– رغم كثرة مشاكلنا الاجتماعية البعض يجد الوقت للتعليق.. – نسيم بو سمرا
***
على الرغم من سخافة الموضوع، ولكنه يؤشر الى عقم لدى كثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يفسر التخلف الذي نحن واقعون فيه في مجتمعنا، فرغم كثرة مشاكلنا والمواضيع المهمة التي يمكن ان نثيرها على مواقع التواصل، سياسية كانت او اجتماعية، يجد البعض مع ذلك متسعا من الوقت للتعليق على عدم صيام النائبة رولا الطبش، حين قيامها بواجب العزاء في بكركي، برحيل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ففي الشكل هو موضوع سخيف لا لزوم للتعليق عليه وإضاعة وقتنا بشيئ لا تأثير له على حياتنا الاجتماعية، اما في المضمون، فكل انسان حرّ وحسابه هو بينه وبين ربه ولا دخل للناس بحياته الخاصة، فمن قال لهؤلاء السخفاء ان الطبش صائمة مثلا من الاساس؟ وحتى لو “فطرت” على فنجان قهوة، فهي اولا حرة ومن ثم يمكنها تعويض هذا النهار لاحقاً بعد الصيام، في حال كانت صائمة، وهذا شأنها في كل الاحوال.
أما منطق ان يقيّم الاخرون غيرهم، وبخاصة الصائمون منهم لغير الصائمين، فهذا بحد ذاته يفطر الصائم، لانه لا يحق لأحد ان يفرض على غيره، حذو حذوه، وفي هذه الحالة لا يحق للصائم ان يفرض الصيام على صديقه او جاره، واستطراداً، من قال أن الصيام واجب ديني؟ الاديان طبعاً، ولكن الدين إذا اردنا تعريفه، هو منظومة فكرية، المبدأ الاول فيها ان الانسان مخيّر وليس مسيراً، اي انه يختار ان يصوم او لا يصوم، وليس ملزماً بالصيام او غيرها من واجبات الدين.
ولذلك كل انسان حر في ان يلتزم بالطقوس الدينية في الاسلام او المسيحية او اليهودية، او في أن يخالفها، وفي كل الاحوال حسابه لدى ربه وليس عند العباد، وبناء عليه، فلتوقفوا سخافاتكم ولتجاهدوا الجهاد الاكبر، أي الاهتمام بشؤونكم وآخرتكم أنتم فقط، ولذلك فلتنتقدوا انفسكم اولا لتحسنوا مساركم الروحي والعملي، قبل ان تدينوا غيركم، لان الكمال هو لله وحده، وبالختام أقول لهؤلاء: ما تعملو متل التكفيريين والدواعش: “ما خصكن بغيركن”.