– أعماله ؛ بعض يومياته ؛ أقواله ؛ صلواته..
* ♰ *
سادسًا: أعمال الأب بيّو
1. «بيت الألم الممجّد La Casa»
في التاسع من كانون الثاني 1940 وفي غرفة الأب بيّو تجسّد هذا المشروع. كان ثلاثة من أبنائه الروحيّين مجتمعين معه، وكان الكلام يدور حول الأمراض، فأوضح الأب أنّ علينا أن نرى في كلّ مرض صورة ليسوع المتألّم وأن نعمل ما بوسعنا لنريحه.
«إنّ عمل رحمة من الإنسان عظيم جدًّا في عين الله. فالحبّ هو الشرارة الإلهيّة في النفس البشريّة». يجب أن تكون أعمالنا بشكل يسمح للسيّد المسيح أن يقول لنا: «كنت جائعًا فأطعمتموني، كنت مريضًا فزرتموني…».
وهكذا ولدت فكرة المستشفى. وأخرج الأب بيّو من جيبه قطعة ذهبيّة كان قدّمها إليه أحد الحجّاج، ووضعها على الطاولة قائلاً: «هل يمكن أن أكون أوّل من يتبرّع للمستشفى الجديد؟»
نظرة الأب بيّو إلى المرض نظرة مستوحاة من الإنجيل فبنظره كلّ شرّ بشريّ جسديّ نفسيّ، أخلاقيّ، اجتماعيّ ينتج بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن الخطيئة. وقال بعدها البابا “بيوس الثاني عشر”: «على الطبّ لو أراد أن يكون إنسانيًّا بحقّ أن يتوجّه إلى الشخص بكامله جسدًا ونفسًا وروحًا».
وقد كتب الأب بيّو: «إن بيت الراحة هو نواة ستصبح فيما بعد مدينة استشفائيّة مجهّزة تقنيًّا بأحدث التجهيزات… سيصبح بيت الراحة مركز صلاة وعلم حيث سيجد الجنس البشريّ نفسه في المسيح المصلوب كقطيع واحد لراعٍ واحد».
«لقد مشينا مرحلة من الطريق، فلنكمل المسير مسرعي الخطى تلبية لنداء الربّ: وأنا شخصيًّا بصلاة متواصلة مع الرغبة المشتعلة بأن أضمّ البشريّة المتألّمة جمعاء إلى قلبي لأقدّمها لرحمة الآب السماويّ».
كما قال متوجّهًا إلى كبار الأطباء من الجمعيّة العالميّة لأطبّاء القلب القادمين من الأرجنتين، من الولايات المتحدة، من باريس، لندن، ستوكهولم وروما من أجل تدشين “البيت” La Casa: «إنّ رسالتكم هي الاعتناء بالمريض لكن إن لم تحملوا الحبّ إلى سرير المريض أعتقد أنّ الدواء لن ينفع كثيرًا. لقد جرّبت هذا… احملوا الربّ إلى المرضى هذا يساوي أكثر من أيّة عناية أخرى».
إنّ الربّ هو يبني «بيت الراحة» بيديه… «فهو عمل الله وسيبقى مدى الدهر والويل لمن يمسّه… عمل إلهي، عمل جديد، وعمل دهريّ للطبّ الحديث». قدّم الأب بيّو La Casa إلى الحبر الأعظم بإرادته (وثيقة 1957).
إنّه يعتني بمستشفى واحدة بالجسد والروح والنفس: «تلك هي الفكرة العبقريّة للأب بيّو».
2. مجموعات الصلاة
«إنّ مجموعات الصلاة هي القلوب والأيدي التي تدعم العالم» (الأب بيّو).
وُجدت هذه المجموعات لتكون قاعدة روحيّة لعمل البيت «La Casa» لكن منذ 1916 كان مشروع الأب بيّو هكذا: «بيوت حبّ في الكنيسة، بالكنيسة ومن أجل الكنيسة». «كونوا مراكز إيمان ومحبّة يكون في وسطها المسيح نفسه موجودًا كلّما اجتمعتم من أجل الصلاة ولمشاركة الحبّ الأخويّ تحت رعاية رعاتِكم ومدرائكم الروحيّين».
هذه المجموعات يجب أن يكون لديها مرشد روحيّ كاهن يوافق عليه الأسقف، وأن يجتمعوا في كنيسة أقلّه مرّة في الشهر حول القربان ومن أجل سماع كلمة الله. إنّهم ينتشرون في العالم كلّه ومركزهم الروحيّ La Casa في سان جيوفاني.
سابعًا: بعض يوميّاته
1. أرجو ألاّ يكون قد تعرّض لمشاكل على الحدود
كتبت راهبات من كولخوز في تشيكوسلوفاكيا إلى سان جيوفاني بقصد الشكر: «منذ سنة لم نعدْ نرى كاهنًا هنا. وكنّا حزينات ومحبطات بسبب حرماننا من أسرار الكنيسة المقدّسة، من القدّاس ومن المناولة. وكنّا بشوق عظيم لاستقبال يسوع في الافخارستيّا، وإذا بالأب بيّو يأتي إلينا. احتفل بالقدّاس وناولنا. لا أستطيع أن أعبّر كم فرحنا لكن ما يؤسفنا أنّه عاد لتوّه دون أن يأخذ فنجان قهوة. نرجو ألاّ يكون قد تعرّض لمشاكل على الحدود».
2. ملاك مطيع جدًّا
«أرسلوا إليّ ملاككم الحارس!» هذا ما كان يقوله الأب بيّو عندما مُنِع من الاتصال بابنائه الروحيّين! هذا ما فعلته إحدى بناته الروحيّات. حين التقى بها الأب بيّو قال لها: «برافوا! إنّ الملاك رسولك! أرسلتِه ليقول لي إنك لم تذهبي إلى القدّاس ولم تتناولي!»
– إذن، يا أبتِ لقد أخبركَ بكلّ شيء؟
– بالتأكيد أتى يقول لي كلّ شيء، إنّه ليس قليل الطاعة!
3. ما هذه الأفكار التي كانت لديك في القدّاس؟
البروفسّور لويدجي بانكارا Luigi Pancara الكنديّ الذي أتى إلى مستشفى La Casa كان يشكّك بكلّ ما كان يحدث مع الأب بيّو، وفي يوم زفاف ابنته ذهبت العائلة كلّها للمشاركة في قدّاس الصباح. وفي أثناء القدّاس كانت تراود البروفسّور أفكار ضدّ الإيمان فيما يخصّ تحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم يسوع. وبعد القدّاس ذهب لرؤية الأب بيّو فضمّه الأب بين ذراعيه هامسًا في أذنه:
«ما هذه الأفكار التي كانت تراودك في القدّاس هذا الصباح؟ متى ستتخلّص منها نهائيًّا؟ ماذا تظنّ أننا جئنا نفعل في هذا العالم؟ ثمّ، اسمعني جيّدًا، لا يهمّني ماذا فكّرتَ بي، إنّما الشكّ في سرّ تحوّل الخبز والخمر هو أكبر إهانة يمكنك أن توجّهها ضدّ الله».
اضطرب عندها البروفسّور وشعر بالخجل وبادر إلى طلب السماح من الأب الذي باركه واضعًا يده على رأسه وأكّد له أنّه سيذكره في صلاته دائمًا.
ثامنًا : من أقوال الأب بيّو
1. في الألم
– لقد كان العذابُ محبّبًا جدًّا للأنفس الكبيرة. فهو مساعد للخليقة بعد مأساة السقطة الأولى. فهو «المخل» الأكثر قدرة على تحقيق الخلق، إنّه اليد الثانية للحبّ اللامتناهي في إعادة خلقنا.
– إنّ الملائكة تغار منّا بشيء واحد: لأنّها لا تستطيع أن تتألّم من أجل الله. وحده الألم يسمَح للنفس بأن تقول بكلّ تأكيد: إلهي، إنّك ترى جيّدًا بأنّني أحبّك!
– إنّ الألم الجسديّ والنفسيّ هو التقدمة الفضلى التي يمكننا أن نقدّمها للذي خلّصنا متألّمًا.
– لا نرغب بأنّ نفهم أن الله لا يريد ولا يستطيع أن يُخلّصنا أو يقدّسنا بدون الصليب؛ وبقدر ما يشدُّ النفس إليه، بقدر ذلك يطهّرها بواسطة الصليب.
– لكلّ صليبه على هذه الأرض، يبقى ألاّ نكون لصّ الشمال بل بالحريّ لصّ اليمين.
– أنا لا أحبّ العذاب في ذاته، إني أطلبه من الله وأشتهيه من أجل الثمار التي يُعطيني إيّاها: إنّه يؤدّي المجد لله، يُخلّص إخوتي في هذا المنفى يُحرّر النفوس من نار المطهر. وهل لي أن أبغي أكثر؟
– أبت، ما هو العذاب؟ – إنّه تكفير.
– وبالنسبة لك ما هو؟ – إنّه خبزي اليومي، إنّه لذّتي!
– لكي يُرضعنا حليبًا يُغدِق الربّ علينا نعمه فنعتقد بأنّنا نلامس السماء بإصبعنا. لكنّنا نجهل بالمقابل بأنّه إذا أردنا أن ننمو علينا أن نأكل خبز المشقّة: الصلبان، الإهانات، المِحَن والمعاكسات.
– إنّ القلوب القوّية والسخيّة لا تتألّم إلاّ لأسباب مهمّة وحتّى هذه الأسباب لا تُدخلها كثيرًا إلى عمق أعماقها.
– أُشكر وقَبِّل بلطف يد الله التي تهزّك. فهي دومًا يدُ الأب التي تودّبك لأنّها تريد لك الخير.
– نخدم الله فقط عندما نخدمه بالطريقة التي يريدها هو.
– لا يستحقّ سُعفَ المجد إلاّ من جاهد صابرًا إلى المنتهى. لنباشر إذًا، هذه السنة، جهادنا المقدّس وسوف يعضدنا الله ويُكلِّلنا بالنصر الأبديّ.
– إصنَعْ الخير أينما كنت لكي يستطيع كلّ من يراك أن يقول: «هذا ابنٌ للمسيح». احتملْ الضيقات، الضعف والألم حُبًّا بالله ولأجل ارتداد الخطأة المساكين. دافع عن الضعيف، وعزِّ من يبكي.
– لا يستحقّ سُعف المجد، إلاّ من جاهد صابرًا إلى المنتهى. لنباشر إذًا، هذه السنة، جهادنا المقدّس وسوف يعضدنا الله ويُكلِّلنا بالنصر الأبديّ.
– عندما تدقّ ساعتنا الأخيرة وتتوقّف دقّات قلبنا يكون كلّ شيء قد انتهى بالنسبة لنا، هوذا وقت الاستحقاق وحتّى عدم الاستحقاق. سيجدنا الموت على ما نحن عليه وسنمثل أمام المسيح الديّان. عندما لا يجدي نفعًا صراخنا وتوسّلنا، دموعنا وزفرات توبتنا التي كان بإمكانها على هذه الأرض اكتساب قلب الله، وقد كانت تستطيع أن تصنع منّا نحن الخطأة، بمعونة الأسرار، قدّيسين. واليوم لا قيمة لها لقد ولّى زمنُ الرحمة والآن ابتدأ زمان العدالة.
2. في التواضع
– اتّضعي بمحبّة أمام الله والناس، لأنّ الله تكلّم مع مَن يُبقي اذنيه منخفضتين. كوني محبّة بصمت لأنّ الثرثرة لا تخلو من الخطأ. اختلي بنفسك قدر ما استطعتِ، ففي العزلة يكلّم الربّ.
– إنّ التواضع والمحبّة يسيران معًا. الواحدة تمجّد والأخرى تقدّس. إنّ التواضع وحشمة الملابس هما جناحان يرفعان الإنسان إلى الله ويؤلّهانه تقريبًا.
– إتّضعوا دائمًا وبحبّ أمام الله والناس، لأنّ الله يتكلّم مع من يُبقي بالفعل قلبه متّضعًا أمامه ويغنيه بعطاياه.
– إذا كان علينا أن نتحلّى بالصبر لكي نتحمّل شقاء الآخرين، بأولى حجة، علينا أن نتحمّل ذواتنا. إتّضع لقلّة أماناتك اليوميّة، إتّضع دائمًا. عندما يراك يسوع متّضعًا حتّى الأرض، يمدُّ لك يده ويأخذ على عاتقه أمر وصولك إليه.
– هل رأيت حقل قمح في عزّ نضوجه؟ فإنّك تستطيع أن تلاحظ بأنّ بعض سنابل عالية وقويّة وأخرى بالحري منحنية إلى الأرض. حاول أن تأخذ العالية المستكبرة، ستجدها فارغة، أمّا إذا أخذت القصيرة المتواضعة فإنّها مثقلة بالحبوب.
3. في الطاعة
– حيث لا توجد طاعة لا توجد فضيلة. وحيث لا تكون الفضيلة ينعدم الخير ويتغيّب الحبّ وحيث لا وجود للحبّ لا وجود لله، وبدون الله لا يدخل أحدٌ الفردوس. هذه كلّها تشكّل سُلَّمًا فإذا فقدنا إحدى درجاته نسقط إلى أسفل.
4. في التواضع ضدّ الكبرياء
– إنّ حبّ الذات، ابن الكبرياء، هو أشدّ شرًّا من أمّه.
– إنّ التواضع هو الحقيقة، والحقيقة هي تواضع.
– إن الله يُغني النفس التي تتعرّى من كلّ كبرياء.
– غالبًا ما يُظهر لنا الربّ مَنْ نحن شيئًا فشيئًا. في الحقيقة يبدو لي غير معقول أنّ إنسانًا، له عقل، وضمير، يمكنه أن يستكبر.
5. في فضيلة المحبّة
– إنّ المحبّة هي مَلكة الفضائل. كما أنّ اللؤلؤات تتجمّع بعضها إلى بعض بواسطة خيط، هكذا المحبّة تجمع بذاتها الفضائل الأخرى.
– أحبِبْ يسوع، أحببه كثيرًا لأجل ذلك أحبب بالأكثر الإماتة. يريد الحبّ أن يكون مرًّا.
– الحبّ ينسى كلّ شيء، يغفر كلّ شيء، ويعطي كلّ شيء بدون تحفّظ.
– إنّ فعل حبّ واحدًا تقوم به في زمن الجفاف يساوي أكثر من مئة فعل تنجزهم في زمن الحنان والتعزية.
– إنّ المحبّة هي المقياس الذي على أساسه سيُحاسِب الربّ الجميع.
– تذكّر بأنّ محور الكمال هو المحبّة مَن يعيش من المحبّة يعيش في الله، لأنّ الله محبّة كما يقول الرسول يوحنّا.
6. في محبّة الآخرين
– إجتهدوا بألاّ تتوانوا بأي شكل ولأيّ سبب عن القيام بفعل المحبّة لأي كان. ليس هذا فقط بل بالأكثر، استغنموا كلّ فرصة ومناسبة لتعرضوا ذواتكم لعمل المحبّة. هذا ما يريده الربّ وهذا ما علينا أن نُجهد نفوسنا للقيام به.
– ليس لقلب معلّمنا الإلهيّ شريعة أكثر تحبّبًا من شريعة الطيبة والتواضع والمحبّة.
– لنذكُر أن قلب يسوع قد دعانا ليس فقط لتقديسنا، بل أيضًا لأجل تقديس النفوس الأخرى. إنّه يريد منّا أن نساعده في خلاص النفوس.
– لا تُفكّروا بأنّكم تسرقون وقتي، لأنّ الوقت الأفضل هو ذاك الذي نمضيه في تقديس نفوس الآخرين، وأنا لا أعرف كيف أشكر رحمة الآب السماويّ لكونه يضع أمامي نفوسًا أستطيع أن أُساعدها بشكل أو بآخر.
– لم تخطر أبدًا ببالي فكرة الانتقام: لقد صلّيت لأجل الجاحدين والنمّامين. وأصلّي فلربما أكون قد قلت للربّ: يا ربّ، إذا كان يلزمهم عصًا لكي يرتدّوا فليكن ذلك حتّى يخلصوا.
– ليلذُّ لله بأن تصطلح هذه الخلائق المسكينة وتعود بالفعل إليه! لأجل هؤلاء الأشخاص علينا كلّنا أن نلبس حنان أحشاء الأم، ولهذه الغاية علينا أن نبذل عناية فائقة، لأنّ يسوع يقول لنا بأنّه يكون في السماء فرح عظيم لأجل خاطئ واحد يتوب أكثر بكثير من ثبات 99 صالحين.
– أنت يا من هو مسؤول عن النفوس، عاملها بحبّ، بحبّ كبير، بكلّ الحبّ، استنفد قوّة الحبّ فيك وإن بانت بلا جدوى… فاستعمل العصا، لأنّ يسوع مثالنا، علّمنا ذلك عندما خلق الجنّة والجحيم أيضًا.
– يا يسوعي، خلّص الجميع، إنّي أقدّم ذاتي ذبيحة عن الجميع، قوّني، خذ هذا القلب، املأه من حبّك ثمّ مُرْني بما تشاء.
7. في فضيلة البساطة
البساطة هي فضيلة لكن إلى حدّ ما لا يجب أن تغيب أبدًا عنها الحكمة. أمّا المراوغة والاحتيال فهما من الشيطان ويُسبِّبان الشرّ الجسيم.
8. في فضيلة الطاعة للرؤساء وللكنيسة
– أن نخضع لا يعني أن نكون عبيدًا إنّما أحرارًا من أجل مشورة مقدّسة.
– عندما ننفّذ إرادة الآخرين، علينا أن ندرك بأنّنا نعمل إرادة الله التي تتجلّى لنا من خلال إرادة الرؤساء والقريب.
– كوني دومًا على اتحاد بالكنيسة المقدّسة لأنّها وحدها تستطيع أن تعطيك السلام الحقيقيّ، ووحدها تملك يسوع في الأسرار الذي هو أمير السلام الحقيقيّ.
9. في التجارب والشيطان وروح الشرّ
– إنّ النفس البشريّة هي أرض صراع بين الله والشيطان فيها يدور في كلّ لحظة من الحياة. فمن الضروريّ أن تستسلم النفس بِحريّة للربّ وتدعه، في كلّ شيء، يحصّنها بكلّ أنواع الأسلحة.
ليكن نور الربّ موجّهًا إيّاها في محاربتها لظلمات الضلال. لتلبَسْ يسوع المسيح، بحقيقته وعدله، ولتحمل درع الإيمان وكلمة الله لتغلب أعداءها المقتدرين جدًّا ولكي نلبس يسوع المسيح من الضروريّ أن نموت عن ذواتنا.
– لا تُرعبكُم كثرة حِيَل هذا الحيوان الجهنّمي. فيسوع هو دائمًا معكم، يحارب معكم ولأجلكم، لن يسمح أبدًا بأن يُغلب على أمركم وتنهزموا.
– التجارب ضدّ الإيمان والطهارة هي بضاعة يقدّمها العدوّ، لكن لا تخافيه بل احتقريه، فما دام يضجّ فهذه علامة لعدم سيطرته على إرادتك.
– لا تضطرّبي لِما تختبرين من قبل هذا الملاك المتمرّد. لتكن إرادتك دائمًا معاكسة لمقتراحاته. عيشي هادئة طالما ليس هناك من خطيئة إنّما إرضاء لله وربح لنفسك.
– إهرعي إلى الله عندما يُهاجمك العدوّ، إرتجي الربّ وآملي منه كلّ خير. لا تتوقّفي بإرادتك عند ما يُقدّمه لك العدوّ أذكري أن النصر بالهرب. عليك، أمام المؤشّرات لأفكار عدائيّة ضدّ هؤلاء الأشخاص من أن تسحبي تفكيرك عنها وتحتمي بالله. أمامه إحني ركبتيك وبتواضع كبير ردّدي هذه الصلاة الصغيرة: «إرحمني، فإني مسكينة ومريضة».
– لا تخيفك التجارب، إنها امتحان للنفس التي يريد الله اختبارها عندما يرى فيها القوى اللازمة لتتحمّل الصراع وتجدل بيديها سعف المجد.
– للشيطان باب واحد يدخل فيه إلى روحنا: الإرادة. أمّا الأبواب السريّة فلا وجود لها. لا تُحسَب علينا خطيئة إن لم نرتكبها بإرادتنا. فعندما لا تتدخّل الإرادة، ليس هناك من خطيئة بل مجرّد ضعف بشريّ.
– إنّ الشيطان كالكلب المسعور المربوط بجنـزير لا يستطيع أن يعضّ أحدًا خارج حدود هذا الجنـزير. إبقَ إذًا بعيدًا عنه فإذا اقتربت منه كثيرًا سينال منك.
– إنّ عدوّنا الذي أخذ على عاتقه إنزال الضرر بنا يكون قويًّا مع الضعفاء لكنّه يجبُن أمام مَن يواجهه وسلاحه في يده.
– تأكدي أنّه بقدر ما تكون النفس مرضية لله بقدر ذلك عليها أن تتجرّب. إذًا تشجّعي دائمًا وإلى الأمام.
– إنّ الثقة هي ما ألقّنه إياك دائمًا. لا شيء يستطيع أن يخيف النفس التي تثق بربّها وفيه تضع كلّ رجائها. إنّ عدوّ خلاصنا هو أبدًا كامِنٌ في داخلنا لكي ينـزع من قلبنا المرساة التي عليها أن تقودنا إلى الخلاص، أعني ثقتنا بالله أبينا؛ فلنتمسّك جيدًا بتلك المرساة ولا نتركها بتاتًا ولو للحظة، وإلاّ خسرنا كلّ شيء.
– آه، يا لها من سعادة نتذوّقها في المعارك الروحيّة! يكفي أن نرغب بأن نعرف دومًا كيف نحارب لنظفر بالنصر الأكيد.
– كوني أكيدة إنّه بقدر ما تنمو هجمات العدوّ بقدر ذلك يكون الله أقرب إلى النفس. فكّري واستوعبي جيّدًا هذه الحقيقة الكبيرة والمعزّية.
– كوني نشيطة ولا تخافي غضب “لوسيفوروس” الحانق. تذكّري دائمًا هذا: إنها علامة جيّدة، فما ضجيج العدوّ وحنقه على إرادتك إلاّ دلالة بأنّه لم يقتحمها بعد.
– أقول أيضًا وأكرّر: إنّ تجاربك هي من الشيطان ومن جهنّم، لكن عذاباتك وأحزانك هما من الله من الجنّة. فاحتقري التجارب وعانقي الشدائد.
– إنّ التجارب هي الوسيلة التي يربط بها الله النفوس العزيزة عليه.
10. في سرَّي التوبة والافخارستيّا
– في ضجيج الأهواء والمعاكسات، يسندنا رجاء رحمته اللامتناهية. فلنسرعْ بثقة إلى منبر التوبة حيث ينتظرنا كلّ لحظة بلهفة الأب، معترفين أمامه بعدم استحقاقنا، ولا نشُكنّ من الحصول على الغفران لكلّ أخطائنا. فلنضع عليها، كما فعل الربّ حجر القبر.
– إنّي أحتمل الموت ألف مرّة ولا أن أُهين الربّ بعيون مفتّحة.
– لا يجوز أن نعود لا بالفكر ولا بالاعتراف إلى الخطايا التي اتّهمنا بها نفوسنا في الاعترافات السابقة. فإنّ يسوع، بسبب ندامتنا قد غفرها لنا في منبر التوبة. هناك كان يسوع منتصبًا أمامنا وأمام شقاواتنا يسامح المديون عن دين يفوق قدرته بكثير. بحركة سخيّة وغير متناهية بمزّق الصكوك التي وقّعناها يوم خطئنا.
– إن العالم يمكنه أن يستمرّ حتّى بدون شمس لكنّه لن يدوم بدون الإفخارستيّا.
– في هذه الأوقات المحزنة جدًّا بسبب موت الإيمان وانتصار عدم التقوى، تبقى الوسيلة الأنجع لثباتنا معصومين من وباء الطاعون الذي يحيط بنا بأن نتقوّى بهذا الغذاء الإفخارستيّ.
– عندما تشترك بالقدّاس الإلهيّ جدّد إيمانك وتأمّل تلك الضحيّة التي تُذبَح لأجلك للعدل الإلهيّ حتّى ترضيه وتجعلها مقبولة لديه. عندما تكون بحالة جيّدة تحتفل بالقدّاس. وعندما تكون بحالة سيئة ولا تستطيع الاشتراك به فإنّك تقول القدّاس.
– طِرْ بالروح إلى أمام بيت القربان عندما لا تستطيع الذهاب إليه بالجسد. هناك أطلق العنان للأشواق الملتهبة وتكلّم وصلِّ وضمّ حبيب الأنفس بطريقة أفضل ممّا لو كنت تقبله في سرّ القربان.
– إنّ كلّ قدّاس نحتفل به جيّدًا وبتقوى يولّد في نفوسنا مفاعيل عجيبة ونعمًا روحيّة وماديّة وافرة، نحن أنفسنا لا نعرفها. لأجل هذه الغاية لا تصرف مالك بلا جدوى بل ضحّ به وتعال لتشترك بالقدّاس الإلهيّ. إنّ العالم يمكنه أن يستمرّ حتّى بدون شمس لكنه لن يدوم بدون الإفخارستيّا.
– في هذه الأوقات المحزنة جدًّا بسبب موت الإيمان وانتصار عدم التقوى، تبقى الوسيلة الأنجع لثباتنا معصومين من وباء الطاعون الذي يحيط بنا بأن نتقوّى بهذا الغذاء الإفخارستي. وهذا لن يكون سهلاً على مَن يعيش شهورًا وشهورًا بدون أن يتغذّى “بلحم” الحمل الإلهيّ الطاهر.
– يا لها من جماهير جمعها البادري بيّو. لماذا؟ لأنّه كان يقول قدّاسه بخشوع، وكان يُعرّف من الصباح وحتّى المساء وكان ممثّل إلهنا بسماته (جراحه). “كان رجل صلاة وألم” (البابا بولس السادس في 20/2/1971).
– يا أبونا، ما هو قدّاسك؟
– إنّه مزيج مقدّس بسرّ فداء المسيح. مسؤوليّتي فريدة في العالم، قال باكيًا.
– ماذا يجب أن نقرأ في قدّاسك؟
– كلّ مراحل الجلجلة، إنّ إلهنا يحبّ الفداء، لأنّه بواسطته جدّد العالم.
– لِمَ تتألّم جدًّا وقت التقديس؟
– هنا تتجدّد حقًّا الخليقة. أودّ أن أذرف أنهارًا من الدموع! أيمكنك أن تفكّر بهذا السرّ الرهيب؟ إلهٌ ضحيّة خطايانا!.. ونحن جلاّدوه!..
– ما يجب علينا أن نعمل وقت الذبيحة الإلهيّة المقدّسة؟
– أن نرأف ونحبّ. أن نفكّر مليًّا بالسرّ الذي يقيم تحت أنظارنا: فداء النفس ومصالحتها مع الله.
– كيف يجب علينا أن نسمع القدّاس؟
– كما حضرته العذراء القدّيسة والنسوة التقيّات، كما حضر الرسول يوحنّا الحبيب السرّ الإفخارستيّ، والسرّ الدموي على أقدام الصليب.
– كم من المجد تُعطي الله الذبيحة الإلهيّة؟
– مجدٌ لا متناهي.
– ما هي النِعَم والأرباح التي نحصل عليها حين نسمع القدّاس؟
– لا يمكننا أن نعدّها. سوف نعلم ما حقّقته لنا القداديس حين نصل إلى السماء.
– ما هي المناولة؟
– إنّها سرّ الرحمة لنا: رحمة داخليّة وخارجيّة. إنها عناق حميم. صلّوا ليسوع كي يعطيكم نعمة أن تشعروا به حينها.
– حين يدخل إلينا يسوع، هل يدخل الروح فقط؟
– يدخل كياننا كلّه.
– ماذا يفعل يسوع عند المناولة؟
– يتلذّذ بأن يسكن خليقته
– هل المناولة إندماج في أجسادنا؟
– إنها إنصهار واندفاع. كما تتحد شمعتان بعد أن تذوبان معًا فلا نعد نستطيع أن نميّز بينهما.
– ماذا يجب علينا أن نطلب في القدّاس؟
– أن أكون أنا أيضًا، كلّي يسوع، ودائمًا يسوع.
– هل تحضر العذراء القدّيسة قدّاسك؟
– ألا تعتقدون أنّ الأمّ تكون حيث الابن؟
– هل يحضر الملائكة قدّاسك؟
– أجل، أجواق الملائكة.
– ماذا يفعلون؟
– يمجّدون ويحبّون.
– من الأقرب إلى المذبح؟
– كلّ البلاط السماويّ.
11. في محبّة العذراء
– إسمعي، يا أمّاه، أنا أُحبك أكثر من كلّ مخلوقات الأرض والسماء… طبعًا بعد يسوع، لكنّني أحبّك.
– أمّي الجميلة، أمّي العزيزة. نعم، أنت جميلة ولولا الإيمان لناداك الناس إلهة. عيناك أكثر إشعاعًا من الشمس. أنت جميلة يا أمّي إني أفتخر بذلك إني أحبّك، آه! ساعديني.
– مريم هي النجمة التي تُنير دربنا وتدلّنا على الطريق الأكيد للذهاب إلى الآب السماوي، هي تلك المرساة التي عليكم أن تتحدوا بها أكثر فأكثر وقت التجربة.
– لا تكونوا بكلّيتكم منكبّين على نشاط مرتا فتنسوا صمت أو تسليم مريم. لتكن لكم العذراء، التي عرفت جيّدًا أن تجمع بين العمل والصلاة النموذج الصادق ومصدر الإلهام.
– لتزهِّر وتُضمِّخ مريم نفسك بفضائل دائمًا متجدّدة ولتبسط يدها الوالديّة عليك. كن دائمًا أكثر قربًا من الأم السماويّة، لأنّها هي نجمة البحر التي تبلغك شواطئ التألّق الأبديّ في ملكوت الفجر الطالع.
– إنّ يسوع الذي يملك في السماء ببشريّته المقدّسة التي اتخذها من أحشاء العذراء أراد أن تشاركه كليًّا بمجده ليس بالنفس فقط بل بالجسد أيضًا. من باب العدل والإنصاف إنّ هذا الجسد الذي لم يكن يومًا عبدًا للشيطان أو للخطيئة ولو للحظة واحدة ألاّ يكون عرضة للفساد أيضًا.
12. أقوال متفرّقة للأب بيّو
– فكّر دائمًا بأنّ الله يرى كلّ شيء.
– ليكُن منقوشًا في عقولنا قول الربّ لنا: «بالصبر تقتنون نفوسكم».
– القيام بالواجب قبل كلّ شيء آخر، حتّى قبل الأمور المقدّسة.
– ارتعدُ خوفًا من الخطيئة لأنّها تُهين الله وتفقدنا كرامتنا.
– فكّر فيما تكتب لأنّ الله سيحاسبك عليه، كن يقظًا أيّها الصحافي! ليحقّق الربّ رغباتك في عملك.
– وأنتم أيّها الأطبّاء، لقد أتيتُم إلى هذا العالم كما أتيتُ أنا برسالة لتحقيقها. انتبهوا: إني أكلّمكم عن الواجبات في حين يتكلّم الجميع عن الحقوق… لكم أُعطيت رسالة شفاء المرضى، لكن إذا لم تحملوا الحبّ إلى فراش مريضكم لا أعتقد بأنّ الأدوية تنفع كثيرًا… الحبّ لا يصل إذا لم نعبّر عنه. وأنتم كيف لكم أن تجسّدوه إلاّ بكلمات تنهض بالمريض روحيًّا؟.. إحملوا الله إلى المرضى؟ سيكون أنفع من أيّ علاج آخر.
تاسعًا: صلوات للأب بيّو
كان الأب بيّو يصلّي باستمرار مسبحة الورديّة مصلّيًا ومتأمّلاً مع مريم كلّ سرّ من أسرار حياة يسوع، كان يتلو على الأقل خمس ورديّات في النهار ولقد مات وهو يتلو المسبحة. وهذا وصف للحظات الأب بيّو الأخيرة كتبها أحد الأطباء الذين حضروا قرب فراش نزاعه ويدعى “تيرومينتسو”: كان يمرّر حبّات المسبحة بين أصابعه ويحرّك شفتيه مجيبًا على الصلاة حتّى آخر لحظة وعي.
ولم يكن الأب بيّو يتردّد أن يطلب من بناته الروحيّات صلاة عدّة مسابح في اليوم.
إنّ القدرة على الصلاة نعمة، علينا أن نطلبها بشفاعته!
1. تساعية لقلب يسوع الأقدس:
كان يتلوها البادري بيّو كلّ يوم من أجل الذين يطلبون منه الصلاة.
1) يا يسوع حياتي أنت قلتَ: «الحقّ الحقّ أقول لكم: اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم». ها أنا أقرَع الباب وأسأل نعمة… (تُذكر النعمة)
(أبانا، السلام والمجد)
يا قلب يسوع الأقدس، عليك اتّكالي وفيك رجائي.
2) يا يسوع العزيز إلى قلبي، أنت قلت: «الحقّ الحقّ أقول لكم: كلّ ما تطلبون من أبي باسمي، يعطيكم إيّاه». إنّي أطلب باسمك من الآب السماويّ نعمة…
(أبانا، السلام والمجد)
يا قلب يسوع الأقدس، عليك اتّكالي وفيك رجائي.
3) يا يسوع صديقي وكلّ ما لي، أنت قلت: «الحقّ الحقّ أقول لكم: السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول». إنّي أعتمد على كلامك المنـزّه عن كلّ خطأ وأطلب نعمة…
(أبانا، السلام والمجد)
يا قلب يسوع الأقدس، عليك اتّكالي وفيك رجائي.
2. صلاة لقلب يسوع الأقدس
يا قلبَ يسوع الأقدس، ينبوع الرحمة وملجأ البؤساء الأمين، ارحمنا نحن الخطأة، واستجب برحمتك طلبتنا هذه بشفاعة قلب أمّك الطاهرة.
أيّها القدّيس الأب بيّو، صلّ لأجلنا.
السلام عليك أيّتها الملكة أمّ الرحمة والرأفة، السلام عليك يا حياتنا ولذّتنا ورجاءَنا. إليك نصرخ نحن المنفيّين أولاد حواء ونتنهّد نحوك نائحين وباكين في هذا الوادي وادي الدموع.
فأصغي إلينا يا شفيعتنا وانعطفي بنظرك الرؤوف نحونا، وأرينا بعد هذا المنفى يسوع ثمرة بطنك المباركة.
يا شفوقة يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.
3. صلاة للآب القدّوس
أيّها الآب القدّوس لقد وهبتَ القدّيس بيّو الكبوشيّ كاهنك الأمين امتيازًا رفيعًا إذ أشركته بآلام ابنك الوحيد بطريقة عجيبة.
امنحني بشفاعته النعمة … (أذكر النعمة المطلوبة) التي أتشوّق إليها بحرارة. وأعطني خاصّة أن أكون شبيهًا بابنك في موته لأشاركه في مجد القيامة. آمين.
(أبانا، السلام والمجد… 5 مرّات)
4. مسبحة البادري بيّو
أوحى البادري بيّو، أمام قبره، هذه الرسالة في الخامس من تمّوز عام 1970، قال: “يا أولادي، هذه المسبحة ليست من وحيي. هي ضرورة لتبديل سُبل العالم الملتوية. أبارككم”.
لا شكّ أنّ مسبحة البادري بيّو تستمطر غزير النعم. فقد ظهرت سيّدة الكرمل في 19/4/1970، “لكليمانت دومنغز” ووعدت بنعم جزيلة كلّ من يصلّي هذه المسبحة، قالت العذراء: “يا ولدي، حضرت كأم يسوع وأمك. انتبه جيّدًا للنعم الكثيرة التي سأمنحها لكلّ الذين سيتلون هذه المسبحة، المؤلّفة من 50 أبانا الذي… و50 السلام عليك… و50 المجد للآب… و50 يا مريم التي حُبل بها بلا خطيئة، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك”.
وفي 24/4/1970 تراءى سيدنا يسوع المسيح “لكليمانت دومنغز” وبعد أن باركه قال له: “يا أولادي، لن تستطيعوا أن تتصوّروا مدى فرح قلبي عند تلاوة مسبحة البادري بيّو فهي تجسّد توبة لا تُقاس. إنّ كلّ من يصلّيها يعوّض عن الذي لا يصلّي أو يجدّف ويهين قلبي إنّها هداية أكيدة للخطأة وكفّارة عن معاصي البشر. وهي علامة أكيدة على اتّحادكم مع الثالوث الأقدس ومع أمّي التي هي أمّكم جميعًا”.
صلاة المسبحة المألوفة لا تكفي بل أريد أن تصلّوا مسبحة البادري بيّو. فكلّ من يصلّيها إنّما يتضرّع إلى الثالوث الأقدس وإلى العذراء مريم أمّكم المحاطة بربوات الملائكة. فالذي يتلو مسبحة البادري بيّو يتضرّع إلى كلّ الطغمات السماويّة ممّا يسمح له بالحصول على نِعَم لا تُعدّ ولا تُحصى”.
تلاوتها:
صلاة بداية التعبّد:
1ً. تقدمة عالميّة: بشركة مع السماء وباسم البشر جميعًا وباتحاد مع الأنفس المطهريّة ومحبّة لها، وبقدر ما تشاء العناية الإلهيّة، يجب أن نصلّي بورع وخشوع رغم ضعفنا وعجزنا.
2. “يا مار ميخائيل، رئيس الملائكة، دافع عنّا في المعارك، كن عوننا ضدّ شرّ الشيطان ومكامنه، وليفرض الله عليه سلطانه. نضرع إليك بذلك. وأنت يا قائد القوّات السماويّة، إدفع إلى جهنّم، بقوّة الله، الشيطان وسائر الأرواح الشريرة التي تجوب العالم لإهلاك النفوس. آمين.”
3ً. صلاة إلى الروح القدس: هلمّ أيّها الروح القدس وأرسل من السماء شعاع نورك. هلمّ يا أبا المساكين. هلمّ يا مُعطي المواهب، هلمّ يا ضياء القلوب. أيّها المعزّي الجليل، يا ساكن القلوب العذب، أيّتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة، وفي الحرّ اعتدال، وفي البكاء تعزية. أيّها النور الطوباويّ، املأ باطن قلوب مؤمنيك، لأنّه بدون قدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهر: طهّر ما كان دنسًا، إسقِ ما كان يابسًا، اشفِ ما كان معلولاً، ليّن ما كان صلبًا، أضرم ما كان باردًا، دبّر ما كان حائدًا. أعطِ مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع، إمنحهم ثواب الفضيلة، هبْ لهم غاية الخلاص، أعطهم السرور الأبدي. آمين.
أو هذه الصلاة: أيّها الطفل يسوع، المملوء بالروح القدس امنحنا مواهبه السبعة وثمراته الاثنتي عشرة، فتندحر جميع الأرواح الشريرة.
ثمّ نتلو المسبحة:
1- نبدأ بقانون الإيمان: نؤمن بإله واحد…
2- المجدُ للآب…
3- ثلاث مرّات أبانا وثلاث مرّات السلام عليك يا مريم…
ثمّ نتلو فعل الإيمان وفعل الرجاء وفعل المحبّة.
نصلّي على الحبّات الكبيرة (عوض الأبانا): ليكن الثالوث الأقدس محبوبًا ومسبّحًا ومقدّسًا ومعبودًا وممجّدًا إلى الأبد مع قلب يسوع وقلب مريم البريء من الدنس.
يا يسوع الحبيب، اغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم، وخُذْ إلى السماء جميع النفوس، خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك.
– يا بادري بيّو، صلِّ معنا ومن أجلنا. باركنا وبارك العالم أجمع.
– ونصلّي على واحدة من الحبّات الصغيرة: مرّة أبانا الذي… مرّة السلام عليكِ… مرّة المجدُ للآب… ومرّة: يا مريم التي حُبل بها بلا دنس صلّي لأجلنا، نحن الملتجئين إليك.
5. صلاة
يا يسوعُ، نبعَ المراحم والنعم، يا ضحيّة عذبة من أجل الخاطئين، المذبوح طوعًا على الصليب حبًّا لنفوسنا، نتوسّل إليك بثقة واتّضاع أن تزيد نِعَمك انتشارًا في العالم، بشفاعة البادري بيّو، صديقك الحميم الذي رفعته إلى مصاف القدّيسين لأنّه كان شريكًا في آلامك بنوع فريد وبسخاء مستديم، فأحبّك محبّة لا توصَف وكرَّس ذاته دون انقطاع لمجد أبيك السماويّ ولخير الناس أجمعين.
نتوسّل إليك، يا يسوع الحنون، أن تهبَ لنا ما نطلبه منك اليوم بشفاعته القديرة فتمنحَ العالم بأسره نور الهداية ونعمة التوبة والسلام.
اجعلْ به التعزية لكلّ متألّم وكئيب ومريض. ولتكن جراحاته وآلامه مصدر وحيٍ لهم فيسلّموا أنفسهم مثله بين يديك، لأجل خلاص الخاطئين.
جعلْتَه معجزة القرن العشرين فليكن ممجّدًا فيك، ويُصبح قدوةً للجميع، في القرن الواحد والعشرين.
ومع جمهور المؤمنين، نرفع الابتهاج والشكران لك ولأبيك وروحك القدّوس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.
6. صلاة للأب بيّو
أيّها القدّيس الأب بيّو الكبّوشي المجيد، يا صاحب الجراحات المفتوحة والدمّ السكيب، خمسين عامًا عشت مصلوبًا وحقًّا أنت لم تعلُ الصليب.
أحببتَ ربّك ساجدًا، في سرّه تبغي النصيب.
يا أيّها الينبوع، دقّق رضى الفادي الحبيب.
طوبى لك، يا مَن وقفتَ حياتك كلّها تسعى لمجد الله في حبّ القريب.
اسكبْ عزاءً طيّبًا وامنح رجاءً مُخصبًا في قلب مَن طلبوا الهُدى واشفع بنا اليوم وفي الدهر السعيد. آمين.
الجزء 1 (حياته ؛ مواهبه ؛ قداسه ؛ إرشاداته ؛ آلامه.. )
أذِنَ بطبعه سيادة المطران فرنسيس البيسري في 1 حزيران 2002
تنقيح الأب ادمون خشان.. www.jounoudmariam.com