قالت صحيفة لوموند الفرنسية: إن “إسرائيل” دفعت خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع ثمن تجاهلها للبديهيات، خاصة وأن وضعها هش في مقابل الفصائل الفلسطينية في غزة، رغم قوة جيشها.
وفي مقال لمراسلها بيوتر سمولار، قالت لوموند: إن “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية في غزة توصلوا إلى وقف هش لإطلاق النار لا يغير شيئا بعد مقتل (استشهاد) 23 مدنيا فلسطينيا (الحصيلة النهائية للشهداء الفلسطينيين 27 شهيدا) و(مقتل) أربعة إسرائيليين، وبعد إطلاق ما يقارب 690 قذيفة (صواريخ وقذائف هاون) من غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العدد من القتلى الإسرائيليين لم يسبق له مثيل منذ حرب صيف 2014، التي قتل فيها ستة “إسرائيليين” و67 جنديا “إسرائيليا” مقابل أكثر من 2200 فلسطيني، ما يعني أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يجد نفسه بعد خمس سنوات في مواجهة تناقضات إدارته الأمنية البحتة لقضية غزة، كما يقول المراسل.
ولخص المراسل إدارة نتنياهو للقضية في أنها تتركز على تجنب الحرب والدخول في مغامرة دون نصر، مع عدم تحمل سلام متفاوض عليه، وأوضح أن الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ فجر اليوم الاثنين لا تغير شيئا، وإن كانت تسمح لـ”إسرائيل” برفع القيود عن التنقل في الجنوب وإعادة فتح المدارس.
ويضيف مراسل صحيفة لوموند أنه على الرغم من أن القتلى “الإسرائيليين” كانوا في مناطق مختلفة، وأن صفارات الإنذار ظلت تعمل دون توقف في جنوب (فلسطين المحتلة)، فإن الفصائل الفلسطينية لم تستخدم صواريخها البعيدة المدى، واكتفت برد يعكس مدى التصعيد “الإسرائيلي”.
وذكر المراسل عددا من المنشآت من ضمن 350 هدفا قال إن الجيش الإسرائيلي هاجمها في قطاع غزة، بما ذلك العديد من المباني في المناطق المأهولة بالسكان، مشيرا إلى أن هيئة الأركان العامة أمرت باستهداف منازل العديد من القادة، وأنه تم تدمير مكتب رئيس قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم.
غير أن الأمر الذي بدا للمراسل أهم من كل هذا هو استئناف “إسرائيل” سياسة الاغتيالات المستهدفة التي طالب صقور الجناح اليميني بها منذ شهور، وعدّ أن استهداف سيارة حامد الخضري (34 عاما)، كان رسالة تحذير واضحة للفصائل دون استهداف مسؤول كبير.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، رفع كل طرف من مدى قوته العسكرية، حتى لا يمنح خصمه الشعور بالقوة، كما يقول المراسل.
-العالم-