عَ مدار الساعة


حزب الله يخطئ مرة ثانية وثالثة برهانه على جنبلاط (نسيم بو سمرا)

– غلطة حزب الله الشاطر بألف سقط بنتيجتها وهاب الحليف الوفي للمقاومة

***

هل أخطأ حزب الله بالوثوق بجنبلاط مرة ثانية وثالثة ورابعة؟ على الارجح أخطأ، إذ ان انقلاب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هذه المرة على المقاومة جاء أسرع من المرة الاولى في الـ 2005، بعد التحالف الرباعي، لينقلب عليه بأبشع الصور خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز الـ 2006، ويصف سلاحه بسلاح الغدر، وبعدها في ال 2008، بعد تصالحه مع سوريا في ال 2010 واعتذاره منها على الكلام الذي ساقه بحق رئيسها بشار الأسد في ال 2007، فوصف هذه التصريحات حينها  “بأنها لم تكن لائقة وصدرت في لحظة غضب،” ليعود بعدها وينقلب على سوريا بعد الحرب عليها في ال 2011. وها هو اليوم يعيد الكرّة بعد أقل من سنة على الانتخابات النيابية، فيحاول تفريغ سلاح المقاومة من معنى وجوده مدعيا بأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليست ارضا لبنانية ليطالب حزب الله بتحريرها من العدو الاسرائيلي.

حزب الله عاد اليوم ليكرر خطأه، بوثوقه بجنبلاط، ولكن هذه المرة تأتي الخيبة مضاعفة، إذ ان هذه الثقة لم تكن لتحصل لولا ضمانة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقد غشّ جنبلاط وللمرة الثالثة حزب الله، كما استغل بري للحصول على مقعدين في الشوف وبيروت بالانتخابات النيابية الاخيرة، الامر الذي ما كان ليحصل ، لولا دعم حركة أمل وحزب الله على السواء، فكانت غلطة الشاطر بألف، سقط نتيجتها في انتخابات المجلس الاخيرة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، الحليف الوفي للمقاومة، كرمى من حزب الله لعيون جنبلاط.

وقد أعلن وهاب أمس خلال مقابلة على قناة OTV، في هذا الاطار، ان “​القضاء العسكري​ يحدد ما اذا كان جنبلاط ارتكب خيانة في تصريحه عن عدم لبنانية ​مزارع شبعا​، ويخضع التقييم لموقف ​الدولة اللبنانية​ من مزارع شبعا،” مشيرا الى “غياب اي رد فعل رسمي على تصريح جنبلاط،،” ورفض وهاب الرد على جنبلاط في ما خص كلامه ضد الرئيس السوري ​بشار الاسد​، مشيرا الى “ان السفير الروسي كذّب الكلام عن ان الاسد راسل الاسرائيليين لمساعدته على اقامة دولة علوية”.

وشدّد وهاب، على ان “​حزب الله​ لا يتدخل في الساحة الدرزية ولو تدخل حزب الله لكان لدينا 4 نواب، في المجلس، بل بالعكس خسرنا مقعدي بيروت وحاصبيا بسبب تدخل الحزب لصالح جنبلاط، ولكنا احدثنا توازنا بالجبل بوجه جنبلاط،” كاشفا عن رفضه “طلبا من حزب الله بنقل ترشيحي من الشوف الى بيروت واعتبرتها اهانة لي ان اترشح في بيروت، وجنبلاط حصل على 3 نواب بمساعدة الحزب، اما الصلحة مع الوزير ​طلال ارسلان​ فجاءت بعد استشهاد محمد بو ذياب في الجبل وليس بوساطة من حزب الله،” موضحا ان “انا ردّيت على مبادرة ارسلان الشجاعة تجاهي، ونحن خلافنا لم يكن طبيعيا بل العلاقة الطبيعية هي في ان نكون متفقين”، ورأى وهاب ان “حزب الله اخذ ضمانات بأن ​وليد جنبلاط​ لن ينقلب عليه، ولكن بمعرفتي الجيدة بجنبلاط لا يمكنني التصديق بأن جنبلاط يثبت على موقف وهو يكذب على الجميع، وهو ينتظر مواقف اقليمية ودولية معينة لينقل موقعه”، لافتا الى “ان الموقع الاميركي اليوم يفسح المجال لجنبلاط ليعيد تموضعه على الساحة الداخلية”.