أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


من هو مار شربل الرَهاوي المُوحى الى يوسف مخلوف (القديس شربل) أخذ إسمه..

– اسم مركب من اسمين شربا دايل ܫܪܒܐ ܕܐܝܠ ، قصة الإله (الأب أنطوان دلي أبو)

* *

القديس شربل الرهاوي ✤ اسم مركب من اسمين شربا دايل ܫܪܒܐ ܕܐܝܠ ( قصة الإله)…. ففي السنة الثالثة لحكم الملك الرهاوي أبجر السابع أي سنة 105 م كان ܒܪ ܣܡܝܐ بار سميا (ابن الأعمى) مطراناً للرها (يطلق عليها حاليا ً اسم أورفا، في تركيا) وكان شربل الحبر الأعظم للمعبد الوثني في الرها. في هذه السنة أصدر ترايانس قيصر أمراً لجميع حكام الولايات الخاضعة لـه بأن يكثروا من تقديم الذبائح للآلهة، وأن يلقى القبض على الذين يرفضون ذلك.

وعندما كان الاحتفال الكبير يقام في الرها برئاسة شربل رئيس الأحبار اقترب منه مطران الرها بَر سَميا وقال لـه : ليطالبك المسيح رب السماء والأرض بجميع هؤلاء الناس الذين تضلهم وتخدعهم وتبعدهم عن الإله الحق. تأثر شربل بكلام بار سميا فقام في اليوم الثاني ونزل ليلاً عنده مع أخته باباي فاستقبلته الكنيسة كلها بابتهاج وبادروا إلى منحه سر العماد، ولما سمع حاكم المدينة ما أقدم عليه شربل قدمه إلى المحاكمة في وسط المدينة.

وعندما سألوه عن سبب تحوله هذا فقال : كنت أعمى البصيرة، كنت أسجد لما لا أعرفه، أما اليوم وقد استنارت عينا عقلي، فلا مجال من بعد إلى التعثر بحجارة منحوتة أو أن أكون سبب عثرة للآخرين. حاول الحاكم بشتى الوسائل إعادة شربل إلى الوثنية بالمغريات والتهديدات والتعذيب الذي فاق كل تصور، لكنه فشل.

لقد جُلد بالسياط، فحوالي عشرة جلادين جلدوه ومشّّطوا جنبه بأمشاطٍ حديدية، ثم أمر الحاكم بأن يعلق من يده اليمنى و يُكوى جبينه وخدّاه، وبعد ذلك دُقّت أوتاد حديدية في جبينه وعُلق على خشبة منكس الرأس وضُرب بالسياط كالمجرم.

وبعد أنواع كثيرة من التعذيب أمر الحاكم أن توضع حلقةٌ في فمه ويسحب خارج المدينة، وأن ينشر بمنشار وحينما يشرف على الموت يُقطع رأسه بحد السيف. عندما أراد الجلادون أن يسقوا مار شربل خمراً رفض وقال: إني أريد أن أشعر بالنشر وبالسيف الذي يحز عنقي وعوض الخمر امنحوني مهلة لأصلي، والتفت مار شربل نحو الشرق وصلى بصوت عالٍ وقال: أيها المسيح أغفر لي كل ما أغظتك به بتقدمي الذبائح النجسة للأصنام المائتة، وأشفق عليّ و أنقذني من الدينونة العتيدة، وتحنن عليّ مثل تحننك على اللص التائب، واقبلني كما قبلت التائبين العائدين إليك، ولا تعاملني حسب صرامة عدلك لكوني دخلت كرمكَ في الساعة الحادية عشرة، وليكن موتكَ لأجل الخطاة هو الذي يبعثني في يوم مجيئك. وعندما نشروا مار شربل وأوشك أن يموت إذ بلغ المنشار إلى فمه، ضربوا رأسه بحد السيف.

اقتربت منه شقيقته باباي الحاضرة، وبسطت رداءها وتقبلت دمه والتمست منه أن يضم روحها إلى روحه لدى المسيح الذي أحبه وآمن به. وعندما سمع الحاكم ما فعلت باباي، أمر بتنفيذ حكم الموت عليها أيضاً في الموضع نفسه، ففاضت روحها وهي ما تزال تحمل دم أخيها. وكان ذلك يوم الجمعة 5 ايلول سنة 105 م .

كيف عُرف اسم مار شربل في لبنان ؟

يقول الفيكونت فيليب دي طرازي في كتابه عصر السريان الذهبي: كان للوثنيين في قرية معاد هيكل على اسم المشتري، حوّله أحد أغنياء السريان الرهاويين المقيم في لبنان إلى بيعة مسيحية وأطلق عليها اسم مار شربل شهيد الرها وطنه. وفي هذه الكنيسة رُسِمت صور جميلة تعد طرفة من طرف الأيام .

وحسب السنكسار (أعياد القديسين) الذي رتبه القديس مار يعقوب الرهاوي 708م تذكره الكنيسة السريانية في 5 أيلول و 14 تشرين الأول .

المصادر :
المجلد الأول: بيجان بالسريانية صفحة 95 – 119
شهداء المشرق بالعربية الجزء الأول : ألبير أبونا
عصر السريان الذهبي : فيليب دي طرازي .

★ ملاحظة:

تعيد له الكنيسة المارونية في اليوم نفسه. كما أن الراهب الماروني يوسف مخلوف (القديس شربل) من الرهبانية المارونية قد اتخذ أسمه الرهباني نسبة لهذا القديس الشهيد. ومن حينها صار يدعى باسم شربل مخلوف، لذلك حسب السنكسار (أعياد القديسين) الذي رتبه القديس مار يعقوب الرهاوي في العام 708م تذكره الكنائس الأرثوذكسية، السريانية والمارونية في الخامس من أيلول.