؤخذ ولا تعطى” وتصميم من القيادة في تحقيق الشراكة وفق الميثاق الوطني وتدعيم الوحدة الوطنية بالتفاهمات الراسخة دون منّة من أحد.
أما الوفاء السياسي فهو لأصحاب المبادىء والإلتزامات الأخلاقية على قاعدة “كما تراني يا جميل أراكَ” مستذكراً جمهور التيار الوطني مسار الوفاء لقيادة التيار تجاه كل الأفرقاء دون استثناء منذ العام 2005 ومردّداً مع ما قاله الإمام عليّ: “الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله” والإجابات المنتظرة برسم كلّ متابع ومطّلع أين لم يفِ التيار بالتزاماته؟
وختاماً، لن يزيح أحد رئيس التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية في تحقيق برنامج الإصلاح والتغيير وقوامه “بناء الدولة” ومكافحة الفساد، وأن الجهاد الأكبر لن يبدأ عند تأليف الحكومة التي هي حاصل محصول بل عند قانون انتخابي عادل يفرز الأحجام والمواقع!
المصدر: tayyar.org