… ويستمر تيار “المستقبل” في أدائه الاستعلائي بالتعاطي مع الطرابلسيين، الذي بلغ حد الوقاحة، والإستهزاء بهم، والتعرض لكراماتهم، خلال الحملة الإنتخابية للمرشحة الحريرية في الفيحاء ديما جمالي، ولم يقف التطاول المتمادي على كرامات الناس، الذي إنتهجه التيار الأزرق منذ بداية إمساكه بالسلطة، بعد عودة الأخيرة الى البرلمان مؤخرا، بل وصل إنعدام الوازع الأخلاقي لدى هذا التيار، وزبائنيته، الى أقصى حدود التعالي والاستهتار والاستهزاء بحقوق طرابلس، وعزة أبنائها، بعد تنصيب جمالي نائبة عن هذه المدينة شبه المنكوبة، التي وصلت الى هذه الحال من التردي والحرمان والإهمال، في عهدة الحريرية السياسية، المهيمنة على القرار السني في لبنان، وفي طرابلس والشمال منذ العام 2005، وعلى مجلسي الإنماء والإعمار والبلدي في المدينة المذكورة، التي تحولت شوارعها الى خنادق، وأنفاق، باتت تشكل تهديداً حقيقياً لأرزاق المواطنين، وسلامتهم، برعاية هذين المجلسين الممسوكين، بالقبضة الحريرية.
وبعدما “طق شرش الحياء لدى النائبة التي نصبها الرئيس سعد الحريري ممثلة عن معقل المسلمين السنة في لبنان، التي بدورها طعنت بكرامة طرابلس، وكرامات من إنتخبوها، من خلال استغلال فقرهم وعوزهم، كما اعتاد القيمون على التيار الذي تنتمي إليه، ولكن الجديد والمخزي في نهج “الحريرية”، أن جمالي خلعت القناع، وظهرت بالصورة الحقيقة للطرف السياسي التي تمثله، وإستهلت عملها التشريعي، بتشريع الرشوة الإنتخابية علناً على وسائل الإعلام، كذلك فضح العائلات المستورة والمعوزين، بالتالي إذلالهم على أثير المحطات التلفزيونية، بعدما منحوها أصواتهم، بسبب عبء الفقر والحرمان الذي يرزحون تحته، نتيجة السياسية الحريرية المالية والإقتصادية، والإنماء اللامتوازن منذ عشرات الأعوام، الذي أوصل عاصمة لبنان الثانية الى هذه الحال .. يا لوقاحة هذه النائبة وخفتها .. وبئس هذا النهج وهذا التمثيل لمدينة العلم العلماء.
والمثير للريبة والاستغراب أن أي من المرشحين الخصوم لجمالي، لم يراجع القضاء المختص، لمساءلة جمالي وإبطال نيابتها مجدداً، للجوئها الى مخالفة القوانين، وإرتكابها جرم الرشوة الإنتخابية وشراء الذمم، الذي يحاسب عليه القانون، ويؤدي ذلك الى إبطال نيابتها مجدداً. كذلك يؤكد الأداء الحريري تجاه طرابلس مرة أخرى، أن أبناءها مجرد أرقام في حساباته الإنتخابية، ليس إلا.
ولم يقف “الإستهتار الأزرق” بالطرابلسيين عند حدود التجريح بكراماتهم فقط، بل إمتد الى العبث بإرزاقهم وسلامتهم وحقوقهم، من خلال تلزيم مجلس الإنماء والإعمار شركة المقاول “المستقبلي” الذائع الصيت جهاد العرب تحديث شبكات المياه والصرف الصحي للمدينة المذكورة، فقد حول بولفار مدخل طرابلس بمسلكيه الشرقي والغربي، الى خنادق وانفاق، منذ ثلاثة أعوام ونيف، الأمر الذي أدى الى تعطيل كبير في حركتي السير، والبيع في المحال التجارية الممتدة على هذا البولفار، في غياب شبه تمام للمجلس البلدي، وبدون أي حسيب أو رقيب، ودون إتضاح السبب في طول هذه المدة.
ومن خلال ما ورد والإضاءة الوجيزة على تعاطي “المستقبل” مع عاصمة الشمال، الذي حازت مرشحته تأييد غالبية نواب طرابلس، المستغرب في الأمر، أن هذا هو النهج الأفضل الذي أجمعتم عليه، ووجدتم فيه الأفضل لتمثيل مدينتكم ؟
يبقى حق الرد المناسب، للطرابلسيين، في إنتظار أن تسنح الفرصة.
-الثبات-