عَ مدار الساعة


نفتخر بسلاح “غير شرعي” حرّر لبنان وحمى اللبنانيين من إسرائيل وداعش (نسيم بو سمرا)

سلاح حزب الله مقدس وليس فقط سلاحاً شرعيا بوجه إسرائيل والتكفيريين

***

هو بنظر البعض سلاح يصبغون عليه طابعا غير شرعيا، ولذلك جنّ جنونهم حين أهدى مسؤول ​حزب الله​ في جبل ​لبنان​ والشمال الشيخ محمد عمرو، الوزير جبران باسيل هديّة رمزيّة عبارة عن قذيفة استخدمها حزب الله في معركة تحرير جرود عرسال في العام 2017، مكتوبًا عليها “الوزير المقاوم، خلال زيارة باسيل​  لمنطقة جبيل نهاية الاسبوع الماضي، والتي لم ير فيها كل متآمر على لبنان والمقاومة، إلا دعما سياسيا لباسيل بوجه أخصامه، متناسين ان هذه القذائف حمت اللبنانيين من مصير أسود كان ينتظرهم لو قدّر لداعش والنصرة السيطرة على الحدود اللبنانية السورية، فالهدية لباسيل هي عبارة عن بقايا قذيفة استُخدمت بوجه الارهابيين والتطرّف، ولذلك يعتبر هذا السلاح مقدساً لا فقط شرعياً، ونضعه في المرتبة نفسها التي نضع فيه السلاح الذي يستخدم في الجنوب للتصدي للاحتلال الاسرائيلي.

أمّا تكريم الحزب لباسيل، فيأتي على خلفية موقف باسيل الثابت بدعمالمقاومة، وهو توجّه لدى باسيل بصفتيه: وزيرا للخارجية ورئيساً للتيار الوطني الحر، ينطلق من صلب سياسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والعهد القوي، فضلا عن أن العلاقة المتنامية بين التيار والحزب بلغت مرحلة التكامل، وبخاصة أن الحزب يقدّر عالياً مواقف الرئيس عون والوزير باسيل، عالية السقف تجاه العدو، سواء في القمم العربية وفي موسكو او في لقاءاتهما بالمسؤولين الدوليين لجهة تمسكهما بدعم المقاومة ورفض اي تنازل بوجه ​اسرائيل.

هذا التكامل لم تعكّره بعض المحطات التي شابتها البرودة وبخاصة خلال الانتخابات النيابية الاخيرة، ولا تغيب عن بال الفريقين خلال زيارة باسيل لجبيل، محطة التباعد في المنطقة والذي أدى الى خسارة الطرفين إنتخابيا في جبيل، بسبب أخطاء في الحسابات، في حين ان المرحلة الراهنة تقرّب الحزب اكثر فأكثر من التيار نظرا لانخراط الحزب جديا في عملية مكافحة الفساد التي أطلقها العهد، ما يحتّم انسجام الحزب مع حركة باسيل في هذا مجال، وكذلك مع رؤيته الاقتصاديّة، وقد تقدّم  تكتل لبنان القوي في هذا السياق، من الحكومة بورقة اقتصاديّة لم تنحصر بتحديد الخطوات والابواب التي يجب طرقها لتأمين خفض العجز، بل وضعت أسس بناء رؤية اقتصاديّة شاملة قادرة على إعادة تصحيح المسار الاقتصادي، وهي رؤية يؤيّدها حزب الله ويدعمها تماما.

أمّا مقاربات بعض الافرقاء السياسيين لسلاح المقاومة، كبقايا 14 آذار من قوات واشتراكي وغيرهما، فلا يعوّل عليها ولكنها خطرة نظرا لما تحدثه من انحرافات في الاداء السياسي لمتبنيها، مثل اعتبار رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، مزارع شبعا غير لبنانية على سبيل المثال، أو اعتبار القوات على لسان نائبها قاطيشا، ان موقف وزير الدفاع الياس بو صعب خلال جولته على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة ينسف أسس الاستراتيجية الدفاعية بسبب إعلان بو صعب ان هذه الاستراتيجية تناقش بين اللبنانيين بعد زوال أطماع العدو الإسرائيلي بلبنان، وكأن القوات كما جنبلاط يدفعان الى التخلي عن ورقة القوة الوحيدة التي يملكها لبنان، وهي المقاومة، في وجه إسرائيل ومشاريع الغرب المخطط لها، للبنان كما لمنطقة المشرق العربي.

في المحصلة، فليتكهنوا وليحللوا سبب العلاقة المميزة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فهم لن يفهموا طبيعة هذه العلاقة غير المبنية على مصالح ضيقة، لأن نظرتهم هم للوطن تنطلق من النفعية المصلحية لا غير، في وقت ننظر فيه نحن للوطن استنادا الى الروح الوطنية الجامعة، وهنا يكمن السر وراء تخطّي العلاقة بين الحزبين المقاومين، التيار الوطني الحر وحزب الله، كل العوائق الخارجية والداخلية التي وضعت أمامهما في محاولة نسفها، منذ ابرام تفاهم مار مخايل، في العام 2006، وهي مستمرة طالما ان لبنان باقٍ عزيزٍ قوي.